نقل الوفد اللبناني الذي زار دمشق أمس الأول والتقى الرئيس السوري بشار الأسد عنه عدة مواقف سياسية تتعلق بلبنان وبالوضع داخل سورية. وقالت مصادر من الوفد الذي ضم ممثلين عن الأحزاب المؤيدة للنظام السوري أبرزهم معاون الأمين العام لحزب الله حسين الخليل، إن الأسد «أبدى امتعاضاً من سياسة النأي بالنفس، معتبراً أنه لا يمكن للمرء أن ينأى بنفسه إذا كان موجوداً في دائرة النار والحريق يقترب منه. وتساءل: لست أفهم، ماذا تعني بالضبط هذه السياسة؟ هل المقصود منها أن يُنقل لبنان من مكانه إلى قارة إفريقيا، ويبقى هناك في انتظار انتهاء الأزمة السورية، ثم يعود إلى موقعه الطبيعي؟».
وبحسب المصادر، فقد «أشاد الرئيس السوري بكل من العماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية والبطريرك الماروني بشارة الراعي»، لافتاً الانتباه إلى أن «هؤلاء القادة لديهم روح وطنية ورؤية واسعة وفكر عميق». وأثنى على مواقف الراعي «الذي يضيء الدرب».وفي تهديد مبطن لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، أكد الأسد «أن سورية مرنة إلى أقصى الحدود عندما تقتضي الحاجة ذلك، وربما تكون حالة وليد جنبلاط أكبر مثال، إذ رغم كل ما قاله بحق سورية وبحقي شخصياً عدنا واستقبلناه، لكن في المقابل، عندما يكون الحسم ضرورياً، فنحن قادرون، ونستطيع أن نحسم».وبالنسبة إلى الواقع الميداني في سورية، أشار الأسد إلى أن «استراتيجية القيادة السورية تعتمد على إبقاء دمشق والمدن الأخرى تحت سيطرة الجيش، أما بعض مناطق الأرياف فنحن نتعمد إخلاءها أحياناً لضرورات تكتيكية، والأفضل أن نستنزفهم بدلا من أن يستنزفونا، علماً أن بمقدورنا استعادة أي منطقة متى نشاء».وأشار إلى أن «كثيرين طالبونا في بداية الأزمة بحسم سريع للوضع، إلا أن المسؤول لا يستطيع أن يتعاطى مع أرضه وشعبه بهذه الطريقة، ولو تصرفنا على هذا النحو عندما كانت الصورة لاتزال ملتبسة لدى البعض، لكان من الممكن أن نخسر أصدقاء لنا، أما الآن فقد ربحنا بعض الخصوم».
دوليات
إشادة بالراعي وعون وفرنجية وتهديد مبطن لجنبلاط
23-04-2013