«النصرة» تنفي تبعيتها لـ «قاعدة العراق» وتبايع الظواهري
• كيري وهيغ يجتمعان بالمعارضة • طهران مستاءة من تفتيش طائراتها من قبل بغداد
بايعت «جبهة النصرة» السورية أمس أيمن الظواهري في تأكيد على تبعيتها لتنظيم “القاعدة”، في وقت التقى مسؤولو المعارضة السورية وزيري خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا في لندن على هامش اجتماع وزراء خارجية دول الثماني.
بايعت «جبهة النصرة» السورية أمس أيمن الظواهري في تأكيد على تبعيتها لتنظيم “القاعدة”، في وقت التقى مسؤولو المعارضة السورية وزيري خارجية الولايات المتحدة وبريطانيا في لندن على هامش اجتماع وزراء خارجية دول الثماني.
أعلن المسؤول العام لـ”جبهة النصرة” في سورية الشيخ أبومحمد الجولاني تنصل الجبهة من إعلان البيان المنسوب للشيخ أبي بكر البغدادي، وذكر فيه تبعية الجبهة لـ”دولة العراق الإسلامية” وأعلن فيه إلغاء اسم “دولة العراق” و”جبهة النصرة” واستبدالهما باسم واحد هو “الدولة الإسلامية في العراق والشام.»وفي تسجيل صوتي نشر على الإنترنت، أوضح الجولاني أنّ قيادات الجبهة لم تكن على علم بهذا الإعلان سوى ما سمعته من وسائل الاعلام، “فإن كان الخطاب المنسوب حقيقة، فإننا لم نُستشَر ولم نستأمَر”. وأشار إلى أنّ “الشيخ البغدادي وفّى لأهل الشام حقهم بموافقته على مشروع نصرة أهل المستضعفين بأرض الشام». ولفت الجولاني إلى أنّ “راية الجبهة رفرفت عالية خفاقة ومعها رفرفت قلوب المسلمين والمستضعفين وأصبحت الرقم الصعب الذي وازن معركة الأمة اليوم في هذه الأرض ومحطّ آمال المسلمين في العالم بأسره”، وقال: “أعلنّا منذ بادئ الأمر أننا نصبو لإعادة سلطان الله إلى أرضه ثم النهوض بالأمة لتحكيم شرعه ونشر نهجه، وما كنا نريد الاستعجال بالإعلان عن أمر لنا فيه أناة، فمهام الدولة من تحكيم الشريعة وفض الخصومات والنزاعات والسعي لإحلال الأمن بين المسلمين وتأمين مستلزماتهم قائمة على قدم وساق في الأماكن المحرّرة رغم ما يشوبها من التقصير».
وبينما اعتبر الجولاني أنّ قضية الإعلان لم تكن محل اهتمام في ظل وجود الجوهر، أشار إلى أنّ “دولة الاسلام في الشام تُبنى بسواعد الجميع دون إقصاء أيّ طرف أساسي ممّن شاركنا الجهاد والقتال في الشام من الفصائل المجاهدة والشيوخ المعتبرين من أهل السنّة وإخواننا المهاجرين، فضلا عن إقصاء قيادات جبهة النصرة». وشدّد على أنّ قضية تأجيل إعلان الارتباط “لم تكن لخور قد أصاب رجال الجبهة إنما حكمة مستندة على أصول شرعية وتاريخ طويل وبذل جهود في فهم السياسة الشرعية التي تلائم واقع الشام، والتي اتفق عليها أهل الحل والربط في الشام”. وقال: “إني لأستجيب إذا لدعوة البغدادي إلى الارتقاء من الأدنى إلى الأعلى، وأقول هذه بيعة من أبناء جبهة النصرة ومسؤولهم العام نجددها لشيخ الجهاد الشيخ أيمن الظواهري حفظه الله.»وختم: “ستبقى راية الجبهة كما هي لا يغيّر فيها شيء رغم اعتزازنا براية الدولة ومن حملها ومن ضحّى وبذل دمه تحت لوائها، ونطمئن أهلنا في الشام أنّ ما رأيتموه من الجبهة ستبقى كما عهدتموها، وأن إعلان البيعة لن يغيّر شيئا في سياستها.»اجتماع لندنوبينما اعتبر رئيس الائتلاف الوطني المعارض أحمد معاذ الخطيب أن فكر جبهة النصرة أي تنظيم القاعدة لا يناسب الائتلاف”، عقد وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ ووزير الخارجية الأميركية جون كيري، اجتماعا أمس مع ممثلين عن المعارضة السورية في لندن، بينهم رئيس الحكومة المؤقتة المكلف غسان هيتو ورئيس المجلس الوطني جورج صبرا، على هامش اجتماع وزراء خارجية مجموعة الثماني.وفي السياق، أوضح عضو الائتلاف الوطني المعارض حسان الشلبي أن “عرض الرئيس الروسيى فلاديمير بوتين بوقف جميع إمدادات السلاح إلى النظام السوري والجيش السوري الحر مرفوض شكلا ومضمونا”، موضحا أنه “لا يوجد لدى المعارضة السورية سلاح حقيقي تواجه من خلاله النظام القمعي السوري”. طهرانفي سياق آخر، أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست أمس عن “استياء” بلاده من “قيام العراق بتفتيش الطائرات الإيرانية المحملة بالأدوية والمساعدات الغذائية المتجهة إلى سورية”، معتبراً أن ذلك “يتعارض مع المبادئ الدولية والعلاقات المبنية بين الدول وفقاً لمبدأ حسن الجوار”، وأضاف ان “تفتيش طائرة ايران أثبت من جديد كذب المزاعم التي تطرحها بعض البلدان ضد ايران”، لافتاً إلى أن “إيران تواصل إرسال المساعدات الطبية والغذائية للشعب السوري في إطار مهامها الإنسانية.»عمان والمنامةوأكد وزير خارجية الأردن ناصر جودة ووزير خارجية البحرين الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة خلال لقائهما في عمان “أهمية إيجاد حل سياسي يضمن حقن الدماء ويحافظ على أمن وأمان سورية ووحدتها، ويضمن مشاركة كل أطياف الشعب السوري ومكوناته”. وأعرب جودة عن “تقدير الأردن لدور البحرين ودول مجلس التعاون الخليجي في دعم الاردن بما فيها المنح التي تم إقرارها نتيجة القمة الخليجية العام الماضي بقيمة 5 مليارات دولارعلى مدى 5 سنوات لدعم المشاريع التنموية في البلاد”، لافتاً إلى أن “المباحثات بينهما تناولت عملية السلام والجهود المبذولة لدفعها وتطورات الوضع في سورية وانعكاساتها الانسانية على دول الجوار.»كما أشار وزير الخارجية البحرينية إلى أن “وضع السوريين في الأردن وصل إلى حد صعب جداً، وان الأردن يتحمّل هذه المسؤولية الآن نيابة عن العالم كله، ولكن المسألة أكبر وتتطلب موقفاً عالمياً واضحاً تجاه هذه القضية”، مشدداً على انه “على العالم الآن مسؤولية الوقوف إلى جانب الأردن في هذه اللحظة كي لا يتعرّض اقتصادها لأي ضغوطات قد تؤثر عليه بأي شكل من الأشكال».(دمشق، لندن، طهران ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)