العراق: مقتل خمسة جنود في الأنبار... و«الصحوة» تهدد

نشر في 28-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 28-04-2013 | 00:01
No Image Caption
• المالكي: لن نسكت عن قتل الجنود في ساحات الاعتصام
• البشمركة تنتشر في كركوك
بعد يوم دامٍ عاشه العراقيون بسبب هجمات استهدفت عدة مساجد سنية في العراق، قتل خمسة جنود في ساحة الاعتصام بالأنبار، مما أثار غضباً شعبياً ورسمياً كبيرين، وأجج مشاعر الخوف من دخول البلاد في منزلق لا تحمد عقباه.
أثار مقتل خمسة جنود عراقيين في محافظة الأنبار العراقية أمس الأول، في اشتباك مسلح قرب ساحة الاعتصام في مدينة الرمادي مركز المحافظة، ردود أفعال غاضبة ورافضة لقتل الجنود من قبل رجال الدين ورجال الصحوة وبعض العشائر.

وقال مصدر أمني أمس، إن متظاهرين مسلحين اشتبكوا مع عدد من عناصر الاستخبارات في الجيش العراقي أثناء مرورهم قرب ساحة التظاهر في الرمادي، موضحا أن الاشتباك أسفر عن مصرع خمسة جنود واصابة اثنين آخرين فيما أصيب متظاهر واحد بجراح.

وأفتى رجل الدين البارز عبدالملك السعدي أمس، بحرمة قتل عناصر الجيش والشرطة ودان بشدة مقتل الجنود الخمسة، مؤكدا أن "مندسين أو مدفوعين من جهة أخرى وراءها لغرض إشعال حرب بين مكونات الشعب العراقي".

وطالب السعدي المتظاهرين بـ"منع الملثمين والمنقبين من الدخول إلى ساحات التظاهرات"، داعيا السلطات العراقية إلى "عدم حسب المندسين على المتظاهرين".

وكان عدد من علماء الدين في محافظة صلاح الدين دعا أمس الأول، إلى عدم استهداف القوات الأمنية من الجيش والشرطة، واستمرار الحفاظ على سلمية التظاهرات.

في غضون ذلك، اعلن رئيس مجلس صحوات العراق الشيخ أحمد ابو ريشة أمس، رصده 50 مليون دينار كمكافأة مالية لمن يلقي القبض على قتلة الجنود العراقيين في الأنبار.

وشدد أبو ريشة على أن "المتظاهرين والمعتصمين أبرياء من الجريمة القذرة، التي ارتكتبها مجموعة مندسة تحمل أجندات وتوجهات غير عراقية"، لافتا الى أن "عشائر الأنبار ستلاحق المتورطين في الحادثة والجناة لن يفلتوا من العقاب العشائري والقانوني والسماوي".

وفي خطوة نحو التهدئة، أعلنت خمس عشائر، انسحابها من ساحة الاعتصام في الأنبار احتجاجا على قتل الجنود العراقيين، مطالبة بقية العشائر بالانسحاب أيضا، فيما تعهدت بملاحقة "الإرهابيين" الذين استهدفوا الجنود.

وقال شيخ عشيرة البوعساف: "إنني الشيخ ماجد السليمان شيخ عشيرة البوعساف والشيخ خميس عبدالكريم شيخ عشيرة البوفهد والشيخ جاسم محمد صالح شيخ عشيرة البوسودة والشيخ أركان الطرموز شيخ عشيرة البومرعي، إضافة إلى الشيخ أحمد المصلح شيخ عشيرة البوفراج، أصدرنا أوامرنا الى أبناء عشائرنا للانسحاب فورا من ساحة الاعتصام في الرمادي".

وطالب السليمان "باقي العشائر بالانسحاب أيضا"، مشيرا إلى أن "شيوخ العشائر المنسحبة تعهدوا بملاحقة الإرهابيين الذين استهدفوا الجنود وسحقهم".

فيما هدد رئيس صحوة العراق وسام الحردان المسلحين بالعودة الى أيام معارك عام 2006 اذا لم يسلموا قتل الجنود الخمسة.

وقال الحردان: "نمهل المعتصمين 24 ساعة لتسليم قتلة الجيش العراقي وإلا لن نقف مكتوفي الأيدي".

إلى ذلك، توعد رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي أمس، بالقصاص من قاتلي الجنود العراقيين قرب ساحات التظاهر.

ودعا المالكي في بيان "المتظاهرين السلميين إلى طرد المجرمين الذين يستهدفون قوات الجيش والشرطة العراقية، كما دعا علماء الدين وشيوخ العشائر وأبناء الشعب وخصوصا في محافظة الأنبار إلى نبذ هؤلاء القتلة".

على صعيد آخر، انتشرت قوات من البشمركة الكردية في محيط مدينة كركوك بموافقة بعض العشائر. وقال الأمين العام لوزارة البشمركة جبار ياور أمس، إنه "بعد مشاورات مع محافظ كركوك، تقرر أن تملأ قوات البشمركة الفراغات الأمنية بصورة عامة وبالأخص في محيط مدينة كركوك" شمال بغداد، موضحا أن هذه الخطوة التي من المتوقع أن تثير غضب الحكومة الاتحادية في بغداد جاءت "بسب الأحداث الأخيرة في محافظات ديالى وصلاح الدين وكركوك ونينوى".

وشدد الياور على أن وزارة البشمركة لا تملك "هدفا وخطة سياسية إنما هدفنا الوحيد هو الحفاظ على أرواح المواطنين من الأعمال الإرهابية ولدينا استعداد كامل للتنسيق مع كل الأطراف من أجل حفظ الأمن".

في السياق، قال ضابط رفيع المستوى في الجيش العراقي إن "تحركات البشمركة وضعت الجيش في حالة تأهب في انتظار الأوامر من القيادة، لكن الجيش ينظر الى حركة البشمركة على أنها مناورة وليست لملء الفراغ".

(بغداد ـ أ ف ب، يو بي آي، رويترز)

back to top