نتابع معاً قصة أخرى من قصص معركة الصريف، التي جرت بين جيش الشيخ مبارك وجيش الأمير عبدالعزيز بن متعب بن رشيد، في عام 1901. قصتنا اليوم بطلها عبدالمحسن علي القطان، رحمه الله، (يعرف أبناؤه اليوم باسم الحداد وليس القطان)، ورواها ابنه حيدر الحداد (مواليد عام 1935، ويسكن في منطقة العديلية).
يقول العم بوسعدون إن والده شارك في حرب الصريف مع جيش الشيخ مبارك، وكان آنذاك في بداية شبابه، وعندما اشتبك الجيشان في موقع الصريف، القريب من مدينة بريدة، اشتد القتال بين الطرفين، وكثر القتلى والمصابون من الطرفين، فتعرض والده لأربع عشرة إصابة، لكنها لحسن الحظ لم تكن قاتلة، فسقط مع المصابين على أرض المعركة، ولم يكن قادراً على النهوض والرجوع إلى الصفوف الخلفية. وبعد أن هدأت المعركة مع حلول الظلام، تبين أن جيش الشيخ مبارك قد تفرق بشكل غير منظم، وفر الكثير من المقاتلين مع قبائلهم، فاغتنم بن رشيد الفرصة، وأعلن انتصاره، وبدأ أتباعه تفقد القتلى والمصابين، فكلفوا بعض النساء بقتل أي مصاب من الجيش الكويتي باستخدام حيلة.يقول العم بوسعدون إن نساء جيش بن رشيد كن يصحن وهن يمشين بين القتلى والمصابين، من يريد ماء... من يريد ماء، فإذا صاح أحد المصابين الأحياء طالباً الماء قتلنه فوراً. وقد لاحظ عبدالمحسن القطان هذا الأمر، فسكت وتظاهر بأنه ميت حتى غادرت النساء وهدأت الحركة، فقام بعدها ومعه عدة أشخاص مصابين، ومشوا على أقدامهم، وهم لا يعرفون إلى أين يتجهون.يقول بوسعدون إن والده تبع المرحوم عبدالله البسام، الذي قاد بعض الناجين إلى مدينة عنيزة، وهناك قامت امرأة (وأغلب الظن أنها موضي البسام) باستضافتهم وإخفائهم عن سرايا بن رشيد، ونقلتهم من بيت لآخر، وضربت أروع المثل في النخوة، والكرم، والشجاعة.وبعد ثلاثة أشهر، حصلوا على خريطة للوصول إلى الكويت، وتحركوا في إحدى الليالي نحو الكويت، ووصلوا إلى قرية الجهراء بعد ليال عديدة. ويقول العم حيدر الحداد إن والده ذكر له بعض الأسماء التي عادت إلى الكويت معه، ومنهم عبدالله البسام، وشخص من عائلة العبدالمحسن، وآخر من عائلة جمال، وشخص من أسرة الموسى، وعبدالله المجادي، وشخص من قبيلة العجمان.ومن التعليقات التي وردتني حول موضي البسام، رسالة إلكترونية ومكالمة من الأستاذ الكريم سليمان عبدالرحمن الصالح، يقول فيها إن موضي البسام، التي ولدت في عنيزة عام 1270هـ (1854م)، وتوفيت عام 1363هـ (1944م) تزوجها عبدالرحمن عبدالله العبدالرحمن البسام، الذي أنجب منها ولدين هما حمد، الذي توفي قبل وفاة أمه وليس له ذرية، وإبراهيم، الذي توفي عام 1398هـ (1977م) وله من الأبناء عبدالرحمن وحمد، ولموضي البسام حفيدة هي مضاوي سليمان البسام تزوجها الملك سعود بن عبدالعزيز، عندما كان ولياً للعهد عام 1934م، وأنجب منها عبدالرحمن الذي توفي صغيراً. فشكراً للأستاذ سليمان الصالح على هذه المعلومات.* * * ونحن نستذكر البطلة موضي البسام التي حفظت أرواح المئات من أبناء الكويت في فترة عصيبة جداً، نتمنى تسمية شارع رئيسي في إحدى مناطق الكويت الجديدة باسمها.
أخر كلام
صورة لها تاريخ : عبد المحسن الحداد (القطان) تظاهر بالموت فنجا وعاد بعد ثلاثة أشهر
08-03-2013