لا الكبتـشيـنـو ولا نَـهْـرُ العِنَبْ
يَحْملانِ الآنَ عنْ ظَهْرِيْ التَّعَبْمَطَرٌ في يقظةِ الصُّبْحِ يَؤُمُّ الشجرَ الواقفَ في التأويلِ، غيمٌ مُنْهَكٌ يجلسُ في المقهى، رجالٌ يعبرونَ الشارعَ الضيِّقَ، أطفالٌ يُغنُّونَ، نساءٌ يرتدينَ الصُّوفَ يحمِلْنَ الـمِظَلاتِ.قطاراتٌ، وعُمَّالٌ يُريقونَ على الأرصفةِ التعبى مِنَ المعجونِ والبازَلتِ والأسمنتِ ما يجعلُ هذا الشارعَ المرصوفَ بالأحجارِ والتِّيْهِ مكاناً آمِناً يُؤويْ سُلالاتِ الحَمَامْ !لا الكـبتشينو ولا نَهْرُ العِنَبْيَمْلِكَـانِ الآنَ مِفْتَـاحَ السَّبَبْأفتحُ الدفترَ ... والدفترُ بابٌ، ووراءَ البابِ غاباتٌ، وقتلى، ودماءٌ، وقناديلُ تضيءُ الـمُدُنَ الغرقى، ولكنِّيْ وحيدٌ في سديمِ الهجرةِ الأولى.على طاولتي تَتَّكِئُ الريحُ، ويلهو بي دُخاَنُ التَّبْغِ.هل أدركنيْ الشِّعْرُ؟أمِ استحيَيْتُ من نَبْشِ تفاصيلي، وألْجَمْتُ خُيولَ السَّرْدِ في صدريْ، وأَرْجَأْتُ مَواعيدَ الكلامْ !لا الكـبتشـيـنــو ولا نَـهْــرُ العِــنَـبْبُحَّ صَوْتُ الناي في جَوْفِ القَصَبْرُبَّمَا تنهضُ من غفوتِهَا عُصفورةُ الدارِ وتُخْفي قلقي في عُشِّهَا ... تَدْهُنُ رُوحيْ بالطُّمَأنينةِ، تَرقِينيْ مِنَ البَرْدِ وحُمَّى الاِحْتِمَالاتِ وخوفيْ، ثُمَّ إذْ تَنْفُضُ عن وجهيْ غُبَارَ السُّهْدِ، تحكي ليْ إذا شاءتْ عَنِ الغَيْبِ وعنْ مُستَقْبَلِ الشمسِ إِذَا شَنَّتْ عليهَا الحَرْبَ أفواجُ الغَمَامْ!لا الكبـتشينو ولا نَهْرُ العِنَبْلا الخِيَانَاتُ ولا جَهْلُ العَرَبْ!إنَّهُ التَّاريخُ، لَمْ يَتْرُكْ لـمَجنُونٍ على الأرضِانْتِشَالَ العَقْلِ من وَحْلِ الفِصَامْ !*ألمانيا ، أكتوبر 2012
توابل - ثقافات
في زمن الكبتشينو
29-08-2013