انتخابات رئاسية مبكرة
انتخابات رئاسية مبكرة... انتخابات رئاسية مبكرة... انتخابات رئاسية مبكرة.عذراً هذه ليست "مسبحة" رمضان لكنها نشيد الإعلام المصري في الأسابيع الماضية والقادمة، ويقود النشيد– للعجب الشديد- خبراء دستوريون وفقهاء قانونيون ورجال سياسة وقادة أحزاب كبار مارسوا العمل السياسي لعدة عقود، فما قصة الانتخابات الرئاسية المبكرة؟
بداية وللحديث بهدوء يغضب البعض نسأل: هل هناك ما يسمى بانتخابات رئاسية مبكرة؟ دستورياً وقانونياً لا يوجد، ولم ترد هذه العبارة على الإطلاق في مواد الدستور (132-154) الخاصة برئيس الجمهورية، وبالتالي لا يحق لأحد دستورياً هذه المطالبة. هناك استقالة وإقالة واتهام ومحاكمة ووفاة وعجز دائم؛ كل ذلك جائز وصحيح، ويمكن في أي من هذه الحالات خلو منصب رئيس الجمهورية، ومن ثم تتم انتخابات رئاسية جديدة دستورية وقانونية أما غير ذلك فلا.هذا دستورياً وسياسياً يحق للرئيس (مادة 150) دعوة الشعب للاستفتاء على ما يراه من أمور هامة، وهذه الدعوة حق لرئيس الجمهورية فقط، فلا يحق لغيره فرداً- مهما كان منصبه- أو جماعة– أياً كان عددها- الدعوة للاستفتاء، وبالتالي فالدعوة إلى الاستفتاء لتغيير موعد الانتخابات الرئاسية أمر منوط بالرئيس واختياره هو فقط.والآن ما الموقف الثوري؟ بمعنى هل الحالة الثورية توجب أو تفرض انتخابات رئاسية مبكرة؟ نسأل هل سمعتم يوما عن ثورة تدعو لذلك؟! وهل يترشح الحاكم الذي قامت الثورة ضده أم لا؟ لا توجد ثورة في العالم كله قامت من أجل انتخابات رئاسية مبكرة، فالثورات تنادي بخلع الحاكم أو تدعو لإسقاط النظام أو محاكمة الرئيس أو تقوم أحيانا باغتياله، هذه هي دعوات الثورات في كل مكان، وبعد الإطاحة بالرئيس يحق لمن تولى الحكم (الثوار أو من يختارونه) أن يدعو إلى انتخابات رئاسية أو برلمانية أو يوقف الدستور أو يعدله كما يشاء. الخلاصة: المناداة بانتخابات رئاسية مبكرة دعوة منعدمة دستوريا وساقطة سياسياً، ولا تعبر عن الحالة الثورية وليست أكثر من "شو" إعلامي يسعى إليه البعض مستغلاً مشاعر المواطنين وغضبهم، هادفاً إلى إثارة البلبلة وتداعبه أحلام الكرسي، وإن شئنا الدقة فهذه الدعوة لم تبدأ من أسابيع أو شهور لكنها بدأت من 1-7-2012.سيقول البعض سواء كانت إقالة أو استقالة فما يعنينا هو رحيل مرسي تحت أي مسمى, وقد يتعجب آخرون "توافق على الثورة ضده والمطالبة بخلعه ولا توافق على الانتخابات الرئاسية المبكرة!!"،وللرد فلو نظرنا إلى أن هذا الإجراء (الانتخابات المبكرة) قد يؤسس لقاعدة تسير الأجيال القادمة على هداها، فهنا يكون الأمر خطيراً ولا يمكن قبوله... تماماً كالفساد –مثلاً- قد يكون واقعا نسعى جميعا إلى رفضه والقضاء عليه، فإن صار مقنناً أصبحت مقاومته مستحيلة، فكذلك أي اختيار أو مبدأ غير صحيح إن تم تقنينه وفرضه بالقوة فسيصبح نموذجاً يُحتذى، وهنا الخطورة الشديدة التي لا يدركها– أو يدركها ويتجاهلها- البعض ممن يحلمون بكرسي الرئاسة وفي سبيله يستباح كل شيء: القانون والدستور ودماء الشهداء وأمن المواطن وأمانه، فهل يقبل المواطن بذلك؟***"إلى كل مصري لا تجعل كرهك للإخوان أكبر من حبك لمصر ولا تجعل انتماءك إلى الإخوان أكبر من انتمائك إلى مصر".