برعاية سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد، وحضور وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ذكرى الرشيدي، دشن اتحاد الجمعيات التعاونية الاستهلاكية مساء أمس الاول في قاعة البركة بفندق كراون بلازا - الفروانية، احتفاليته باليوبيل الذهبي للحركة التعاونية في الكويت، ومرور50 عاما على إنشائها، بمشاركة وفود خليجية وعربية.

Ad

وقالت ممثلة راعي الحفل وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل "إنه لمن دواعي سروري أن أتواجد معكم اليوم في احتفال الكويت بمرور 50 عاما على انطلاق الحركة التعاونية الرائدة ممثلة عن صاحب السمو أمير البلاد، الذي شرفني بحضور هذا الحفل الكبير نيابة عن سموه، ويسرني أن أنقل لكم جميعا تحيات سموه ومباركته السامية لهذه الاحتفالية وتمنياته النبيلة بأن تكلل هذه الجهود بكل توفيق ونجاح".

دعم القيادة السياسية

وأضافت الرشيدي في كلمة القتها بالإنابة عن سمو الأمير إن "الشراكة بين أجهزة الدولة والحركة التعاونية قائمة على التكامل بما يخدم مصلحة المجتمع، كونه الهدف الذي من أجله ظهرت التعاونيات في دولة الكويت منذ عام 1941، عندما تأسست الجمعية التعاونية المدرسية، من ثم تأسيس عدد من الجمعيات التابعة للدوائر الحكومية عام 1955، مثل الجمعية الاستهلاكية لموظفي دائرة الشؤون الاجتماعية، ودائرة المعارف، حتى ظهرت الحركة التعاونية المنظمة بصدور القانون رقم 20 لسنة 1962، ثم المرسوم بقانون رقم24 لسنة 1979، الصادرين في شأن الجمعيات التعاونية"، مؤكدة أن هذا التسلسل التاريخي لنشأة الحركة التعاونية في البلاد، يعكس مدى حرص القيادة السياسية منذ القدم على دعم وتشجيع الحركة التعاونية.

677 مليون دينار

وأوضحت الرشيدي أن الجهود المبذولة في الارتقاء بالحركة التعاونية أثمرت عن اتساع نشاطاتها وزيادة اعدادها حتى بلغ عدد الاسواق المركزية 77 سوقا، بنهاية عام 2012، تمتلك قرابة 5900 فرع، وبلغت مبيعاتها 677 مليون دينار، وعدد مساهميها 462 الف مساهم، فضلا عما تقدمه من خدمات أخرى متنوعة للمساهمين، الأمر الذي أدى إلى اقتداء العديد من الدول بتجربة الكويت التعاونية.

الدولة الحديثة

من جانبه، قال رئيس اتحاد الجمعيات التعاونية الاستهلاكية عبدالعزيز السمحان" إن مرور 50 عاما على انطلاقة الحركة التعاونية لن يكون امرا اعتياديا، بل سيكون نقطة تحول في تاريخ دولة الكويت بالتزامن مع الاحتفال بمرور أكثر من نصف قرن على اقرار الدستور"فكانا رفيقين في درب واحد هو حماية الوطن والمواطن"، مؤكدا أن العلاقة التي تجمع العمل التعاوني بالمواطنين علاقة وثيقة سطرتها التجربة الناجحة، وستكون للايام المقبلة دلائل قوية على ذلك من خلال انجازات على ارض الواقع.

واشار السمحان إلى أن التجربة التعاونية باتت تشكل في الاونة الاخيرة محورا اساسيا من محاور الاستقرار والتنمية المستدامة وتساهم بشكل فعال في بناء الدولة الحديثة، مشددا على اهمية عوامل نجاح وازدهار الحركة التعاونية خلال نصف قرن، في مقدمتها دعم ورعاية سمو امير البلاد، وسمو ولي العهد.

500 منفذ تسويقي

وأوضح السمحان أن اتحاد الجمعيات هو الممثل الشرعي والحاضنة الاكبر لـ 56 جمعية استهلاكية تدير اكثر من 500 منفذ تسويقي في مختلف محافظات البلاد، لافتا إلى أن "الاتحاد" يطمح ان تكون لديه هيئة عامة للتعاونيات تشرف على تبسيط الاجراءات الخاصة بالجمعيات.

وأضاف السمحان "أن "الاتحاد يسعى ايضا لانشاء بنك تعاوني يساهم في بناء الجمعيات الناشئة ودعم المتعثرة منها، فضلا عن انشاء مختبر غذائي لسلامة المنتجات والتأكد من سلامتها للاستهلاك الآدمي"، مشيرا إلى أن "الاتحاد" قام بتوفير سلع ذات جودة عالية باسعار مناسبة لذوي الدخل المحدود تمثلت في سلع حملت شعار التعاون يقوم الاتحاد بدعمها وشرائها وهي من مصادر ومصانع عالمية موثوقة.

وثيقة التعاون

بدوره، قال مدير عام المكتب التنفيذي لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربي عقيل الجاسم "ان الاحتفال باليوبيل الذهبي لانطلاق الحركة التعاونية يمثل فرصة حقيقية للبحث عن الجديد في العمل التعاوني وللتباحث والتوقف عند المحطات التاريخية من أجل تطوير التعاونيات والنهوض بها، وكما انها فرصة للاستفادة من تجربة دولة الكويت الغنية سواء عن طريق الاطلاع على التشريعات المنظمة للحركة التعاونية، او كيفية رسم السياسات ووضع الاستراتيجيات وآليات التنفيذ".

وكشف الجاسم ان مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية قام بتشكيل لجنة مختصة للنظر فى مشروع الوثيقة الاستراتيجية للتعاونيات الخليجية، فى شقيها التنموي الاقتصادي والتشريعي القانوني، تتضمن القيم والمبادئ التعاونية المناسبة للبيئة الاقتصادية والاجتماعية الخليجية وكذلك المتوافقة مع متطلبات حوكمة النشاط التعاوني، داعيا الله عز وجل ان يتم اعتمادها بصورتها النهائية في اجتماع مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دورته 30 المقرر أن تستضيفها مملكة البحرين خلال شهر أكتوبر 2013 في مدينة المنامة.

مستشفى القلب

من جهته، أكد رئيس الاتحاد التعاوني العربي د. أحمد عثمان أن الحركة التعاونية الاستهلاكية الكويتية تطورت تطورا ملحوظا وانتشرت في كل أنحاء البلاد ملبية احتياجات المواطنين ومؤدية دورا هاما في الحياة اليومية من خلال توفير السلع والاحتياجات، إضافة إلى مساهمة "الاتحاد" في الخدمات الاجتماعية وإنشاء مستشفى التعاونيات للقلب، لافتا إلى أن للتعاونيات أدورا بارزة في مواجهة سلبيات العولمة ومشكلات البطالة والمشاكل الخاصة بالقطاعات غير الرسمية في الاقتصادات الحديثة ودورها في تنمية وتطوير هذه القطاعات بالإضافة إلى إنجاح برامج التشغيل الذاتي والصناعات الصغيرة والمتناهية الصغر.

وبين عثمان أن الاتحاد التعاوني العربي يسعى الى التعاون مع منظمة العمل العربية والدولية وغيرهما من الجهات العربية المانحة لإقامة المعهد التعاوني العربي لرعاية الجهود التدريبية والبحثية والتثقيفية، إضافة إلى أننا دعونا منظمة العمل العربية لإنشاء قسم خاص بالتعاون للمساهمة في رعاية التعاونيين العرب والمنظمات التعاونية العربية وتوفير الدعم المؤسسي لها.

أوبريت مسيرة العمل التعاوني

قامت مجموعة من الممثلين والممثلات بمشاركة بعض الأبناء بعرض تصويري حكى مسيرة العمل التعاوني من الماضي إلى الحاضر، وأعاد الجميع إلى حقبة البدايات والجهود التي بذلها الآباء والأجداد لوضع بذور الحركة التعاونية في أرض خصبة أنبتت جمعيات تعاونية تفخر الكويت بسمعتها وإنتاجيتها الرائعة، كما قامت إحدى زهرات الكويت بإبهار الحضور خلال سردها مسيرة دعم الحكومة للعمل التعاوني والوقوف إلى جانبه للنهوض والتطوير، ورد الجمعيات الجميل بالوقوف إلى جانب الوطن في محنة الغزو وتوفير المستلزمات الأساسية للشعب الكويتي.