الشبيلي: جريدة الدستور اخترقت احتكار الأتراك للصحف
استعرض في مكتبة البابطين نماذج من الأعداد القديمة
استعرض الدكتور عبدالرحمن الشبيلي محتوى بعض أعداد جريدة الدستور الصادرة في بدايات القرن الفائت.
استعرض الدكتور عبدالرحمن الشبيلي محتوى بعض أعداد جريدة الدستور الصادرة في بدايات القرن الفائت.
أكد الباحث السعودي الدكتور عبدالرحمن الشبيلي أن جريدة الدستور تعد من الصحف العربية الأولى التي أنهت احتكار الأتراك لوسائل الإعلام المكتوبة في بدايات القرن الفائت.جاء ذلك ضمن محاضرة «جريدة الدستور البصرية والشؤون السعودية والكويتية»، نظمتها مكتبة البابطين المركزية في مقرها، والتي تحدث فيها الباحث السعودي د. عبدالرحمن الشبيلي، وأدارها الباحث عبدالله الغنيم.
وعبر رئيس مجلس أمناء مؤسسة جائزة البابطين عبدالعزيز البابطين للإبداع الشعري، عن سعادته بتنظيم هذه الفعالية الموزعة على قسمين: معرض لوثائق نادرة كويتية وسعودية وخليجية، ووثائق مدرسة النجاة الأهلية بالزبير، ومحاضرة يلقيها الباحث السعودي د. الشبيلي، حول العلاقات الكويتية السعودية من خلال صحيفة «الدستور»، مشيراً إلى العلاقة الوطيدة بين الشعبين الكويتي والسعودي، مستشهداً بما جاء في بعض الوثائق القديمة، معتبرا أن المستقبل امتداد للماضي.بدوره، تحدث الشبيلي عن الصحف الصادرة خلال بدايات القرن الفائت، محدداً سماتها التي غلبت عليها الركاكة والبدائية، موضحا أن ثمة فنيين أتراكا يتولون مهمة الطباعة والتحرير، وتصدر باللغتين العربية والتركية، متتبعا التطورات التي طرأت خلال فترة البدايات. ثم انتقل إلى الحديث عن جريدة الدستور، موضحا أنها صحيفة عربية سياسية أنشاها في البصرة عبدالله الزهير في 22 يناير 1912، وعقب فترة من النشر، انتقلت إلى ملكية عبدالوهاب الطبطبائي الذي أجرى تغييراً على اسمها لتصبح «صدى الدستور» فلبثت تصدر بانتظام إلى يوم احتلال الإنكليز للبصرة، فباع مطبعتها في ما بعد لتكون نواة لمطبعة التايمز في البصرة.وعن أهمية الصحيفة، ذكر الشبيلي أن ثمة أدباء احتفوا بالجريدة، مركزين على محتواها، مستذكرا خير الدين الزركلي الذي أورد في كتابه «شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز»، الصادر في عام 1970م، إشارة إلى أن الجريدة نشرت في عام 1913م مقابلة مع الملك عبدالعزيز على اثر دخول إقليمي الإحساء والقطيف في الحكم السعودي، أجراها معه في القطيف مثقف نجدي من أهل عنيزة مقيم في البصرة (هو إبراهيم العبدالعزيز الدامغ».واستعرض الشبيلي بعض الكتابات الأخرى للمؤرخين والأدباء، مستشهداً بما ذكره الشيخ حمد الجاسر عن حياة سليمان الدخيل، معتبرا أنه أول نجدي يمارس مهنة الصحافة في خارج الجزيرة العربية، ويشرح المحاضر: «بدأت بعدها في تتبع النشاط الصحافي المبكر في الخارج لأبناء شبه الجزيرة العربية في مطلع القرن الماضي، ونشرت نتائج البحث في العديد من إصداراتي الأدبية أو مقالاتي الصحافية، إذ كتبت في سبتمبر 2010م على صفحات جريدة الشرق الأوسط مقالا بعنوان: الملك عبدالعزيز في حوارات صحافية وعند إيراد اسم جريدة الدستور ذكرت أن تلك المقابلة، التي نشرت في العدد 67 من جريدة الدستور، ربما كان أول حديث صحافي أجري مع الملك عبدالعزيز، كما رصدت بعض تفاصيل حديث للشيخ مبارك الصباح نشرته الجريدة في العدد 38».واضاف: «ظل هاجس البحث عن المقابلة والجريدة منذ نشر ذلك المقال يشغل البال، بدءا من مركز دراسات الخليج العربي بجامعة البصرة أحد مظان العثور عليها فيه، كما امتد البحث عنها في دول الخليج إلى مكتبات شتى، ثم بدأ التعاون بيني وبين مكتبة البابطين في الكويت، بغية الوصول إلى مكتبة العباسية في البصرة التي تؤول ملكيتها لأسرة باش أعيان، والتي تضم كثيرا من المخطوطات العربية والإسلامية، إلى أن أثمرت جهود المتابعة المتواصلة من الأخوين عبدالعزيز وعبدالكريم سعود البابطين، ومن المديرة العامة للمكتبة سعاد عبدالله العتيقي في العثور –عند بائع للصحف والمجلات القديمة في بغداد– على واحد وخمسين عددا أصليا من الجريدة، بما فيها عددا (38 و76) المتضمنان تباعا حديثي الشيخ مبارك والملك عبدالعزيز، حيث اشتراها الاستاذ عبدالعزيز البابطين لتستقر تلك الأعداد المعثور عليها في مكتبة البابطين بالكويت، التي بدأت مرحلة بحث جديدة عن بقية الأعداد المفقودة».