إمامة الطفل المسلم في الصلاة، أمر قد لا يتقبله البعض، على الرغم من أن الإسلام أجاز إمامة الأطفال في الصلاة، إلا أن هذه القضية مازالت مسار جدل بين العلماء.

Ad

يقول الدكتور أحمد المعصراوي أستاذ الحديث في جامعة الأزهر: إن الإسلام أجاز إمامة الصبي، بحيث يكون إماماً لمن هم أكبر منه سناً، وبخاصة إذا تميز عنهم بالتفقه في أمور الدين، وهذا ما قاله الإمام الشافعي رضي الله عنه، على الرغم من اختلاف ابن مالك الذي كره أو منع ذلك من الفرائض، وفي كل الأحوال فإن إمامة الصبي في النوافل أمر جيد من أجل وضع المسؤولية لدى الطفل وهو صغير، والرسول (صلى الله وعليه وسلم) قال في هذا الأمر: «فإذا حضرت الصلاة فليؤذن أحدكم، وليؤمكم أكثركم قرآناً».

وأشار المعصراوي إلى أن الذين يطالبون منع إمامة الصبي الصغير للمسلمين أو الذين كرهوها في الفرائض إنما استندوا إلى أثر ابن مسعود بأنه لا يؤم الغلام حتى تجب عليه الحدود، أي حتى يكلف بالبلوغ، وهذا يعني أن الشريعة الإسلامية أباحت إمامة الصبي في الفرائض، ويمكن الأخذ به في الصبي الذي يصلي بوالديه وإخوته وأخواته، أو التلميذ الذي يصلي بزملائه في المدرسة.

وأكد أن الإسلام أباح الصلاة خلف الصبي، ويفضل من تجاوز السابعة إلى العاشرة، حتى يتسنى له أحكام الوضوء واكتساب وقار الصلاة، والتروي والقدرة على الاستيعاب الجيد، وفي هذه الحالة يشترط أن يكون الصبي مميزاً وسط أقرانه فتفوقه العلمي في العلوم الإسلامية وحفظ القرآن الكريم، وإجادته الحديث مع الآخرين، دون خوف أو خجل، ولكن الشرع الحكيم على الرغم من عدم ممانعته لإمامة الصبي، إلا أنه حرص على ألا يصبح هذا الأمر السمة العامة في أوساط المسلمين.