الرقابة خالية من الأفلام

نشر في 02-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 02-09-2013 | 00:01
في سابقة هي الأولى من نوعها منذ سنوات طويلة، يخلو جهاز الرقابة على المصنفات الفنية في مصر من أي أفلام جديدة لترقيبها، فقد قال رئيس الجهاز عبد الستار فتحي إنهم بعدما قاموا بترقيب أفلام عيد الفطر، لم يأت إليهم أي أفلام جيدة لترقيبها ولا حتى سيناريوهات جديدة، مشيراً إلى أن العاملين في جهاز الرقابة كانت لديهم دائماً أعمال في انتظار الترقيب، على عكس ما يحدث راهناً.

أرجع فتحي هذا الأمر إلى الظروف الراهنة التي تعيشها مصر من عدم استقرار وتهديدات مستمرة بالحرق، فضلاً عن أن الفترة الماضية لم يتم فيها تصوير أي أفلام جديدة، نظراً إلى التوتر الذي لم يغادر الساحة منذ اندلاع ثورة 25 يناير، ما أدى إلى قلة عدد الأفلام التي يتم تصويرها بالمقارنة بالسنوات السابقة. وتوقع عبد الستار أن تمر السينما المصرية بانفراجة كبيرة بعد انتهاء الأزمة الراهنة، ذلك لأننا على مشارف انفراجة كبيرة، مع انتصار الدولة المدنية التي تعمل على تشجيع السينما والفنون عموماً.

بدوره قال الناقد محمد السبكي إنه يلوم على المنتجين عدم تقديم أفلام جيدة، ذلك لأنه لا بد من استمرار السينما تحت أي ظرف، مشيراً إلى أنه يعمل على التحضير لأفلام سيبدأ فيها بمجرد انتهاء الحظر الذي يصعب معه التصوير.

وقال المنتج هاني جرجس فوزي إن الظروف الحالية لا تشجع أي منتج على تقديم سينما، ذلك لأن احتمالات الخسارة أكثر كثيرا من احتمالات المكسب، مشيرا إلى أن أفلام العيد تعرضت لخسارة كبيرة بعد أحداث فض اعتصامي النهضة ورابعة وفرض قانون الطوارئ وحظر التجول، مما جعل دور العرض تغلق أبوابها، والجمهور ينصرف عن السينما ويتابع ما يحدث على الساحة فقط، مشيرا إلى أنه بمجرد زوال أخطار الإرهاب والتهديدات المستمرة ستعود السينما إلى سابق عهدها، فالفن لا يموت كما قال.

وقال الناقد يعقوب وهبي إن الأحداث الأخيرة ليست هي وحدها السبب في قلة الإنتاج السينمائي ذلك أن السينما المصرية تمر بأزمة كبيرة منذ سنوات طويلة حتى قبل اندلاع ثورة 25 يناير، بعد انسحاب القنوات العربية من الإنتاج السينمائي وتخلي المنتجين الكبار عن السينما، حيث أصبحوا يقومون بدور الموزع فقط، مما أثر سلبا على السينما المصرية من حيث الكم أو المستوى، فأصبحنا لا ننتج سنويا سوى أفلام قليلة قد لا تتعدى العشرة أفلام في بعض الأحيان، كما أن مستواها ضعيف جدا لا يرقى بعضها إلى مستوى السينما أصلا، ثم جاءت الأحداث الأخيرة لتساهم في تفاقم المأساة، حيث أصبح المزاج العام غير ملائم للسينما، وأصبح المنتجون يخشون من المغامرة بأموالهم في ظل ظروف تتغير بشكل سريع جدا، فابتعدوا تماما الأمر الذي يهدد السينما المصرية بالانهيار.

back to top