مجرد قفزة في الهواء!
![صالح القلاب](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1501783180355436200/1501783193000/1280x960.jpg)
لكنَّ الواضح أن الروس لايزال لديهم موال آخر، فوزير الخارجية سيرغي لافروف قال في تصريحات أخيرة إنَّ الحل السياسي المنشود للأزمة السورية سيتم خلال القمة المقررة بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الأميركي باراك أوباما، وهذا يعني أنَّ مؤتمر "جنيف2"، الذي تقرر عقده بين العاشر والخامس عشر من الشهر المقبل سيكون مجرد قفزة في الهواء، وانَّه لن يكون أكثر من "حركة بلا بركة". إنَّ الروس حتى هذه اللحظة لم يتزحزحوا عن موقفهم السابق القائل باستمرار بشار الأسد حتى نهاية ولايته الحالية في عام 2014، والقائل أيضاً بإمكانية ترشحه لانتخابات جديدة، والمتمسك بما يعتبره ضرورة أن تكون القوات المسلحة والأجهزة الأمنية خارج صلاحيات الحكومة الانتقالية التي سيكون تشكيلها مناصفة بين المعارضة والنظام مسألة في منتهى التعقيد والصعوبة.وبهذا فإنه لا يمكن القول إن الأزمة السورية دخلت دائرة الحل السياسي المرجو بالفعل، فالآراء بين المعارضة والنظام لاتزال متضاربة ومتباعدة وبعيدة جداً عن إمكانية الالتقاء عند نقطة معينة، بينما الأطراف الدولية والإقليمية المتدخلة تدخلاً سافراً في هذه الأزمة كل طرف منها يغني على ليلاه، ويتمسك بالنظر إلى الأمور من زاوية مصالحه الخاصة.وحقيقة انَّ فكرة عقد المؤتمر الدولي "جنيف2" كانت صفقة غير ناجحة بين موسكو وواشنطن، وان هذه الفكرة أرادها الأميركيون لإيجاد مبرر مقنع للقاء صقورهم وحمائمهم على موقف واحد موحد تجاه الأزمة السورية وكيفية التعاطي معها، بعد أن تحولت سورية إلى ساحة لصراع إقليمي ودولي يبدو أن نهايته بعيدة جداً، وبينما أراد الروس هذه الفكرة كمناورة لإلقاء مسؤولية التشدد على المعارضين السوريين وبعض الدول العربية، ولذلك فإنه يمكن القول إن مثل هذا المؤتمر لن يكون أكثر من مجرد قفزة في الهواء، ومجرد مناورة روسية لإعطاء بشار الأسد وحلفائه المزيد من الوقت للاستمرار في حربهم المسعورة، وحسم المعركة لجهة بقاء هذا النظام سنوات طويلة!.