من تورط يرد توريط أكبر عدد من الناس معه حتى يخفف عن نفسه، أقصد بكلامي من يريدون إلغاء قانون منع التعليم المشترك بحثاً عن أوهام تعديل ما أفسدته السلطة بتحالفاتها مع القوى الرجعية بإصدار قوانين تخالف الدستور وتنتهك الحريات العامة، مثل قانون منع التعليم المشترك الذي ينتهك حق الآباء في اختيار نوع التعليم لأبنائهم، وقانون حظر منح الجنسية الكويتية لغير المسلم.

Ad

هذا التذاكي التشريعي لن يجد من يصدّقه غير مروجي مرسوم "الصوت الواحد" ومن قسّموا المستقبل إلى فسطاطين؛ فسطاط الوهم الذي لم يقبض منه غير "دبش"، وفسطاط الأمر الواقع، وهو استنساخ السيئ لكل ما سبق أن حاربه.

 أما الحقيقة فهي أن من يسَّر وسهَّل صدور القوانين الرجعية وساهم في الحفاظ عليها حتى اليوم هي الحكومات المتعاقبة؛ لأنها لو أرادت لفعلت كما فعلت في "الإثم الأكبر"، وهو مشاركة المرأة في العملية السياسية، أي وبصورة هزلية الحكومة نقلت"الاختلاط" من جامعة الكويت إلى قبة "عبدالله السالم".

لقد استهلك الجدل حول القوانين غير الدستورية عقوداً من الزمن، استفادت الحكومة التي فرقت المجاميع السياسية والمجتمع من وجودها، وكذلك تجار القضايا السياسية من حماة الفضيلة ومن تشبهوا بهم، لقد كان الحل دائماً متوافراً ويسيراً وحاسماً، وهو التوجه إلى المحكمة الدستورية لأن قرارها نهائي ولا مجال للعبث التشريعي في القوانين الجدلية كلما جاءت أغلبية نيابية لها توجهات متناقضة مع الأغلبية التي سبقتها، أو أي ظروف قد تجد في العبث التشريعي مخرجاً لأي أزمة في حينها.

هذا الصوت وهو الاحتكام للمحكمة الدستورية كان ضعيفاً دائماً، خصوصاً في القوانين الحساسة، وجزء من المسؤولية يتحملها النواب الذين مثلوا الفكر السياسي الأكثر تمدناً وانفتاحاً، أما الحكومة التي يراهن عليها البعض بالمبادرة بالإصلاح ومكافحة الفساد وتحقيق التنمية فلم تفعلها من قبل، ولم تفعلها بالأمس، ولن تفعلها اليوم، ولا أمل لنا سوى في مرحلة تسود فيها روح من مرحلة البناء الدستوري ونفوس مشتقة من نفوس الآباء المؤسسين.

هذه البضاعة أو الطعم الجديد الذي يراد منه نسيان نقطة البداية وممارسة الانتهازية السياسية، كما فعلها البعض عندما أسبغ المشروعية على العبث التشريعي بقانون الانتخاب في غيبة الإرادة الشعبية، بضاعة فاسدة مردودة على أصحابها، خصوصاً سيئي السمعة منهم واختبار صدقها من كذبها، تجدونه عند حكومة النقلة النوعية عندما تتسربل بالثوب الأبيض القصير وتلبس الغترة بدون عقال وتقول لنوابها "اتقوا الله عباد الله" ساعتها ستعرفون حقيقتها وحقيقة الوضع الذي هلّلتم له.

الفقرة الأخيرة:

خيباتكم من صنع أيديكم فلا تزايدوا علينا.