ملايين المصريين في الشوارع والميادين... ومرسي يرفض الرحيل محذراً من الفوضى

Ad

استعاد ميدان التحرير في وسط القاهرة أمس، وهج الثورة المصرية، فامتلأ بالملايين الذين فاضت بهم الشوارع المؤدية إلى قصر الاتحادية الرئاسي ومبنى التليفزيون الرسمي، ومقري الحكومة والبرلمان، حيث طالبوا مجدداً بإسقاط النظام. إلا أن الرئيس محمد مرسي استبق هذه التظاهرات العارمة بإعلانه رفضه الرحيل من منصبه، محذراً من الفوضى.

وتجاوزت أعداد المتظاهرين الذين ضاقت بهم شوارع المدن المصرية كل التظاهرات المليونية السابقة، التي عرفتها مصر سواء ضد الرئيس السابق حسني مبارك إبان ثورة يناير أو ضد المجلس العسكري أو ضد مرسي نفسه، في انتفاضة نوفمبر وديسمبر من العام الماضي.

ورغم أن الموعد، الذي حددته حركة "تمرد" لانطلاق المسيرات، باتجاه الميدان وقصر الرئاسة كان الرابعة عصراً، إلا أن التظاهرات خرجت منذ الصباح حتى ملأت "التحرير" عند الواحدة ظهراً ، وهو ما شجَّع كثيرين على النزول من بيوتهم والتظاهر ضد مرسي وجماعة "الإخوان" التي ينتمي إليها، خاصة أن التظاهرات تميزت بسلمية بالغة في ظل غياب كامل لأنصار التيار الإسلامي، الذين اقتصرت مشاركتهم على ميدان رابعة العدوية الصغير، شرق القاهرة.

وانضم المئات من ضباط وجنود الشرطة إلى المتظاهرين ضد مرسي فى مختلف المحافظات، كما وصلت تظاهرة نظموها إلى ميدان التحرير.

وأعلنت وزارة الداخلية عن ضبط 17 من أعضاء "الجماعة" وهم في طريقهم للاعتداء على التظاهرات مسلحين بأسلحة نارية، كما ترددت أنباء عن إلقاء القبض على مجموعات أخرى.

واستقبل مرسي الذي يقيم بعيداً عن قصر الرئاسة بحماية قوات الحرس الجمهوري المرشد العام لجماعة "الإخوان" محمد بديع، في إشارة إلى تدارسه اتخاذ قرارات مصيرية لمواجهة حالة الغضب غير المسبوق التي يواجهها فى الذكرى السنوية الأولى لتوليه منصبه، لكنه قطع الطريق على التكهنات باحتمال تخليه بسرعة عن الرئاسة بتأكيده فى حديث نشر صباحاً فى صحيفة "الغارديان" البريطانية أنه لا ينوي الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة محذراً من "الفوضى" إذا رحل بهذه الطريقة.

واتجهت الأنظار إلى المؤسسة العسكرية التي قال متحدث باسمها قبل اندلاع التظاهرات إن أفرادها ينتظرون أوامر من القائد العام.

وتنتشر قوات الجيش عند مداخل المدن، ضاربة طوقاً لحمايتها من أي هجمات، قد تفكر في شنها مجموعات مسلحة تنتمي للتيارات الإسلامية فى مصر أو قادمة من قطاع غزة.

وكشف مصدر قريب من الرئاسة لـ"الجريدة" أن مرسي فكر عشية اندلاع التظاهرات في إقالة الحكومة والنائب العام استجابة لمطالب "جبهة الإنقاذ" المعارضة، في محاولة لإجهاض "الموجة الثورية" ضده إلا أن حلفاءه من بقية الجماعات الإسلامية أبلغوه رفضهم تقديم "تنازل مبكر"، فيما قالت مصادر معارضة في المقابل لـ"الجريدة" إن الوضع تجاوز كثيراً فكرة تغيير الحكومة ومرسي يعرف جيداً ما هو مطلوب منه، في إشارة إلى مطلب استقالته.