شنت القوات السورية الموالية لنظام بشار الأسد أمس حملة عسكرية واسعة على مدينة حمص في محاولة للسيطرة على أحياء المدينة المحاصرة. وأكد المرصد السوري لحقوق الانسان أن أحياء حمص القديمة تشهد تصعيداً "غير مسبوق" في محاولة من النظام لاستعادة الأحياء المعارضة التي أطلق عليها اسم "عاصمة الثورة".

Ad

وقال مصدر أمني موال للنظام إن "العمليات العسكرية لم تتوقف في أحياء حمص، وهي تزداد وتيرتها بحسب الأولوية والأهمية لتنظيف أحياء في حمص من المجموعات الإرهابية المسلحة، كأجزاء من الخالدية والحميدية وحمص القديمة"، وأكد المصدر ان الجيش السوري "يحرز تقدما على جميع الجبهات وفق وتيرات مختلفة ضمن المدينة والأزقة الضيقة".

وتابع المصدر: "قد يكون التقدم بطيئاً، ولكنه موجود"، مذكراً بأن القوات النظامية سيطرت قبل أيام على منطقة القريتين الواقعة جنوب شرق مدينة حمص.

من جهته، أفاد المرصد السوري أن القصف يتركز على أحياء الخالدية وباب هود والحميدية وبستان الديوان، الواقعة جميعها وسط حمص "بشكل غير مسبوق، من خلال استخدام قذائف الهاون وراجمات الصواريخ وقذائف الدبابات والمدفعية الثقيلة". وأضاف ان الطيران الحربي ينفذ غارات جوية متتالية على الاحياء المذكورة.

وأفادت "الهيئة العامة للثورة السورية" أن الغارات الجوية "هي الأعنف حتى الآن"، في حين تحدثت "لجان التنسيق المحلية" عن "سقوط اكثر من مئة قذيفة في ربع ساعة".

وقال مدير المرصد السوري رامي عبدالرحمن إن الهدف من هذه العمليات "هو السيطرة على كل مدينة حمص، لكن حتى اللحظة لا يوجد اي تقدم حقيقي على الارض"، مشيراً الى أن القوات النظامية "تحاول فصل ريف محافظة حماة الجنوبي عن الريف الشمالي لمحافظة حمص، تمهيداً لقطع الامدادات بين المحافظتين، والسيطرة على شمال محافظة حمص".

في المقابل، تمكن "الجيش الحر" أمس من تحرير مخفرين من المخافر الحدودية "35" و"36" على الحدود الأردنية، علماً انه قد تمكن أمس الأول من تحرير "المخفر 37" على الحدود السورية الأردنية.

باريس

إلى ذلك، أعلنت فرنسا أنها لن تزود المعارضة السورية بأي سلاح كان، ثقيلا أم خفيفاً بدون حصولها على ضمانات بأنه لن يقع بأيدي متشددين، وأن ما ستقدمه من مساعدة عسكرية سيقتصر على معدات غير قتالية. وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية فيليب لاليو: "لن نسلم سلاحا ذا طبيعة قتالية، لكننا سنسلم سترات واقية من الرصاص وخوذات ثقيلة ووسائل اتصالات مشفرة ومناظير ليلية، وليس من الوارد أن نسلم سلاحا من دون ضمانات، ومن دون أن نعرف الجهة التي سيقع في أيديها".

الدعم المالي للنظام

في سياق آخر، اعترف نائب رئيس الوزراء المكلف بالشؤون الاقتصادية في الحكومة الموالية للأسد قدري جميل مسؤول أن إيران وروسيا والصين يدعمون نظام الأسد سياسيا، وعسكريا واقتصاديا، وأن نظام الأسد يقوم بكل تعاملاته الاقتصادية بالريال الإيراني، والروبل الروسي، واليوان الصيني، وذلك تجنباً للعقوبات الغربية.

وأكد جميل في تصريح لصحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أمس أن الحلفاء الثلاثة لنظام الأسد يدعمونه ماليا بما مقداره 500 مليون دولار شهرياً من المعاملات المالية تشمل صادرات النفط وخطوط تأمين مفتوحة.

(دمشق، باريس، لندن - أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)