اللافت أن حزب «الحرية والعدالة» أنكر معرفته بحضور فنانات في مهرجان تنشيط السياحة في الغردقة، وذلك رداً على استنكار البعض موافقة الحزب على الملابس المثيرة التي ارتدتها النجمات، خصوصاً دوللي شاهين. وقد زادت الأزمة سوءاً تصريحات المستشار الإعلامي لحزب «الحرية والعدالة» أحمد سبيع، إذ قال إن محافظة البحر الأحمر، في إطار حملتها لتنشيط السياحة، دعت أحزاباً ووضعت برنامجاً للحملة من بين محطاته الحفلة، مؤكداً أن حزب «الحرية والعدالة» ليس مسؤولا عنها لأنه مجرد راع لتنشيط السياحة، ويرغب في إيصال رسالة للسياح بعدم وجود أزمة بين الأحزاب الإسلامية والسياحة.

Ad

دعوات غامضة

أكّد الفنانون في المقابل عدم تبليغهم برعاية حزب «الإخوان» للحفلة. في هذا الإطار، صرحت الفنانة غادة إبراهيم لـ «الجريدة» بأنها تلقت دعوة من مركز الثقافة الروسي وهيئة تنشيط السياحة، عبر البريد الالكتروني،  لحضور احتفال بالعيد القومي لمحافظة البحر الأحمر في 22 يناير.

أضافت أنها حصلت على تذاكر السفر الخاصة بها وسافرت على الطائرة نفسها التي استقلها د. حلمي الجزار، القيادي في جماعة «الإخوان المسلمين»، فاستغربت وجوده في حفلة لتنشيط السياحة، وتساءلت: ما سبب وجود ممثل «الإخوان» في مهرجان سياحي فني؟

أشارت إلى أنها في طريقها إلى الفندق سمعت أن د. محمد البلتاجي والمتحدث باسم حزب «النور» نادر بكار قادمان في الطائرة التالية، ما أثار دهشتها، إلا أنهما لم يحضرا وحضر ممثل من حزب «الوسط».

أوضحت أنه خلال المؤتمر الصحافي الذي حضره الفنانون المدعوون لم تنتبه إلى شعار الحزب قرب شعارات الرعاة، إلا أنها لاحظت أن الأسئلة  وجهت إلى الموجودين على المنصة باستثناء الجزار، لذا طلبت من د. عمرو عبد السميع، مدير اللجنة المنظمة، توجيه سؤال له عمّا إذا كان حضوره يعتبر مصالحة من الحزب للفنانين، فأجاب أن كل إنسان يخطئ ولعلها تكون مصالحة فنية سياسية سياحية.

ولفتت ابراهيم إلى أنه كان على الإدارة تنبيه الفنانين إلى رعاية «الإخوان» للحفلة، وترك حرية القرار لهم، مؤكدة أنها لم تكن لتوافق على الحضور لأنه حزب يهاجم الفن، لذا رفضت استلام الجائزة من ممثل «الإخوان»، مفضلة استلامها من رئيس المركز الثقافي الروسي د. شريف جاد.

مواقف متناقضة

أكد الفنان محمد نجاتي أنه تلقى الدعوة من الشركة المنظمة للمهرجان، ولم يكن يعلم بوجود «الإخوان المسلمين»، وفوجئ في بداية المهرجان بالشعار الخاص بحزب «الحرية والعدالة» ضمن الرعاة الرسميين ما أغضبه، لأن ممثليه يصرّحون باستمرار بأن الغناء حرام فكيف يحضرون حفلة غنائية ويتفاعلون معها؟

وكانت الفنانة دوللي شاهين أصدرت بياناً إعلامياً يوضح أن الدعوة وجهت إليها من الشركة المنظمة، وأرفقتها بعبارة أن الحفلة خيرية تهدف إلى تنشيط السياحة في الغردقة في العيد القومي للبحر الأحمر، وقد شاركت فيها إيماناً منها بدور الفنان في مساعدة أي دولة عربية لاستعادة عافيتها الاقتصادية، أما وجود بعض الشعارات فهذا ليس من شأن الفنان.

أضاف البيان أن دوللي شاهين لا تحب الحديث في السياسة وترفض تصنيفها في خانة حزبية، ولأنها لبنانية لا تسمح لنفسها بالتدخل في سياسة مصر، كذلك لم تكن على علم بوجود حزب «الحرية والعدالة» كأحد رعاة الحفلة.

إرضاء السلطة

يرى الناقد نادر عدلي أن الفنانين الذين شاركوا في الحفلة كانوا يعلمون برعاية «الإخوان» لها لأن أي فنان لا يجازف بالذهاب إلى هناك مجاناً ومن دون أن يعلم شيئاً عن الرعاة، وهو ما يسمى «إرضاء السُلطة».

يضيف: «حتى الرئيس المخلوع حسني مبارك إذا دعاهم سيذهبون، فثمة  فنانون يحاولون مواءمة الجو أيّا كانت الأوضاع، ولو لم تكن ملابس النجمات هي التي لفتت الأنظار لما سمعنا عن الحزب أي خبر».

يلفت عدلي إلى أن إنكار حزب «الحرية والعدالة» دعوته الفنانين وتنصله من هذا الأمر هو أسلوب اعتاد عليه، «فقد قصد عدم توجيه دعوة مباشرة إلى الفنانين ليقينه بأن النجوم لن يحضروا إذا علموا بعلاقته بالحفلة، وإذا أثيرت مشكلات وأقاويل حول الحفلة يتنصل ويؤكد أنه مجرد راعٍ لها».  

من جهتها لا تمانع الناقدة ماجدة موريس من مشاركة حزب «الحرية والعدالة» في مهرجان فني وسياحي، موضحة أنها «خطوة إيجابية لمصلحة الفن، ويجب تشجيع هذا السلوك لدى «الإخوان»، لذا أدعوهم إلى استكمال مشوارهم في الفن عبر الاهتمام بمراكز الثقافة السينمائية وقصور السينما والإنتاج السينمائي والتلفزيوني، تقديم أفلام مصرية قوية، تبني حملات لإنقاذ بيوت الثقافة التي تحتاج إلى ترميم}.

مع ذلك تستغرب موريس رعاية الحزب لحفلة فنية قائلة: «معروف أن الشركات والهيئات المختلفة هي التي تقوم بهذه المهمة، وقد يحضر ممثلون عن الحزب الأكبر الذي خرج منه الرئيس».

وتستشهد موريس بالشيخ السلفي أسامة القوصي الذي حضر ندوات مهرجان المركز الكاثوليكي الذي أقيم العام الماضي، وشارك بآرائه وتعليقاته حول الأفلام التي عرضت.