قطر ما بعد التنازل

نشر في 30-06-2013
آخر تحديث 30-06-2013 | 00:01
 مظفّر عبدالله أول العمود:

مرحلة جديدة من العلاقات الكويتية العراقية بدأت بعد خروج بغداد من الفصل السابع لميثاق الأمم المتحدة... نتمنى أن ينعكس ذلك شعبياً بين البلدين.

***

قرار تنحي والد الشيخ تميم بن حمد أمير قطر لا يعد من بدهيات ثقافة الأسر الحاكمة في منطقة الخليج، وهو خطوة متقدمة تكسر التقاليد وترسل إشارات إلى شعوب المنطقة لتكون معيناً لأحاديثهم الخاصة كل حسب أوضاع بلده والظروف التي يعيشها (اقرأ كتاب المجتمع والدولة في الخليج والجزيرة العربية/ د. خلدون النقيب).

ومن المبكر الحديث عن أسباب الحدث القطري الآن، لكن الأهم هو متابعة خط قطر الداخلي والخارجي في عهد سمو الأمير الشاب، وكيف سيتعامل مع إرث من السياسة الخارجية تم تنفيذه في عهد الأمير الوالد ورئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية السابق الشيخ حمد بن جاسم الذي جعل من قطر مادة إعلامية يومية، وبنشاط سياسي واقتصادي مفرطين على مستوى العالم، وفي أسخن بقعة.

هناك أسئلة تقف على باب الدوحة بعد التسليم الطوعي للسلطة، وهناك "شرهات" وعتب من البيت الخليجي على بعض السياسات القطرية في المرحلة السابقة، منها الرسائل الإعلامية لـ"قناة الجزيرة"، وافتتاح المكتب التجاري الإسرائيلي عام 2009، وإغلاقه لاحقاً بعد غزو إسرائيل لغزة، واستضافة التنظيمات الإسلامية كحركتي "حماس" و"طالبان" في ظل توتر أمني بين الأولى ودولة الإمارات ومسائل أخرى.

بالطبع لا تلام قطر على ما فعلته في السابق من ناحية المصلحة السياسية التي قدرها الحكم القطري منذ الانقلاب الأبيض عام 1995، وإذا أخذنا فترة التسعينيات حتى اليوم فإن فراغ القوة الواضح والفاضح في المنطقة العربية كان سبباً لدخول قطر معترك السياسة الدولية، وما السياسة إلا فن ملء الفراغات لمن يملك الأدوات. ولذا وجدنا اسم قطر في دارفور وغزة وليبيا وسورية ومصر وأفغانستان بعد أن كانت شديدة الالتصاق بماضي الغوص في البحر قبل 1995... وأدواتها إرادة إدارة الحكم والغاز المسال الذي صنع استثمارات الدوحة في حوالي 30 بلداً.

أما أسئلة الحكم الجديد فتتطلب الأخذ في الاعتبار أحوال قطر الداخلية، وتفعيل الإصلاحات السياسية والصحافة والإعلام والمرأة والتنمية البشرية والثقافة والنهوض بالتعليم، وكل ما له صلة بطموح وهواجس القطريين... هذه أسئلة الربيع القطري الحقيقية التي بدأها الشيخ حمد قبل 18 عاماً، حيث كان إنتاج قطر من النفط 800 ألف برميل يومياً ليصل بها اليوم إلى مصاف أكبر مصدّر للغاز المسال في العالم، وبما يعادل 1.8 مليون برميل من النفط وبعائدات وصلت إلى 70 مليار دولار سنوياً، فيا لها من فرصة تاريخية أن تتحول هذه الإمارة إلى بلد خليجي رائد.

لا تتوافر معلومات كثيرة عن نوايا أمير قطر الشاب وطاقم وزارته الجديد، لكنني من المؤمنين بأن التغيير المرتبط بالتخطيط الجيد واستغلال الفرص يأتي بالإيجابيات.

كل التوفيق لشعب قطر... هذا البلد الذي صنع حدث التنازل.

back to top