بينما نكتب هذا المقال وصلنا خبر الإفراج عن الشباب المحتجزين "بالضمان الشخصي"، وهم الأخوان خالد وراشد الفضالة وعبدالله الرسام، وبإذن الله اليوم الزميل فهد القبندي متى ما تمكن من المثول أمام القاضي بسبب تراجع حالته الصحية.

Ad

 لقد سجل أولئك الشباب برفض دفع الكفالة التي قررتها النيابة العامة نقطة مهمة ستغير مسار التحقيق مع "الوجبات" المتتالية من الشباب الذين سيمثلون قريبا في قضايا مماثلة، كما سجل القاضي الذي نظر في التظلم المرفوع من المحامي عبدالله الأحمد نقلة نوعية في كيفية تعامل النيابة العامة مستقبلاً مع مسألة تقرير الكفالة المالية.

وبهذه المناسبة نقول مبروك للشباب و"هاردلك" لمن يفترض فيهم تقديم المساندة المعنوية لهم.

***

لم يطب لسنة المجلسين أن تنقضي قبل أن تتحفنا بخبر هام في يومها الأخير، ذاك الخبر مر مرور الكرام، وربما بتعمد من المبشرين بالنقلة النوعية والقطيعة مع زمن الجمود التنموي والانغلاق الاجتماعي والثقافي.

 الخبر المثير والمنقوص التفاصيل لدواعي "الغيرة الصحافية"، يقول "إن اللجنة التشريعية في مجلس الصوت الواحد: بحثت الشكوى المقدمة من أحد النواب "د. صلاح العتيقي" ضد مقال منشور في إحدى الصحف "الكويتية" تحت عنوان "اليوم الأسود" كتبه الزميل "خفيف الطينة" مولانا د. عبدالرزاق الشايجي، وقررت اللجنة رفع دعوى مدنية لا جزائية ضد من حاول مس السلطة التشريعية بصورة عامة، مع تأكيدها على إيمان اللجنة بحرية التعبير "شريطة عدم المساس الذي يبلغ حد السخرية والتهكم"!!! انتهي الخبر.

 وقبل أن أعلق لا بد أن أوضح أن شكوى رئيس السن د. صلاح العتيقي قدمت إلى مكتب مجلس الأمة، وبدوره أحال هذا الموضوع إلى اللجنة التشريعية طلبا لرأيها فيه.

أولاً ولزوم وصول الفكرة بصورة أسرع سأقول "مالت عليكم"، وأعني مكتب مجلس الأمة، حتى يفهم مقدم الشكوى النائب المستجد العتيقي واللجنة التشريعية التي تحترم حرية التعبير "بدون تهكم"، أن ما بحثوه هو دعوى حسبة من الدرجة الأولى لعدم وجود متضرر مباشر منها، وما فعلوه هو تماماً نسخة طبق الأصل مما تفعله وزارة الإعلام عندما تحشر نفسها في الدعاوى الجزائية نيابة عن الآخرين، وتحت تأثير الضغوط التي تمارس عليها في أوقات سابقة.

أقول "مالت عليكم" لأنكم لا تعلمون أن السلطة التشريعية هي السلطة التي تُنقد على قدر الوعود والأكاذيب التي أطلقها أعضاؤها أيام الانتخابات، وما يطول النواب أو السلطة التشريعية ككل من نقد مباح وغير مباح أمر طبيعي ومستحق؛ لأن الناس يجدون صوتهم فيكم، فإذا ما تخليتم عنهم أو قصرتم في واجباتكم أذاقوكم شر "سلاطة" إلسنتهم وعقابهم التصويتي باختيار من هم أحسن منكم.

أقول "مالت عليكم" لأنكم وقعتم في فخ تكرار ما فعله بعض النواب "المؤزمين" عندما خططوا لفرض عقوبات تصل إلى السجن سنتين لمن يهين أو يحقّر أو يزدري مجلس الأمة، فما جديدكم غير تتبع خطاهم؟ هل تعون أن النصوص الملتبسة والفضفاضة ستجعل من فضفضة الغضب مثل "مالت عليكم" أو "نواب الكوبة" التي تقال في البيوت والأماكن العامة "مسبّة"؟

في الختام، يا بعد أنظاركم ويا مصيبة "النقلة النوعية" فيكم، إن كنتم تظنون أن نقدكم سيتوقف عند مقال واحد فقط، أعزائي مجلسكم "تحفة" و"خرطي بعد".