«حفلات بيتي»... ظاهرة عامة أم مجرد حالة فردية؟

نشر في 21-04-2013 | 00:01
آخر تحديث 21-04-2013 | 00:01
بعد انتشار ظاهرة {حفلات بيتي} لمواجهة الشلل الذي يصيب الحفلات الغنائية العامة بسبب الانفلات الأمني وحالة الاكتئاب التي يعيشها الشعب المصري، هل تكون بديلا عن الحفلات المباشرة أم تبقى مجرد حالة فردية؟ وكيف يمكن الاستفادة منها مادياً؟
انطلقت فكرة {حفلات بيتي} مع فرقة {وسط البلد} التي ارتأت إحياء حفلة غنائية بشكل جديد أطلقت عليها {حفلة بيتي}، باعتبار أنها تقام في منزل أحد الأصدقاء ومن ثم تعرض على موقع {يوتيوب} ومواقع التواصل الاجتماعي ليشاهدها الجمهور وتتعرف الفرقة إلى آرائهم وتعليقاتهم.

يوضح الفنان هاني عادل، أحد أعضاء الفرقة، أن هذه الحفلات تحضرها  قلّة من الناس وأن الحفلة الأولى نظمت باسم {المرايا} وحضرها عشرة من المقربين للفرقة، وهي خطوة أولى ضمن مجموعة حفلات تنوي الفرقة تقديمها بعنوان {وسط البلد في البيت} أو {حفلات بيتي} التي يتوقف استمرارها على صداها عند الجمهور.

انتشار وإقبال

يلاحظ مدير شركة {أكستريم لتنظيم الحفلات} أحمد غانم أن وجود هذه النوعية من الحفلات لن يؤثر على الحفلات المباشرة التي تنظم في القاعات أو على المسارح أو على الشواطئ، لافتاً إلى أن {حفلات بيتي} منتشرة في أوروبا بأشكال مختلفة وتحقق أرباحاً هائلة للقيمين عليها.

يتوقع غانم إقبال فرق الـ {أندرغراوند} على {حفلات بيتي} لأنها ليست جديدة عليها، ذلك أن هذه الفرق تصور أغنياتها أثناء تسجيلها وتعرضها على الجمهور. في المقابل، لن يقبل عليها المطربون، وإن حدث ذلك فلن ينجحوا، لأن لا قيمة لحفلاتهم إن لم ترافقها إضاءة وضبط الصوت وديكور وأزياء واستعراضات... مهما كانت مكانة المطرب الذي يحييها.

بدوره يرى الموسيقار حلمي بكر أن فكرة الحفلات عموماً جمع جمهور أذواقه مختلفة أو متشابهة، فيحدث تجانس بين الحضور أو تنافر، وهنا تحقق الحفلة هدفها وترقى بالذوق العام وترفع من شأن العمل الذي يتم ترويجه. ويلاحظ في هذا الإطار أن {حفلات بيتي} تؤثر سلباً على نجاح العمل الفني}.

يضيف أن هذه الفكرة ليست جديدة بل هي أقرب إلى الصالون الغنائي الذي كان ينظم منذ سنوات {لكنه يميت ملكة الإبداع}، مضيفاً أن البلاد الغربية مثل إنكلترا وفرنسا وأميركا تشجع على تنظيم هذه الحفلات في قاعات ضخمة، ويحضرها جمهور كبير إن أراد، وتسمى بالاسم نفسه.

يعتبر بكر أن {حفلات بيتي} محاولة للتعايش مع الوضع الحالي وكسب عائدات مالية وفقاً لعدد مرات مشاهدتها على المواقع الإلكترونية المختلفة أو تحميلها، إلا أنها لا تهدف إلى الارتقاء بالذوق العام.

ويتني هيوستن

يؤكد الموسيقار هاني شنودة أن هذه النوعية من الحفلات لن تُكتب لها الاستمرارية لأنها تفتقر إلى العائد المادي، موضحاً أن {فرقة المصريين} أول من بادر إلى إحياء حفلة في الشارع أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون، إلا أنها لم تكرر هذه الخطوة لأن ثمة التزامات مادية على الفرق الموسيقية الإيفاء بها، من بينها أجور الموسيقيين وتكاليف الإضاءة والآلات والصوت، متوقعاً الحال نفسها مع {حفلات بيتي}.

يضيف أن ويتني هيوستن أول فنانة أحيت حفلة في بيتها في بيفرلي هيلز وخصص ريعها إلى الملاجئ والأعمال الخيرية، ويقول: {سواء اتفقنا على {حفلات بيتي} أو اختلفنا عليها، لا شك في أن القيمين عليها أفضل من الذين ينزوون في منازلهم رافضين العمل وسط ظروف البلد غير المستقرة}. من هنا يطالب الدولة بتشجيع إقامتها كلما ارتفعت الأسعار، لأن من شأنها التخفيف من حدة المعاناة التي يواجهها المواطنون بالترفيه عنهم، وتقليل ضريبة المبيعات على تذاكر الحفلات التي تصل إلى 25 % بما يعادل ربع الإيراد، وما يتبقى لا يكفي لسداد تكاليف الحفلة.

يلفت إلى أنه من غير الجائز المقارنة بين {حفلات بيتي} والحفلات المباشرة لأن لكل منهما خصوصيتها وظروفها، مؤكداً استحالة الاستغناء عن الحفلات المباشرة لأنها تمثل التعريف العملي لمصطلح {حفلة}، ويشمل تجهيز المسرح من معدات وإضاءة وديكور وعناصر تجذب البصر، بالإضافة إلى ردة فعل الجمهور إزاء الأغنيات التي يقدّمها المطرب... {فالجمهور هو المعيار الحقيقي لنجاح الحفلات أيّا كان شكلها واسمها}.

أخيراً، يعتبر الناقد نادر عدلي أن هذه الحفلات تتمتع بالابتكار والذكاء التجاري، لأن القيمين عليها يحولونها من مجرد حفلة إلى كليب يعرض على مواقع التواصل الاجتماعي، ما يجلب لهم أرباحاً إن أحسنوا استخدام هذه الفكرة والتعامل معها، ويضيف: {تفتقر هذه الفرق إلى إمكانات ماديّة تساعدها على إقامة حفلة في مسرح كبير، بالتالي نشاطها محدود إلى جانب تأثرها بالظروف التي تمر بها البلاد ولا تشجع الجمهور على الخروج من منزله لمتابعة حفلات في الأماكن العامة}.

يوضح أن {حفلات بيتي} حالة مرتبطة بأصحابها أي الفرقة التي تحييها، وستختفي عندما تتحسن الأوضاع، {إلا أن الأخيرة لا بد من تعود إليها في كل مرة لا تجد مكاناً لإقامة حفلتها. أما إذا قرر أي مطرب إحياء حفلة في البيت فستعتبره الفرق الموسيقية مُقلداً لفكرتها ولن يحقق النجاح، لذا {حفلات بيتي} مجرد حالة لن تستمر}.

back to top