بوتين يوافق على ضرب الأسد إذا ثبت استخدامه «الكيماوي»

نشر في 05-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 05-09-2013 | 00:01
No Image Caption
أوباما يحصل على دعم دبلوماسي وعسكري من عدة دول... ومجلس الشيوخ يقترح عملية «غير برية» لا تتجاوز الـ 90 يوماً
استخدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس لهجة جديدة في الحديث عن الضربة العسكرية على نظام الأسد، في حين حاز الرئيس الأميركي باراك أوباما دعماً دبلوماسياً وعسكرياً من قبل بعض الدول، وذلك بعد الدعم الكبير الذي لاقاه أمس الأول لدى قادة مجلسي الكونغرس.
اعتمد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس نبرة أكثر مهادنة تجاه موضوع ضرب نظام الرئيس بشار الأسد لاستخدامه السلاح الكيماوي، في وقت سجل الرئيس الأميركي باراك أوباما نقاطاً جديداً بتلقيه دعماً دبلوماسيا وعسكريا من عدة دول، وذلك بعد  أن حصل على دعم قوي من قادة الكونغرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي.

وقال بوتين في مقابلة تلفزيونية إن بلاده قد تدعم استخدام القوة ضد الأسد بشرطين، الأول، الحصول على أدلة مقنعة عن استخدام الكيماوي من قبل النظام، والثاني، الحصول على قرار من مجلس الأمن الدولي يجيز استخدام القوة.

وردا على سؤال عما اذا كانت موسكو ستوافق على ضربات عسكرية بقيادة الولايات المتحدة، اجاب بوتين «لا استبعد هذا الأمر»، وقال «اذا كان هناك دليل على استخدام أسلحة كيماوية من قبل الجيش النظامي فيجب تقديم هذا الدليل الى مجلس الأمن الدولي، ويجب أن يكون مقنعاً»، مضيفاً أنه في حال وجود هذا الدليل فإن روسيا «ستكون جاهزة للتحرك بأكبر قدر ممكن من الحزم والجدية»، إلا انه حذر من أن «مجلس الامن وحده يمكنه ان يعطي موافقة على استخدام القوة ضد دولة اخرى»، معتبرا ان «اي طريقة اخرى لتبرير استخدام القوة ضد دولة مستقلة ذات سيادة هي غير مقبولة، ولا يمكن وصفها بأي شيء غير العدوان».

واشنطن

في غضون ذلك، وصل أوباما أمس الى استوكهولم، المحطة الاولى من زيارة تستغرق ثلاثة أيام الى اوروبا، سيشارك خلالها في قمة العشرين التي ستنطلق في مدينة سان بطرسبورغ الروسية اليوم، وسيسعى الرئيس الأميركي الى ضم المزيد من الشركاء الى سياسته حيال سورية.

ويحضر أوباما الى قمة العشرين متسلحاً بدعم قوي من الكونغرس الأميركي الذي سيصوت اعتبارا من الاسبوع المقبل على الارجح على مشروع قرار يجيز توجيه ضربة للأسد.

وبعد جلسة استماع امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ أمس الأول شارك فيها وزير الخارجية جون كيري ووزير الدفاع تشاك هيغل ورئيس هيئة الاركان المشتركة مارتن ديمبسي، أعلنت اللجنة مساء أمس الأول انها اتفقت على صياغة قرار من شأنه ان يسمح بتدخل عسكري في سورية.

 وتنص الوثيقة على ان الولايات المتحدة يمكن ان تستخدم القوة العسكرية ضد النظام السوري مدة 90 يوماً. وسيقدم اوباما في الـ 30 يوما الاولى من تلك الفترة خطته لإيجاد حل سياسي في سورية للكونغرس وبعد مرور 60 يوما سيطلب من أوباما اخطار الكونغرس مرة اخرى في حال رغبته بمواصلة العمل العسكري في سورية. ويحظر القرار شن هجمات ارضية حيث سيكون العمل العسكري المحتمل من خلال هجمات صاروخية من القواعد البحرية.

دعم

وفي دعم لأوباما، أكد رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أمس أن تركيا ستشارك في اي تحالف دولي ضد سورية. وقال اردوغان قبيل مغادرته للمشاركة في قمة مجموعة العشرين: «قلنا إننا مستعدون للمشاركة في اي نوع من التحالفات». واعتبر أردوغان ان كلام بوتين الذي لم يستبعد فيه الموافقة على توجيه ضربة لسورية «مثير للاهتمام».

من ناحيتها، قالت رئيسة وزراء الدنمارك هيله شميدت أمس إن بلادها عرضت على الولايات المتحدة تقديم الدعم الدبلوماسي لعمل عسكري أميركي في سورية، مضيفة: «سنبلغ الأميركيين ان لهم حليفا وثيقا جدا هنا يمكنهم الاعتماد عليه».

وفي باريس، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابوس أمس قبيل جلسة برلمانية ان مسالة استخدام الأسد للاسلحة الكيماوية «تم توثيقها بوضوح»، مشددا على ضرورة وجود عقوبة للحيلولة دون وقوع مزيد من الخروق والانتهاكات والجرائم ضد الانسانية.

وفي لندن، قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس إنه يعتقد أن النظام السوري سيستخدم الأسلحة الكيماوية ضد شعبه مجددا اذا عدلت الولايات المتحدة عن القيام بعمل عسكري ضده.

تعزيزات عسكرية

الى ذلك، افاد مصدر دفاعي روسي أن الطراد الروسي «موسكفا» سيصل خلال عشرة ايام الى البحر المتوسط ليتولى قيادة قوة مهام البحرية هناك. الى ذلك، اعلنت المعارضة السورية ان مقاتليها في حالة استنفار على الحدود التركية ــ السورية لمواكبة أي ضربة أميركية. ميدانياً سيطر مقاتلون من جبهة «النصرة» الإسلامية وكتيبة إسلامية اخرى أمس على حاجز للقوات النظامية على مدخل بلدة معلولا المسيحية شرق دمشق، في وقت استمرت العمليات العسكرية في جميع مناطق البلاد.

(موسكو، واشنطن، استوكهولم، طهران ـــ أ ف ب، كونا، رويترز، د ب أ، يو بي آي)

ماكين يدافع عن «التكبير»

دافع عضو مجلس الشيوخ الأميركي الجمهوري جون ماكين، عن تكبيرات «الله أكبر» التي يطلقها المقاتلون السوريون المعارضون فرحاً كلما دمروا هدفا أو احتلوا موقعا في قتالهم ضد نظام الرئيس بشار الأسد، قائلاً إنها تشبه «شكرا لله» التي يستخدمها الأميركيون أو المسيحيون في بعض الحالات.

وجاء دفاع ماكين عن استخدام التكبير في سورية أثناء ظهوره على التلفزيون مساء أمس الأول مع نجم محطة «فوكس نيوز» التلفزيونية الأميركية برايان كيلميد، صاحب عبارة «ليس كل إرهابي مسلما، ولكن كل مسلم إرهابي» التي أطلقها في أكتوبر 2010 وأصبحت شعاراً لبعض منظمات المجتمع المدني. وكان كيلميد استضاف ماكين في برنامج «فوكس أند فراندز»، وانتقد خلال الحلقة «صراخ المقاتلين بعبارة الله أكبر» أثناء اطلاقهم النار على طائرة حربية في الجو، وقال: «نحن أمام مشكلة بمساعدة هؤلاء الصارخين (بالتكبيرة) عند كل ضربة يقومون بها»، فانتقده ماكين لسوء ظنه بارتباط المقاتلين بتنظيمات إرهابية، وسأله: «هل ستكون لديك مشكلة مع أميركي يلفظ عبارة شكرا لله؟ هذا ما يقولونه»، وأضاف: «طبعا إنهم مسلمون، لكنهم معتدلون، أعرفهم وكنت معهم»، في إشارة منه إلى زيارة قام بها إلى مناطق تسيطر عليها المعارضة قرب الحدود مع تركيا في أواخر يونيو الماضي، مؤكداً أن «7 في المئة من 100 ألف مقاتل هناك متشددون، والباقي معتدلون ويمكننا مساعدتهم».

back to top