سعد الدين إبراهيم لـ الجريدة•: الإخوان قتلوا الثوار وحرقوا الأقسام
«عودة الجيش مشروطة بتكرار 25 يناير... وبجاتو خلية إخوانية وتوزيره يثير شبهات تزوير الرئاسة»
اتهم مؤسس «مركز ابن خلدون» للدراسات سعد الدين إبراهيم جماعة «الإخوان المسلمين» بتدبير وتخطيط وتنفيذ «موقعة الجمل» التي قتُل فيها متظاهرون، مناهضون للرئيس السابق حسني مبارك، مطلع فبراير 2011.ولفت سعد، القريب من الإدارة الأميركية، خلال حوار مع «الجريدة»، إلى أن «الإخوان» هم أيضاً من دبَّروا حرق أقسام الشرطة، خلال الأحداث، خصوصاً أن القضاء المصري برأ قبل أيام جميع المتهمين من النظام السابق.
• ما رأيك في التعديل الوزاري الذي أجري على حكومة هشام قنديل؟- لأول مرة منذ اهتمامي بالشأن العام قبل 50 عاماً لا أعرف أياً من الوزراء الجدد باستثناء الدكتور عمرو دراج، القيادي بجماعة «الإخوان المسلمين» وحزب «الحرية والعدالة»، وقد جرت العادة في الدول الديمقراطية على أن يختار الحزب الفائز في الانتخابات أعضاء الحكومة، وفي المقابل يحق للمعارضة والمواطنين مساءلة ومحاسبة الحزب الحاكم، أما بالنسبة للإخوان فإن استبعادهم للقوى الأخرى يتسق مع طريقتهم المنغلقة، وأعتقد أن ما فعلوه سيضاعف الفجوة بينهم وبين الشعب.• في رأيك لماذا تتحدث المعارضة عن الأخونة رغم حق الحزب الحاكم في تعيين كوادره؟- يمكننا استخدام مصطلح الأخونة إذا تجاوز المستوى الأول للنظام الحاكم وانتقل من مستوى الوزراء ووكلاء الوزراء ومديري العموم، وإذا تلاعبوا في مناهج التربية والتعليم والإعلام والثقافة، في هذه الحالة ينتقل الأمر من حقهم الشرعي إلى محاولة تغيير الثقافة، وهذه مسألة خطيرة، وبدأت تحدث في بعض المؤسسات مثل الأزهر والأوقاف التي تعبر بشدة عن استيائها من محاولات الأخونة.• ما رأيك في اختيار المستشار حاتم بجاتو وزيراً للشؤون القانونية خاصة أنه كان أمين اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات الرئاسية؟ - بجاتو كان أحد الخلايا النائمة لجماعة «الإخوان»، واختياره وزيراً يثير شبهات كثيرة، فبعد انتهاء فرز الانتخابات الرئاسية جاءت لنا معلومات من المحكمة الدستورية تؤكد فوز أحمد شفيق بفارق 30 ألف صوت، ولكن تأخر إعلان النتائج 48 ساعة، وتزامن التأخير مع نزول نحو 500 شخص من الإخوان إلى ميدان التحرير معهم مفرقعات ومتفجرات وهددوا بنسف المنشآت الحيوية مثل المتحف المصري، والجامعة العربية هو ما أدى بالمجلس العسكري لحسم الأمر لصالح محمد مرسي، خاصة أن الفروق لم تكن تتجاوز عدة آلاف.• ما رد فعل المسؤولين الأميركيين على فكرة الانتخابات الرئاسية المبكرة وإمكانية تدخل الجيش؟- لما طرح هذا السؤال على الأميركيين قالوا إنه شأن مصري ونترك هذه الأمور لتفاعلات الساحة وحينما ضيقنا الخناق وقلنا ماذا عن الطلبات التي تتزايد بتدخل العسكريين ماذا سيكون موقفكم قالوا إنه إذا خرجت مظاهرات شعبية عارمة مثل التي رأيناها في يناير 2011 وإذا هتف المتظاهرون هتافات مؤيِّدة للعسكر، وأن العسكريين أنفسهم مستعدون للتدخل، سيدعمون ما يريده الشعب المصري.• الثوار اصطدموا بالمجلس العسكري كثيراً فكيف يمكن الاعتماد على الجيش في التحول الديمقراطي مجدداً؟- هذه الأزمات خلقها «الإخوان» لإزاحة المجلس العسكري، لأنهم يدركون أن المؤسسة العسكرية هي القوة المنظمة الوحيدة التي تقف عقبة في طريق سيطرتهم على الدولة وهم طبخوا شعار «يسقط يسقط حكم العسكر»، والشهادة التي قالها قائد المنطقة المركزية حسن الرويني عندما طلب من الإخواني محمد البلتاجي أثناء موقعة «الجمل» إنزال الشباب من فوق أسطح العمارات ما يعني أن الذي قتل المتظاهرين في التحرير هم جماعة «الإخوان» وهذا تمهيد لخطف الثورة وهذه واقعة محققة من أكثر من مصدر.• من هي مصادرك في تأكيد هذه المعلومات؟- اللواء إسماعيل الشاعر الذي كان يتولى منصب مدير أمن القاهرة أكد لي هذه المعلومة وكنت التقيته في منزله قبل أسبوعين بعد خروجه من محبسه، وأيضاً وزير الداخلية الأسبق اللواء منصور العيسوي قال لي إن الإخوان هم مَن دبَّروا حرق أقسام الشرطة.• ما رأيك في الأداء السياسي للدكتور محمد البرادعي؟- لديَّ خيبة أمل في الدكتور البرادعي الذي مازال في رأيي دون المستوى المطلوب لقيادة تخرج البلد من أزمته، وسوف يقدر على ذلك، إذا نزل الشارع وسمح لبدلته أن تتسخ.