سورية: عشرات القتلى في الرقة واشتباكات اليرموك تتجدد

نشر في 27-12-2012 | 00:01
آخر تحديث 27-12-2012 | 00:01
No Image Caption
• تشكيك أممي في إمكانية نجاح الإبراهيمي
• انشقاق قائد الشرطة العسكرية
• طهران: لن نسمح بحلول خارجية
مع تسلل الشكوك بشأن إمكانية نجاح المبعوث الأممي الأخضر الإبراهيمي، الذي أتم يومه الرابع في سورية أمس، في بلورة حل يرضي الأطراف المتصارعة، تسارعت وتيرة العنف إلى حد كبير في معظم المناطق السورية، وسط استمرار المناورات السياسية والانشقاقات العسكرية.
واصلت دوامة العنف في سورية دورانها أمس، فبينما تجددت ليل الثلاثاء/ الأربعاء الاشتباكات في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في جنوب دمشق بعد أيام من توقفها إثر اتفاق لسحب المسلحين المعارضين للنظام السوري والموالين له، قتل العشرات جراء قصف للقوات النظامية على محافظة الرقة في شمال البلاد، فيما دوّت أصوات انفجارات قوية في مناطق بريف دمشق ودرعا وإدلب.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس: "استشهد أكثر من 30 مواطناً بينهم ثمانية أطفال وثلاث نساء إثر قصف مصدره القوات النظامية السورية تعرضت له مزارع قرية القحطانية الواقعة إلى الغرب من مدينة الرقة"، التي شهدت في الأشهر الماضية تصاعداً في أعمال العنف مع محاولة المقاتلين المعارضين السيطرة على مناطق في هذه المحافظة الحدودية مع تركيا.

وأضاف المرصد، الذي أفاد في وقت سابق عن تعرض قرى مزرعة يعرب وربيعة والقحطانية للقصف، إن "الضحايا الذين سقطوا هم من المزارعين ولا يوجد مقاتلون من أي مجموعات منظمة في هذه المنطقة".

وأظهر شريط فيديو التقطه ناشطون وبثه المرصد على "يوتيوب"، عدداً من الجثث بعضها لأطفال بدت عليها بقع دماء، فيما وضعت على بعض هذه الجثث أغطية بيضاء وغطيت أخرى ببطانيات، بينما بدا شخص برداء أبيض يقوم بتغطية جثث أخرى.

وأكد ناشطون على صفحة "شبكة أخبار الرقة" على "فيسبوك" "سقوط جرحى بالعشرات في مزرعة القحطانية وعائلة بكاملها غرب المدينة"، مشيرين إلى أن "إسعافهم يتم إلى المشافي بالدراجات النارية لعدم توفر السيارات والمحروقات".

اليرموك والتضامن

في السياق، أكد المرصد السوري أن أجزاء من مخيم اليرموك شهدت اشتباكات استمرت حتى فجر أمس، بين مقاتلين معارضين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد بينهم فلسطينيون، ومسلحين من اللجان الشعبية الفلسطينية الموالية للنظام، بينما تحدث عن سقوط قذائف ليلاً في محيط اليرموك، تزامناً مع اشتباكات في حي التضامن المجاور له.

وأشار المرصد إلى أن "الاتفاق غير المعلن عن انسحاب المقاتلين المعارضين والموالين للنظام لم ينجح"، مبيناً أن الاشتباكات في محيط المخيم وسقوط قتلى في داخله برصاص قناصة "لم تتوقف خلال الأيام الماضية".

إلى ذلك، انشق قائد الشرطة العسكرية اللواء عبدالعزيز جاسم الشلال عن الجيش السوري وأعلن انضمامه للانتفاضة. وقال الشلال، في تسجيل فيديو بث على "يوتيوب"، إنه "انشق نظرا لانحراف الجيش عن مهمته الأساسية وهي حماية البلاد وتحوله إلى عصابات للقتل والتدمير".

الأمم المتحدة وإيران

سياسياً، أعربت الأمم المتحدة عن تشاؤمها من نجاح مبعوث الجامعة العربية والأمم المتحدة المشترك إلى سورية الأخضر الإبراهيمي في مهمته، مؤكدة أن الأسد لا يريد التفاوض.

وذكر دبلوماسي في الأمم المتحدة أن الأسد، "لم يتجاوب مجدداً مع الإبراهيمي خلال لقائهما الاثنين، فيما مجلس الأمن بعيد عن أن يقدم له الدعم اللازم، بينما لم يعد المعارضون المسلحون يرغبون في تسوية".

ولم يخفِ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في وقت سابق شكوكه إزاء فرص نجاح مهمة الإبراهيمي، قائلاً: "لا نرى أفقا لنهاية العنف أو بداية حوار سياسي".

والتقى الإبراهيمي في محل إقامته أمس السفير الصيني تشانغ شون، الذي قال للصحفيين إنه يريد "تبادل وجهات النظر" خلال اجتماعه مع المبعوث الدولي.

في غضون ذلك، أعلن وزير الخارجية الإيرانية علي أكبر صالحي أمس أن طهران لن تسمح بفرض حلول خارجية على سورية، مشدداً على أن "دخان الأزمة يؤذي عيون الشعب السوري". وقال صالحي، على هامش جلسة مجلس الوزراء، إن "المبادرة الإيرانية ذات البنود الستة هي الحل الوحيد للأزمة، ونأمل أن نشهد تسوية بناء عليها".

وكانت إيران أعلنت عن مبادرة من ستة بنود تشمل الوقف الفوري لجميع أعمال العنف وتقديم المساعدات الإنسانية والإفراج عن جميع المعتقلين وإجراء حوار وطني يمهد لحكومة انتقالية تكون مسؤوليتها الأساسية إقامة انتخابات برلمانية وجمعية تأسيسية لصياغة دستور جديد، وإقامة انتخابات رئاسية، إضافة إلى وقف نقل المعلومات المغلوطة.

وأضاف صالحي: "ليعلم الذين يواصلون الاشتباكات حتى لو فرضنا وصولهم إلى السلطة، فإنهم لن يتمكنوا من الحكم على بحر من الدماء".

ولدى استقباله أمس الأول رئيس الائتلاف الوطني أحمد الخطيب في أبوظبي، أعلن وزير خارجية الإمارات الشيخ عبدالله بن زايد تأييده لعملية انتقالية سياسية في سورية، مؤكداً "عزم دولة الإمارات على دعم تحول حكومي مستقبلي غير طائفي".

كما شدد على دعم الإمارات للجهود التي يبذلها الإبراهيمي من أجل وقف العنف "والعمل مع المجتمع بكافة فئاته ومكوناته لبناء سورية الحديثة التي تستوعب جميع أبنائها دون استثناء أو تمييز".

على الصعيد ذاته، أكدت مصادر في مطار رفيق الحريري الدولي "مطار بيروت" أن نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد، ومعاون الوزير أحمد فاروق عرنوس غادرا المطار صباح أمس في طريقهما إلى موسكو في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً.

(دمشق، طهران- أ ف ب،رويترز، د ب أ)

back to top