ناظم الغزالي... والرئيس
طريف ذلك الخطأ الذي وقع فيه رئيس مجلس الصوت الواحد السيد علي الراشد عندما التبس عليه الأمر وأخطأ بالاسم بين الشيخ ناظم المسباح والمغني العراقي الراحل ناظم الغزالي, وعلى الرغم من ظرافة هذا الخطأ لم أستطع أن أمنع تفكيري من عقد بعض المفارقات في الموضوع.كان الرئيس علي الراشد– في زمان ولى ومضى– من أشد المدافعين عن الدولة المدنية وأحكام القانون والدستور بعيداً عن الفتاوى السياسية, مؤمناً أننا في دولة مؤسسات ودستور تحتوي وتضم جميع المواطنين على اختلاف توجهاتهم الدينية والمذهبية, فإن كان الرئيس علي الراشد قبل برأي الشيخ ناظم المسباح حول فوائد القروض، وأشاد به لأنه يوافقه، فلماذا لا نرى الرئيس علي الراشد يسأل الشيخ إياه عن فتوى سماع أغاني ناظم الغزالي, أم أن الفتاوى لا يتم الأخذ بها إلا إذا وافقت أهواءنا؟
ليتكم أخي الرئيس مثل ناظم الغزالي... فناظم الغزالي حافظ على مبدأ فصل (التخصصات), فلم يدخل أغانيه بالسياسة بينما أبيتم إلا أن تدخلوا الفتاوى في السياسة، بل زاد على مجلسكم بتسامحه عندما أحب "سمراء من قوم عيسى"، وأنتم ما زلتم تشجعون منع الأشخاص بقيد أمني لا بحكم قضائي, ناظم الغزالي– أخي الرئيس– كان قطاره يتحرك عندما غنى الأغنية الشهيرة "مرينا بيكم حمد" بينما قطار تنمية مجلسكم واقف، بل يرجع إلى الخلف بقوانين ومقترحات شعبوية لم تفعل شيئا سوى إتلاف عقلية المواطن الكويتي وترسيخ مبدأ الاتكالية والريعية, بل حتى قطار مسيرتنا الديمقراطية أصبح دراجة هوائية من غير "صنقل" بعد تأكيدكم لبدعة تأجيل الاستجوابات.ناظم الغزالي الأخ الرئيس كان "خايف عليها"، فبينما لا نرى منكم أي خوف على الكويت ومستقبلها والشيء الوحيد الذي من الممكن أن نفخر فيه هو "شبه" الديمقراطية التي نمتلكها, وعندما عيرته معشوقته بالشيب رد عليها أن "الليالي تزينها الأقمار"، لكن ماذا سترد أنت شخصيا الأخ الرئيس عندما يسألك أحد عن اختلاف نهجك عما كنت عليه قبل 5 سنوات، وعن خسوف قمرك؟ كان مجلسنا سابقا "فوق النخل" وبفضل ممارسات عديدة وكانت آخرها ممارساتكم أصبحنا نستجدي بعضنا ونحبس دموعنا على حالنا، ونكرر "معود على الصدعات قلبي"!!