صناعة الحاسب الآلي تشحذ أسلحتها في مواجهة الأقراص والهواتف الذكية

نشر في 08-06-2013 | 00:01
آخر تحديث 08-06-2013 | 00:01
No Image Caption
ليس سراً أن صناعة الحواسيب تتطور بسرعة، وليس باختيارها، بصورة تامة. وقد هبطت شحنات الحواسيب بنسبة 14 في المئة على صعيد العالم في الربع الماضي، لتمثل الربع الرابع على التوالي للهبوط على أساس سنوي.
تعتبر نظرية تشارلز داروين عن التطور والنشوء بالنسبة الى صناعة الحاسب الآلي صحيحة الآن أكثر من أي وقت مضى؛ عليها التكيف مع بيئة التطور السريع أو تهلك. وحسب توضيح جي بي غاوندر، وهو نائب رئيس شركة أبحاث فورستر " فإن صناعة الحواسيب تشبه المشهد الذي يحدث في الحديقة الجوراسية حيث يسأل أحد الأطفال الصغار البروفسور ماذا حدث لكل الديناصورات ويجيبه، نحن نراهم كل يوم؛ إنهم طيور".

وفي حقيقة الأمر ليس سراً ان صناعة الحواسيب تتطور بسرعة وليس باختيارها بصورة تامة. وقد هبطت شحنات الحواسيب بنسبة 14 في المئة على صعيد العالم في الربع الماضي، وذلك وفقاً لشركة معلومات السوق الدولية آي دي سي – لتمثل الربع الرابع على التوالي للهبوط محسوباً على أساس سنوي. ومن المتوقع أن تنخفض شحنات الحواسيب بقدر أكبر يصل الى 8 في المئة خلال سنة 2013.

ويتعلق كثير من هذا التطور بشعبية أجهزة الهاتف الجوال والأقراص. وتتوقع آي دي سي أن تتجاوز الشحنات الدولية من الأقراص شحنات الحواسيب بحلول سنة 2015 بحيث تصل الى 332.4 مليون وحدة في مقابل 322.7 من الحواسيب. وبالنسبة الى مستخدمي الحاسوب من الأفراد بل وحتى من وجهة نظر بعض من مؤسسات الأعمال فإن مزايا امتلاك قرص الكتروني تبدو واضحة: لمً أتعرض لعناء حمل حاسوب الحضن (اللابتوب) بينما أستطيع القيام بالشيء ذاته من خلال جهاز أخف وزناً وأصغر حجماً وأرخص ثمناً مع العديد من المزايا ذاتها؟

أجهزة الحاسوب التقليدية وصلت أيضاً الى نقطة أصبح معها جهاز حاسوب الحضن ماركة ديل الذي يبلغ ثمنه 400 دولار يستطيع معالجة معظم الأهداف اليومية بشكل جيد، وسوف يستمر كذلك لسنوات عديدة مقبلة. لم يكن الحال على هذا النحو دائماً. ويقول غاوندر: "كنت في كل مرة تعمد فيها الى تحديث نظام التشغيل في ويندوز تحتاج الى رقاقة أكثر قوة والى حاسوب أقوى مع ذاكرة وقدرة حصانية أكبر من أجل استخدام نظام التشغيل".

ولكن مع البدء بويندوز 7 فقد تطلب نظام التشغيل عدداً أقل من الموارد للعمل في العديد من الحواسيب المعاصرة – وكان معنى ذلك قدرة المزيد من المستخدمين والمستهلكين الأفراد والشركات على حد سواء القيام بتحديث نظام التشغيل على أجهزتهم الحالية من دون تحديث الأجزاء والقطع في حواسيبهم أو شراء حواسيب جديدة.

وعلى أي حال، ومع ما قد تنطوي عليه الاحتمالات من قتامة لن تختفي الحواسيب من حياتنا. وتظل هناك عدة مهام لا تستطيع الأقراص والهواتف الذكية ببساطة القيام بها، أو على الأقل القيام بها بشكل جيد. ثم إن شركات مثل لينوفو قد برهنت على وجود حياة في هذه الصناعة التي يمتد عمرها لعقود من الزمن. وكما أظهر تقرير لمجلة فورتشن حديثاً فإن استثمارات لينوفو في ميدان أبحاث وتطوير الحواسيب والمعامل ساعدت عملاق التقنية الصيني على زيادة حجمه 3 مرات منذ شرائه قسم الحواسيب في شركة آي بي ام في سنة 2005، لتبلغ مبيعاته 33 مليار دولار – كما أن تصاميمه الغريبة تشمل حواسيب الحضن آيدياباد يوغا" التي حظيت بثناء عريض والتي تحول من دفتر مذكرات الى أقراص ويندوز 8.

وقد أرغم السوق المتغير صناع الحواسيب الآخرين على تحقيق مزيد من الابتكار أيضاً مما أفضى الى ما يدعوه غاوندر الفترة غير المسبوقة من التجارب في تاريخ الحوسبة. وقد أطلقت شركة ديل جهازها اكس بي اس 18 في وقت سابق من هذه السنة وهو سطح مكتب يزن 5 أرطال مع شاشة لمس من 18.4 بوصة مما يعني بالنسبة الى المستخدمين التحرك داخل المنزل. وبالمثل سوف تتخذ شركة ايسر التي تتخذ من تايوان مقراً لها مساراً مختلفاً عندما تعلن في الأسبوع الحالي عن سطح مكتب جديد شامل لاجتناب  مايكروسوفت وإنتل واستخدام نظام تشغيل أندرويد غوغل عبر رقاقة تكساس انسترمنتس.

مثل هذه المنتجات هي ما يجعل محللين من أمثال غاوندر ومحلل غارتنر ريسيرش ميكاكو كيتاغاوا متفائلين ازاء استمرار الحواسيب حتى مع هبوط عدد الحواسيب "المركبة" الذي يتوقع غارتنر أن يبدأ في الولايات المتحدة في السنة المقبلة لينخفض بنسبة 4 في المئة ويصل الى 180 مليون وحدة، وأن يحدث على صعيد دولي في سنة 2015. وفي الماضي كانت العائلة المكونة من ثلاثة أفراد قد تمتلك حاسوبين أو ثلاثة حواسيب غير أن ذلك السيناريو لن يحدث بعد الآن – وفقاً لتوقعات كيتاغاوا. وسوف تعتمد العائلة فيه من أجل القيام بالأعمال المهمة.

ومع تطور الحواسيب بدافع الضرورة فإنها سوف تفرز نوعية مدهشة بقدر أكبر من المعامل، وهي أشياء تشهدها هذه الصناعة عبر "غوغل غلاس".

* (مجلة فورتشن)

back to top