• قصف شمال وجنوب دمشق واشتباكات في حمص ودرعا • واشنطن أنهت تدريب المئات في «الجيش الحر»

Ad

يهدد النزاع السوري، الذي دخل أمس عامه الثالث بتظاهرات حاشدة ضد نظام بشار الأسد، بالتحول إلى أزمة دولية في ظل إصرار فرنسا وبريطانيا على تزويد المعارضة السورية بالسلاح وقيام واشنطن من جهتها بتدريب مئات العناصر في الجيش الحر على استخدام الأسلحة الثقيلة، ما يمكن أن يغير المعطيات وميزان القوى على الأرض.

وسط تحذيرات من الأمم المتحدة من «انفجار حقيقي في المنطقة» نتيجة استمرار النزاع السوري، احتشد آلاف السوريين أمس في تظاهرات حاشدة تحت شعار «عامان من الكفاح... ونصر ثورتنا قد لاح»، في يوم دخلت فيه الانتفاضة السورية عامها الثالث.

وجددت صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» على موقع «فيسبوك»، التي اعتادت منذ بدء الحركة الاحتجاجية إطلاق شعارات التظاهرات كل يوم جمعة، التأكيد على إسقاط الرئيس الأسد. وكتبت «قسم الثورة أقسمنا عليه وماضون به حتى النصر بإذن الله. أقسم بالله العظيم ألا نتراجع عن ثورتنا حتى إسقاط هذا النظام وعلى رأسه بشار اللعين».

على الأرض، وقعت اشتباكات عنيفة أمس في محيط بلدة الجوسية وغيرها من القرى الحدودية مع لبنان في محافظة حمص، وذلك غداة تهديد دمشق بضرب مقاتلي المعارضة المختبئين في لبنان إذا لم يتحرك الجيش اللبناني ضدهم.

ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 32 برصاص قوات النظام معظمهم في دمشق وريفها ودرعا، مبينة أن القوات النظامية أطلقت صاروخ «سكود» باتجاه شمال البلاد.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات في محافظة حمص أسفرت عن مقتل 14 معارضا و19 عنصرا من قوات النظام، لافتاً إلى أن حي القابون في شمال العاصمة شهد اشتباكات بعد منتصف ليل الخميس تسببت في مقتل رجل، بينما تعرضت الأحياء الجنوبية في دمشق لقصف أدى إلى مقتل رجل آخر في مخيم اليرموك.

واشنطن

وكشف قيادي بالمعارضة السورية أمس الأول عن عودة معظم الدفعة الأولى (300 مقاتل) من المعارضين السوريين الذين دربهم ضباط أميركيون من الجيش والمخابرات في الأردن على استخدام أسلحة مضادة للدبابات وأسلحة مضادة للطائرات إلى سورية للقتال.وقال القيادي المعارض، وثيق الصلة بالعملية، والذي طلب عدم ذكر اسمه، لـ«رويترز»: «هذا أمر حساس كما تعرفون... لكن نعم الجيش الأميركي والمخابرات يدربون بعض المعارضين»، مضيفاً أن واشنطن «اتخذت قرار تدريب المعارضين تحت الطاولة».

وجاء في رسالة بعثت بها وزارة الخارجية السورية إلى نظيرتها اللبنانية، أن «مجموعات إرهابية مسلحة قامت خلال الـ36 ساعة الماضية وبأعداد كبيرة بالتسلل إلى الأراضي السورية في مواقع المتهومة وعين الشعرة والجوسية وقريات في ريف تلكلخ، وقد قامت قوات حرس الحدود بالاشتباك معها على الأراضي السورية».

وأشارت الرسالة إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المجموعات التي تم إخراج أفرادها من الأراضي السورية إلى الأراضي اللبنانية، مشيرة إلى أن «القوات السورية المسلحة لاتزال تقوم بضبط النفس لكن ذلك لن يستمر إلى ما لا نهاية على أمل أن تقوم الجهات اللبنانية ببذل جهودها في ضبط الحدود».

الأمم المتحدة

في غضون ذلك، حذر رئيس المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة انتونيو غوتيريس أمس في بيروت من «خطر حقيقي لانفجار» في المنطقة نتيجة استمرار النزاع السوري. وقال غوتيريس، في مؤتمر صحافي عقده في بيروت: «اعتقد انه اذا استمر النزاع السوري، هناك خطر حقيقي بحصول انفجار في الشرق الأوسط، وعندها لن تكون هناك وسيلة للتعامل مع التحديات الإنسانية والسياسية والأمنية». وبحسب الأمم المتحدة، فإن 1.1 مليون سوري غادروا بلادهم هربا من أعمال العنف ولجأوا خصوصا إلى الدول المجاورة، بينما أربعة ملايين آخرين نزحوا داخل بلادهم.

حكومة الائتلاف

في هذه الأثناء، يعقد الائتلاف الوطني لقوى المعارضة والثورة السورية مطلع الاسبوع المقبل اجتماعا في اسطنبول بهدف اختيار رئيس حكومة تتولى ادارة شؤون المناطق الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة.

وقال عضو الائتلاف سمير نشار إن الاجتماع، الذي أرجئ حتى الآن مرتين، «لا يزال قائماً وسيتم الاثنين 18 والثلاثاء 19 مارس في اسطنبول»، حيث يقيم عدد كبير من المعارضين السوريين. وأوضح ان المشاورات مستمرة و«هناك اسم يتقدم حينا على اسماء اخرى، ثم يتراجع ليتقدم غيره»، موضحا ان احد اسباب الخلافات حول هوية رئيس الحكومة «التدخلات الخارجية الكثيرة»، من دون مزيد من التفاصيل.

(دمشق، بيروت، بروكسل -

أ ف ب، رويترز، يو بي آي)