مروان قصاب باشي في بيروت... اكتشافات مدهشة

نشر في 23-09-2013 | 00:01
آخر تحديث 23-09-2013 | 00:01
افتتح {مركز بيروت للمعارض} على الواجهة البحرية لوسط بيروت معرض الفنان السوري العالمي مروان قصاب باشي مع باكورة أعماله غير المعروفة (1962 -1972) التي تكشف للجمهور العربي للمرة الأولى مرحلة نادرة ومهمة.
أراد مروان قصاب باشي أن تكون مدينة بيروت نقطة انطلاق معرضه الذي سينتقل بعدها إلى عواصم عالمية، من بينها باريس وإلى مدينة بورتو في البرتغال وإلى النمسا وغيرها من متاحف عالمية. أن تكون بيروت نقطة انطلاق أعمال باشي، فهذه إشارة إلى فكرة المكان في عرض اللوحات، هذا المكان البديع الذي يعاني المشقة في هذا المرحلة بسبب سواد السياسة والحروب، الرصاص القاتل يخرب الألوان، ولا بد لألوان الفنان من أن تتحدى ما يجري حولها، فتخترق السواد وتبقى ذكرى أمل في هذه المرحلة.

يتضمن المعرض 44 عملاً زيتياً، بالإضافة إلى الأعمال المائية والتخطيطات الأولية لتلك الأعمال الفنية التي تعبر عن مرحلة مهمة ونادرة أثبتت الأيام فرادتها الفنية والإنسانية بعد مرور أربعة عقود ونصف العقد عليها، والتي تغلب عليها  الوجوه العريضة والمكتنزة والمنشرحة التي تعلو الجسم النحيل والمنكمش بعض الشيء. تلفتك الدقة في تفاصيل الوجوه والملابس والذوبان اللوني وطبيعة الوجوه الصامتة الصارخة بالمعاني والتي تشبه الدمى وأحياناً نجمات السينما. لا تكمن فرادة أعمال باشي في أشكالها فحسب، بل في ألوانها وطبيعتها والمدارس التي تأثر بها، سواء الفرنسية أو الألمانية.

رحلة طويلة

كتب البروفسور جورن ميركيرت، مدير متحف برلين السابق، في تعريف المعرض: «تطوّر عمل مروان على مدى رحلة فنيّة طويلة، كانت الإعادة خلالها تعني التطوّر، ولطالما كانت جزءاً من التدرّج الحذر لا بل الاستكشاف الجاد للروح البشرية بجميع جوانبها من أفراح وأتراح. وبما أن لوحاته، التي لا تقَدّر بثمن، نادرًا ما كانت تُعرَض، فلم تصل أخبارها إلا إلى القلائل. وعند مقارنة أعماله بين الستينيات والسبعينيات من جهة والأعمال الأخرى تبدو للوهلة الأولى وكأنها غير مألوفة، أو غريبة، وتختلف بشكل دراماتيكي كما لو خطتها ريشة رسام آخر.

بات مروان اليوم فنانًا مرموقًا وشخصية معروفة. ترى اسمه في باريس ولندن وبيروت وعمّان ورام الله، وخصوصاً في برلين، مرتبطًا بعالم تصويري على رغم تنوّعه. فقد ركّز لعقود وبشكل شبه حصري على الملامح البشرية، أو بالأحرى الرّأس، حيث تميّزت أعماله بتنوّعات لامتناهية مشبعةً بنتائج تصويرية واكتشافات مدهشة}.   

ولد مروان قصاب باشي في دمشق عام 1934، درس في كلية الآداب في جامعة دمشق، وتخرج في المعهد العالي للفنون الجميلة في برلين، قسم التصوير عام 1963. بين 1977 - 1979 عمل أستاذاً في المعهد العالي للفنون الجميلة، برلين، وأستاذاً ذا كرسي في قسم التصوير عام 1980، ثم أستاذاً دائماً للرسم في عام 1977، واختير عضواً في المجمع الفني البرليني عام 1993.

 

يستمر معرضه في بيروت حتى 27 أكتوبر 2013.

back to top