كيف تقيم التجربة اللبنانية- السورية المشتركة في مسلسل {سنعود بعد قليل}، لا سيما أنه العمل الثاني الذي يجمعك بالممثل الكبير دريد لحام؟

Ad

دريد لحام أستاذ كبير ومدرسة بحد ذاتها، احتوانا جميعاً في المسلسل كأب ولم يبخل علينا بنصائحه القيّمة، وقد استفاد طاقم العمل من خبرته. بالنسبة إلي، سعدت بوقوفي إلى  جانبه للمرة الثانية، واغتنمت الفرصة لأنهل من معين هذا النبع الذي لا ينضب.  في ما يتعلّق بالتعاون اللبناني -السوري المشترك، فهو ليس الأول  إنما يسجل خطوات نحو الأمام  ويثري الدراما العربية عموماً.

 ما الفرق بين قصي في {الولادة من الخاصرة} وقصي في {سنعود بعد قليل}؟

الفرق في النص وليس في الممثل، أنا، أولاً وأخيراً، ممثل محترف يعرض علي سيناريو معين، فأرفضه في حال ابتعد عن أهدافي الآنية ولن يشكل إضافة لي، أو أقبله  في حال جاء متكاملا مع شخصيتي.

هل بلغتَ مرحلة النضوج الكامل؟

أنا في مرحلة أستطيع من خلالها اختيار الأدوار التي تجعل من قصي خولي اسماً يحسب له حساب في الدراما العربية.

ما سبب ابتعادك عن وسائل الإعلام مع أن والدك صحافي؟

عندما يظهر الممثل عبر  أي  وسيلة إعلامية يجب أن يكون لديه ما يتحدث عنه،  راهناً لدي أعمال كثيرة لذا أجري مقابلات صحافية، وعندما لا يكون لدي أي جديد، لا يجدي الظهور الإعلامي نفعاً.

كيف تقيّم الخطوة الجديدة في مسيرتك الفنية المتمثلة بالمشاركة في الدراما المصرية من خلال مسلسل {الخديوي اسماعيل}؟

أنا سعيد بها، لأنها ستكون تحت إدارة مخرج محترف هو عمرو عرفة، أما النص فللمؤلفة الكويتية هبة مشاري حمادة، وتشارك فيه نخبة من نجوم الصف الأول.

 

هل هذه الخطوة بمثابة هجرة ولو موقتة للدراما السورية؟

على الإطلاق، الممثل هو سفير لبلده أينما حلّ، وأعتقد أن الفنانين السوريين كانوا خير ممثلين لبلدهم في الدول العربية، سواء في مصر أو في الخليج العربي.

 

ما سرّ ابتعادك عن الدراما الخليجية؟

 

ربما لأنني لم  أتمكن من اللهجة ولا أريد أن أقدم على خطوة تكون بمثابة {دعسة ناقصة}، إنما سأكون سعيداً  في حال شاركت بمسلسل خليجي شرط أن أحافظ على اللهجة السورية، أي أن أؤدي دور مواطن سوري يعيش في دولة خليجية.

ألا تخشى من تلك {الدعسة الناقصة} التي تحدثت عنها؟

أخشاها باستمرار وأخشى على النجاح منها، لذلك أحرص قدر المستطاع على تقديم عمل أعتبره ناجحاً ومقبولا عند الجمهور، وفي حال فشل عمل ما، فهذا يشكل حافزاً لي لمزيد من المثابرة والعطاء. لم يكن الفشل يوماً محطة إحباط  بالنسبة إلي.

 ما الشروط الواجب توافرها في السيناريو كي تقبله؟

لستُ متطلباً، إنما شرطي الوحيد أن يكون العمل مستوحى من الواقع والحبكة الدرامية متقنة. أودّ أن يشعر المشاهد بأنني أجسد إحدى الشخصيات التي يعرفها أو يمكن أن يلتقي بها، سواء أحبها أو كرهها، المهم ألا يعيش في غربة عنها.

 

كيف تقيّم مسيرتك الفنية؟

أنا راضٍ عن معظم الأعمال التي قدمتها، ثمة أدوار شكلت بصمة في مسيرتي الفنية وأخرى زادتني نضجاً وخبرة، ما زلت أطمح إلى الكثير وإلى أداء  أدوار لم أقدمها بعد.

يقوم مسلسل {الخديوي اسماعيل} على بطولة مطلقة فيما تعملون في سورية على البطولات الجماعية التي صنعت نجاحكم.

صحيح أن المسلسل يتمحور حول سيرة الخديوي اسماعيل أي حول الممثل الذي يجسد شخصيته، إلا أن الممثلين المشاركين فيه هم جميعهم أبطال. بالمناسبة فكرة البطولة المطلقة أو النجم الأوحد لا تغريني ولا تستفزني كممثل، لذلك أرفضها جملة وتفصيلا.

 

 للمرة الأولى تتعامل مع مخرج مصري، هل تختلف المدرسة المصرية في الإخراج عن المدرسة السورية؟

ألمسالة ليست مدارس بقدر ما هي شخصية المخرج ورؤيته للعمل، فلكل مخرج متميز أسلوب ينقله إلى الجمهور من خلال الممثلين الذين عليهم أن يجسدوا هذه الرؤية بمنتهى الأمانة. واعتقد ألا فرق بين المدرسة السورية والمدرسة المصرية، سوى البيئة، لأن الفن  ابن بيئته، لكننا، اليوم، أصبحنا في شبه اندماج بين أنواع الدراما، سواء المصرية أو السورية وحتى اللبنانية، واقتربنا من بعضنا البعض أكثر.

أين أنت من الألم الذي يعصر بلدك؟

ليس ثمة مواطن عربي عموماً ومواطن سوري خصوصاً إلا ويتألم، لأن ما يحصل في سورية، بلد الحضارة والتاريخ العريق، جريمة كبرى في حقها وحق الشعب السوري، لكن لدي قناعة بأن هذا الشعب قوي وشجاع وسينتصر على المحنة.

هل تطاول المحنة الدراما السورية أيضاً؟

أثبتت الدراما السورية أنها قادرة على تقديم كل ما هو جيد وجديد ومتميز حتى في عز المحنة، ثمة مسلسلات صورت في ظروف صعبة، ومنها {الولادة من الخاصرة}،  مع ذلك أصرّينا على استكمال التصوير. أعتقد أن الدراما السورية لن تفقد بريقها ما دامت نخبة من المنتجين والكتّاب والمخرجين والممثلين تدعمها إلى  ما لا نهاية.