مع استمرار المعارك في منطقة القصير الحدودية مع لبنان بين قوات نظام الرئيس السوري بشار الأسد وقوات حزب الله من جهة وقوات المعارضة من جهة أخرى، أمهل رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس الرئيس اللبناني ميشال سليمان والأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون 24 ساعة لإخراج عناصر حزب الله من الأراضي السورية، مهدداً بأن "الجيش الحر سيلاحق ميليشيات الحزب حيثما حلت".

Ad

في سياق متصل، ندد وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية أنور قرقاش أمس، بـــ"التدخل السافر" لحزب الله في سورية، وذلك بعد يومين من موقف بحريني مماثل.

وقال قرقاش إن خطاب أمين عام حزب الله حسن نصرالله الأخير الذي يؤكد مشاركة الحزب في المعارك في سورية "كشف القناع الحقيقي لحزب الله الذي دائماً يصور نفسه بأن هدفه الرئيسي هو الدفاع عن الأراضي اللبنانية، وإنما تبين أن سلاحه هو سلاح طائفي وسلاح موجه للداخل سواء كان في لبنان أو سورية".

وحذر الوزير الإماراتي من أن موقف حزب الله "له انعكاسات سلبية جداً تطيل أمد الصراع، وتزج بلبنان في الصراع، والوضع اللبناني لا يتحمل هذه المغامرات، ويؤجج البعد الطائفي البشع في المنطقة".

جاء ذلك في وقت تضاربت المؤشرات بشأن فرص نجاح "جنيف 2"، ولاسيما بعد قرار وزراء الخارجية الأوروبيين رفع حظر السلاح عن المعارضة السورية.

واعتبرت موسكو أمس، على لسان وزير خارجيتها سيرغي لافروف، أن القرار الأوروبي "يضر مباشرة" بفرص انعقاد المؤتمر، وتمسكت بمشاركة طهران في "جنيف 2"، لكن عدداً من الدول بينها فرنسا ترفض ذلك.

وزار وفد فرنسي طهران أمس لبحث هذا الموضوع، ولم يتبين إذا كانت باريس غيرت موقفها أم لا.

وكان وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي قرروا ليل الاثنين ــ الثلاثاء بعد اجتماع ماراثوني رفع الحظر عن المعارضة. وجرت تسوية بين مؤيدي القرار ومعارضيه نصت على أنه لن تُرسَل أي قطعة سلاح قبل الأول من أغسطس المقبل، التاريخ الذي حدده الوزراء لـ"إعادة درس" موقفهم على ضوء نتائج "جنيف 2"، إلا أن وزير الخارجية البريطاني هيغ أكد أمس أن بلاده غير ملزمة بأي موعد زمني في قرارها لتسليح المعارضة السورية أو عدم تسليحها.

وفي السياق نفسه، وفي ما بدا أنه رد مباشر على القرار الأوروبي، أعلنت موسكو أمس أنها لن تتراجع عن تزويد دمشق بنظام "اس 300" للدفاع الجوي، معتبرة أن قرارها هذا يهدف إلى "ردع المتهورين" الذين يعتزمون التدخل في الصراع السوري. وردت إسرائيل على هذا التصريح مهددة بقصف النظام الصاروخي إذا ما وصل إلى سورية.

إلى ذلك، أكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني أن الرئيس الأميركي الأميركي باراك أوباما كان على علم مسبق بأن السيناتور الجمهوري جون ماكين سيزور سورية وأنه يتطلع إلى التحدث معه لدى عودته.

وكان ماكين زار سورية أمس الأول، والتقى قادة من الجيش الحر في المناطق السورية التي تسيطر عليها المعارضة، ووزعت له صور تجمعه خصوصاً باللواء إدريس.

(دمشق، موسكو، القدس ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ)