جبهة «الإنقاذ» تحسم موقفها من الانتخابات غداً... و«الإخوان» ترى الانسحاب «دليل الفشل»

Ad

واصل العصيان المدني تمدده، في بعض محافظات ومدن دلتا مصر أمس، بينما ارتفعت حدة تحركات أهالي مدينة بورسعيد التي تواصل عصيانها ليومها الثامن على التوالي، مع زيادة التحذيرات من قيام أهالي المدينة بتعطيل الملاحة في قناة السويس الممر الملاحي الأهم في العالم.

 وسط زخم الاستعداد للانتخابات البرلمانية، التي تقرر أن تنطلق في 22 أبريل المقبل، وسط انقسام حول المشاركة فيها أومقاطعتها من قبل القوى السياسية المعارضة لحكم «الإخوان المسلمين»، انتشرت أمس، مظاهر العصيان المدني، في عدة مدن مصرية، احتجاجاً على نظام الرئيس محمد مرسي وجماعته، فيما حافظت مدينة بورسعيد، أهم مدن «قناة السويس»، على ريادتها، وواصل أهلها المشاركة في العصيان لليوم الثامن على التوالي، حيث أعلنوا سيطرتهم على كل أقسام الشرطة بعد انسحاب وزارة الداخلية الكامل من المدينة.

وأغلق ألتراس نادي المصري البورسعيدي، منفذ «الرسوة والنصر» الجمركي، ببورسعيد أمس، ومنعت سيارات عمال «الاستثمار» الوافدين من محافظتي الدقهلية والإسماعيلية من الدخول، وقام شباب الألتراس بإغلاق المنطقة الحرة للاستثمار، للمطالبة بحقوق أكثر من 40 شهيدا سقطوا خلال الأحداث الأخيرة.  وفي تطور بالغ الخطورة، هدد العاملون في إدارة التحركات بمبنى القبة للإرشاد الملاحي، التابع لهيئة قناة السويس بتوقفهم عن العمل، حتى تتم الاستجابة لمطالب مدينة بورسعيد، بينما شهدت ترسانة بورسعيد البحرية اشتباكات محدودة بين بعض عمال الورش الفنية المؤيدين للعصيان والرافضين له من الإسلاميين، وتزايدت تحذيرات مراقبين من أن يصل اليأس بأهالي مدن القناة لتعطيل الممر الملاحي الأهم في العالم.

وتصاعدت مخاوف المصريين من خطورة إغلاق القناة، حيث زار رئيس هيئة القناة الفريق مهاب مميش، مبنى إدارة التحركات بالقناة للاطمئنان على عملية تأمين خط سير عبور القوافل بالممر الملاحي، في حين حذر مصدر في مكتب رئيس القناة، من أن قدرة الموظفين على إغلاق المجرى الملاحي كبيرة جداً، ولكنه استدرك قائلاً لـ «الجريدة»: «الإجراءات في تصاعد من قبل موظفي القناة وقد يحدث ما لا نتوقعه بين لحظة وأخرى».

وفيما قررت حركات شعبية تنظيم مليونية اليوم، أمام منصة الاحتفالات بمدينة نصر شرق القاهرة، للمطالبة بـ»نزول الجيش لإنقاذ مصر»، شدد قائد القوات المصرية في حرب الخليج الثانية اللواء المتقاعد محمد علي بلال لـ»الجريدة» على خطورة إعاقة الملاحة في القناة، معتبراً ذلك خطراً على كيان الدولة المصرية، وأضاف بلال: «إذا أغلقت القناة سترسل الدول الأوروبية والأميركية مبعوثيها لإنهاء الموقف، ما سيؤدي إلى تحرك الجيش المصري لأنه لن يقف مكتوف الأيدي».

انتشار العصيان

وبعد أسبوع من وقوف النظام المصري موقف المتفرج على تدهور الأوضاع في المدن التي أعلنت العصيان، انضمت محافظة الدقهلية «شمال شرقي القاهرة» إلى العصيان، بعد أن شارك المئات من الأهالي في محاصرة مبنى المحافظة، وقطعوا الطرق الرئيسية في مدينة المنصورة كبرى مدن الدقهلية، وكان لافتا مشاركة عدد من الموظفين بديوان عام محافظة الدقهلية في العصيان، فيما شارك عشرات من سائقي سيارات النقل الجماعي، ما أصاب المدينة بالشلل التام.

 وفي محافظة الإسماعيلية، إحدى مدن القناة، أعلن عدد من المتظاهرين المشاركة في العصيان، وشهدت مدينة المحلة بمحافظة الغربية، اشتباكات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن امتدت حتى الساعات الأولى من صباح أمس (الأحد)، حيث عطل المتظاهرون حركة القطارات بعد إشعال إطارات السيارات على شريط السكة الحديد.

وفي شمال سيناء، اقتحمت مجموعة مسلحة بوابة مقر شركة «النصر للملاحات»، غرب مدينة العريش، ونظم العشرات من أعضاء «اتحاد العاطلين عن العمل من شباب الخريجين تحت التأسيس»، وقفة احتجاجية واعتصاما صباح أمس أمام ديوان عام المحافظة، لتحسين أحوالهم وظروفهم المعيشية. من جانبها، دعت صفحة «ثورة الغضب الثانية» على موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» للمشاركة في العصيان وتعميمه على جميع المحافظات المصرية، وتنظيم مسيرات ليلية تجوب وسط القاهرة والجيزة، مساء أمس و»الجريدة» ماثلة للطبع، يأتي ذلك في أعقاب إغلاق معتصمي ميدان التحرير، صباح أمس (الأحد)، مجمع الخدمات الحكومية بالتحرير، في إطار دعوات العصيان المدني.

الانتخابات

وفي سياق الاستعداد للانتخابات البرلمانية، التي تبدأ يومي 22 و23 أبريل المقبل، كشف الأمين العام لجبهة «الإنقاذ الوطني»، كبرى حركات المعارضة المدنية، أحمد البرعي لـ»الجريدة» عن أن الاتجاه العام داخل جبهة «الإنقاذ» هو مقاطعة الانتخابات النيابية المقبلة، وأنه لا صحة لما أثير حول انقسامات داخل الجبهة، بخصوص المشاركة وإنما الحديث حول بدائل المقاطعة.

وأضاف البرعي: «الجبهة ستعلن قرارها النهائي من خوض الانتخابات، خلال اجتماعها بعد غد (غداً)، لتحدد وسيلة لتفعيل المقاطعة في الشارع بالشكل الذي تراه ملائماً».

في المقابل، دخلت قيادات من حزب «الحرية والعدالة» الجناح السياسي لجماعة «الإخوان المسلمين»، في اجتماع موسع أمس بمقر الحزب الرئيسي، لبحث آلية إبطال دعاوى مقاطعة الانتخابات، واعتبر المستشار الإعلامي لحزب «الحرية والعدالة» مراد علي ـ في تصريحات صحافية أمس (الأحد) ـ تلويح «الإنقاذ» بالانسحاب من المعركة الانتخابية المقبلة، أكبر دليل على فشلها في التواصل مع الجماهير.