مصر: الجيش يتأهَّب لتحرير الجنود والرئاسة تخشى الدماء
السيسي يجتمع بقادة الجيشين الثاني والثالث... والظواهري يؤكد فشل أي عملية عسكرية
زادت أمس حدة التوتر بين مؤسستي الجيش والرئاسة، على خلفية فشل مفاوضات تحرير الجنود المصريين السبعة في سيناء، بينما رجحت مصادر عدم التدخل عسكرياً لتحريرهم، نظراً لضغوط رئاسية بالحرص على دماء الخاطفين.
صعَّد تعثر المفاوضات الجارية بين المخابرات المصرية وخاطفي الجنود السبعة في سيناء، الموقف بين الجيش والرئاسة، التي أكدت الحرص على حياة الخاطفين، ما تم تفسيره بغلِّ يد الجيش في الدفاع عن جنوده.وقالت مصادر لـ»الجريدة»، إن تعثر المفاوضات سببه إصرار الخاطفين على رفع سقف المطالب، بالإفراج عن ذويهم المحكوم على 6 منهم بالإعدام، في حين اعتبر الخبير العسكري اللواء طلعت مسلم المفاوضات «خطأ فادحاً»، لافتاً إلى أن الإفراج عن إرهابيين خلال الفترة الماضية «أدى إلى تكوين بؤر إرهابية في شتى أنحاء سيناء».وبينما أكد مصدر مطلع لـ«الجريدة» أن تحركات عسكرية بدأت في إطار اتخاذ جميع التدابير والاحتياطات الأمنية، في حال عدم التوصل إلى اتفاق، عُلم أن وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي، دعا قادة الجيشين الثاني والثالث، ورئيس المخابرات العسكرية، إلى اجتماع أمس لبحث الموقف.ورجح الجهادي أحمد عشوش في تصريح لـ»الجريدة» أن تزيد العملية العسكرية الأوضاع تعقيداً، بينما توقع زعيم تنظيم الجهاد في مصر محمد الظواهري، أن مصير العملية سيكون الفشل، كمصير عملية «نسر»، التي لم تتكشف نتائجها حتى الآن.واستمر إغلاق ميناء رفح البري، أمام حركة العبور من الجانبين، تضامناً مع الجنود المختطفين، ما أدى إلى تكدس عدد من الفلسطينيين في مدينة العريش، بسبب إغلاق الميناء، في حين عقد محافظ شمال سيناء سيد حرحور اجتماعاً مع عدد من قادة الأجهزة الأمنية، مبيناً أن الرئيس محمد مرسي اتصل به ليطمئن على الأوضاع، وتأكيد حرصه على سلامة الجنود «دون سقوط دماء». فتنة الإسكندريةووسط أجواء الانفلات، شيَّعت منطقة الدخيلة، أحد معاقل السلفيين، غرب الإسكندرية، أمس جثمان مواطن قبطي يدعى شريف صدقي 36 عاماً، توفي بأزمة قلبية حادة، إثر اندلاع اشتباكات طائفية بين مسلمين وأقباط، مساء أمس الأول. وقدرت مصادر من وزارة الداخلية أعداد المصابين في الأحداث بنحو 10 من الجانبين، أصيبوا بطلقات خرطوش وجروح قطعية بسبب مشاجرة اندلعت بين شابين أحدهما مسلم «مسجل خطر» والآخر مسيحي، بعدما ظن الأول أن الثاني يحاول التلصص على شقيقته من النافذة، حيث استعان كل منهما بذويهما، ليتطور الموقف إلى شجار، دفع الشاب القبطي إلى دخول الكنيسة للاحتماء، ليحاول المسلمون الغاضبون اقتحام الكنيسة، ما دفع قوات الأمن في المنطقة إلى فرض كردون أمني، لفض الاشتباكات بين الجانبين، حيث أطلقت الغازات المسيلة للدموع.تدويل «العدالة»قضائياً، وصلت العلاقة بين مؤسستي القضاء والرئاسة إلى طريقٍ مسدودٍ، بعد إصرار مجلس الشورى على مناقشة مشاريع قوانين مقدمة من أحزاب موالية لجماعة «الإخوان»، بعد تجميد مؤتمر «العدالة» الذي أعلن الرئيس تبنيه له.ومن المفترض أن يزور رئيس الاتحاد الدولي للقضاة جيرارد رايسنر مصر خلال أيام، لبحث الأزمة القضائية المصرية، وقال عضو مجلس إدارة نادي القضاة المستشار سامح السروجي إنهم انتهوا من التحضير للمؤتمر الدولي لحماية استقلال القضاء، بالاشتراك مع الاتحاد الدولي للقضاة، المقرر له غداً بدار القضاء العالي، موضحاً أنه تمت دعوة أعضاء مجلس القضاء الأعلى، وجميع رؤساء الهيئات القضائية، كاشفاً عن عدم دعوة النائب العام الحالي المستشار طلعت عبدالله المطعون في شرعيته.في السياق، وبينما رفضت جبهة الإنقاذ المعارضة قانون «الجمعيات الأهلية» المعروض على «الشورى»، في اجتماع نظمته أمس، سادت حالة من الهدوء الحذر منطقة كورنيش النيل وسط القاهرة، بعدما ألقت قوات الأمن القبض على 12 عنصراً من المتظاهرين، عقب اشتباكات مع قوات الأمن أمس الأول في تظاهرة «الإخوان جوَّعونا» التي دعت إليها قوى مدنية، في حين هدد عمال شركة «شبكات الغاز» بإغلاق مبنى البورصة المصرية اليوم للمطالبة بإعادة زملائهم المفصولين.