أطفال في عمر الزهور يحملون أكفانهم على أيديهم ويرددون عبارة واحدة من دون فهم «نحن مشاريع شهادة»! هكذا بات الصغار تجارة رائجة في ميادين اعتصام الإخوان المسلمين وأنصار الرئيس المعزول، وبخاصة في ساحة «رابعة العدوية» (شرق القاهرة) التي تنتشر في بعض جنباتها خيام تضم أطفالاً كتب عليها «أطفال ضد الانقلاب»، في إشارة إلى رفض الإخوان ثورة 30 يونيو الماضي التي أطاحت بالرئيس محمد مرسي واعتبرها الإخوان انقلاباً عسكرياً.

Ad

استغلال الأطفال باسم الدين كان هدفه اتخاذهم كدروع بشرية في حالة مهاجمة اعتصام الإخوان، ما دفع إلى تدفق البلاغات على مكتب النائب العام، التي تتهم الإخوان باستغلال الأطفال في تظاهراتهم كدروع بشرية، وهو ما ظهر جلياً في مليونية «الشهيد» التي نظمتها «الجماعة» الثلاثاء الماضي، وظهر فيها الصغار حاملين لأكفانهم ومطالبين بعودة مرسي وإلا فهم مستعدون للشهادة.

أول بلاغ في هذا السياق، تقدم به الائتلاف المصري لحقوق الطفل، أمس الأول، ضد كل من المرشد العام للإخوان المسلمين محمد بديع، وصفوت حجازي، ومحمد البلتاجي، وعاصم عبدالماجد، يتهمهم فيه بالاتجار بالأطفال واستغلالهم وتعريض حياتهم للخطر، واعتبر مدير الائتلاف هاني هلال ما يحدث مع الأطفال في اعتصام «رابعة» يُعد انتهاكاً لكل المواثيق والاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الطفل، وعلى الدولة التدخل لوقف هذه الانتهاكات فوراً.

في السياق ذاته، تقدم المجلس القومي للأمومة والطفولة ببلاغ إلى النائب العام يطالبه باتخاذ اللازم لإخراج الأطفال من «رابعة»، مؤكداً أن استغلال الأطفال بهذه الطريقة، يهدد منظومة حقوق الطفل في مصر، ويعرضهم لمخاطر صحية وأمنية وأخلاقية وهو ما يجرمه القانون، بينما ناشدت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» السلطات المصرية لاتخاذ اللازم حيال استغلال الأطفال لتحقيق «أغراض سياسية»، كما استنكر مركز الحق للديمقراطية وحقوق الإنسان استغلال الإخوان للأطفال وبخاصة حملة «مشروع طفل شهيد» الذي ظهر في «رابعة» قبل أيام.