يؤكد منتج «لسه هنغني} كريم محمود عبدالعزيز أن تقديم الفن الشعبي ضرورة، «لا سيما أن البرنامج يظهر المطربين الشعبيين بصورة جديدة ومبهرة تليق بهذا الفن ومكانته، وتختلف عن ظهورهم في الكليبات أو الحفلات، وذلك عبر إنتاج ضخم وتقنيات حديثة من إضاءة وصوت وديكور، ليقدم المطربون أغانيهم الشعبية بالشكل نفسه الذي يظهر به المطربون الكبار}.
يضيف: {لا يقتصر التميز على أجواء البرنامج، بل في إطلالة المطربين أيضاً. شعبان عبدالرحيم مثلاً يتخلى عن الملابس الملونة الغريبة ليرتدي بذلة أنيقة ويغني بطريقة جديدة، أي أن الاختلاف سيكون شكلا ومضموناً}.يوضح عبدالعزيز أن فكرة البرنامج مصرية وليست مقتبسة عن أي برنامج عالمي، ما يحقق له نوعاً من التفرّد، فيما معظم البرامج الشبيهة تستعين بنجوم عرب وتُصَّور في الخارج وأفكارها مقتبسة من برامج عالمية.ويلفت إلى أن البرنامج لا يقتصر على الغناء إنما سيكشف أسراراً عن هؤلاء المطربين الشعبيين، ويرفع في نسخته الأولى شعار «الفن بجد مش زي أي حد}.قائمة طويلةيوضح المنتج ريمون مقار أن البرنامج يعتمد بنسبة كبيرة على الطرب، وثمة نسخة ثانية منه بعنوان {لسه هنغني» تركز على الأسماء الكبيرة في عالم الغناء، ونسخة ثالثة «افتكاسات» تركز على الأغاني الجديدة.يضيف أن البرنامج أُنتج بالكامل قبل بيعه لـ «النهار» وهي قناة مصرية تحظى بنسبة مشاهدة عالية وتدعم الإنتاج المصري، مشيراً إلى أن البرنامج يعتمد على قائمة طويلة تضم 33 مطرباً شعبيّاً من بينهم: أحمد عدوية، حمادة هلال، عصام كاريكا، شعبان عبدالرحيم، سعد الصغير، بوسي، هدى، محمود الليثي، أوكا وأورتيجا، محمود الحسيني، وطارق الشيخ...حول آلية التنفيذ يقول: {يشارك ثلاثة مطربين ضمن لجنة التحكيم في كل حلقة من التصفيات الأولى بإشراف الملحن يحيى الموجي، ويقدم كل مطرب أغنيتين شعبيتين لتصبح لدينا حصيلة تصل إلى 66 أغنية، بالإضافة إلى 52 أغنية من كلاسيكيات الغناء المصري، يؤديها المتسابقون والمطربون الشعبيون، وإحياء 33 موالا شعبياً قديماً بعد سقوطها من ذاكرة الزمن. بالنسبة إلى المتسابقين يقول: {لا يقدمون الأغاني الشعبية فحسب، بل منهم من يقدم غناء كلاسيكياً قديماً، وقد اخترنا 25 موهبة متميزة من بين 250 متسابقاً، بعضهم تخرج في الأوبرا ومعهد الموسيقى العربية}. يشير إلى أن البرنامج يهدف إلى تقديم هذه المواهب إلى الناس {من خلال المطربين الشعبيين الذين نراهن عليهم}.فن عشوائييؤكد الملحن حلمي بكر ضرورة تحديد الغناء الشعبي لنعرف مضمون البرنامج، يقول: {الغناء الشعبي الذي نعرفه هو محمد رشدي والعزبي ومحمد قنديل، أما ما يقدمه أوكا وأروتيجا وسعد الصغير وغيرهم فلا يعتبر غناء شعبياً بل هو فن عشوائي، لأن الجمهور المعني بهذا النوع من الغناء هو سكان العشوائيات وسائقو التوك توك والميكروباص. يضيف: {يُوجَّه الفن اليوم نحو القوة الشرائية أي ما يتلاءم مع الجمهور، سواء كان في السينما أو في الغناء بدل صناعة فن راق. إذا كانت أفلام مثل {عبده موتة} و{شارع الهرم} تحقق إيرادات أفضل من أفلام ذات قيمة، فمن الطبيعي أن نرى شعبان وأوكا واورتيجا مطربين ولهم جمهور}.يصف ما يحدث في البرنامج بأنه عبث وجزء من فوضى نعيشها وتحكّم المال في الفن، {لمس القيّمون على هذا البرنامج أن بوسي وأوكا وأورتيجا حققوا نجاحاً، فقرروا استغلال نجاحهم، خصوصاً أن برامج اكتشاف المطربين أصبحت موضة وتلقى رواجاً لدى الشباب الموهومين ومدعي الموهبة أي أنها تغازل حلم هؤلاء بالشهرة وتلعب على وترها}.بدورها ترى الناقدة ماجدة موريس أن الفكرة جيدة لجهة اكتشاف مطربين شعبيين، لما لهذا الفن من أهمية في تاريخنا، {لكن التنفيذ سيطر عليه البحث عن الربح من خلال الإعلانات، بدليل أنه في إحدى الحلقات غنى مطربون مشهورون وأعضاء لجنة التحكيم في حين لم يظهر سوى متسابقتين، والغريب أنهم غنوا لأم كلثوم! إذاً أين مواهب الطرب الشعبي وأين الاهتمام بها؟}.تضيف: {الموضوع باختصار، هو بحث عن الربح من خلال مشاركة هؤلاء المطربين بعدما مُنعوا من الظهور في بعض القنوات، بسبب الفن الهابط الذي يقدمونه واستغلال نجاح بعضهم سينمائياً مثل بوسي وأوكا وأورتيجا وشحتة كاريكا}...
توابل - مزاج
«لسه هنغني»... وفن العشوائيات
26-05-2013