عباس يقبل استقالة فياض ويكلفه تسيير أعمال الحكومة

نشر في 14-04-2013 | 12:47
آخر تحديث 14-04-2013 | 12:47
No Image Caption
قدم رئيس الحكومة الفلسطينية سلام فياض مساء السبت استقالته الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي قبلها وكلفه تسيير الاعمال بانتظار تشكيل حكومة جديدة، وذلك في ختام تجاذب شديد بينه وبين حركة فتح التي يترأسها عباس.

ولم يستغرق الاجتماع الذي عقد بين عباس وفياض مساء السبت سوى 30 دقيقة.

واصدرت الرئاسة الفلسطينية بيانا عقب الاجتماع جاء فيه "استقبل الرئيس محمود عباس مساء اليوم السبت في مقر الرئاسة برام الله رئيس مجلس الوزراء سلام فياض، وخلال الاجتماع قدم رئيس الوزراء إلى السيد الرئيس استقالته من منصبه".

وتابع البيان "اعرب فياض عن عميق تقديره لثقة الرئيس والدعم اللامحدود الذي قدمه لعمل الحكومة خلال السنوات الماضية".

واضاف البيان ان الرئيس الفلسطيني اكد "ثقته العالية بفياض"، مشيرا "إلى ما حققته الحكومة من إنجازات استثنائية في خدمة المشروع الوطني، وبناء مؤسسات دولة فلسطين المستقلة في أوقات صعبة، شاكرا له جهوده وعمله الدؤوب وشاكرا وزراء الحكومة على عملهم".

وابلغ الرئيس عباس "فياض قبول استقالته، وطلب منه تسيير اعمال الحكومة الى حين تشكيل حكومة جديدة".

وكان مصدر رسمي فلسطيني قال قبلا لفرانس برس طالبا عدم كشف هويته ان "فياض قال انه لن يبقى رئيسا للحكومة ولو طالبه الكون كله بالبقاء".

واوضح ان "فياض قدم اصلا طلبا الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس باعفائه من مهامه في الثالث والعشرين من فبراير الماضي على خلفية التظاهرات والتصريحات المناهضة له ولسياسته".

واعتبرت حركة حماس التي تحكم قطاع غزة قبول عباس استقالة رئيس وزرائه شأنا "داخليا" نتيجة "خلافات" فياض مع حركة فتح متهمة اياه باغراق الشعب الفلسطيني في الديون المالية.

وقال سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس لوكالة فرانس برس "ان استقالة فياض موضوع داخلي مرتبط بالخلافات بين فتح وفياض، وهو ما عبر عنه المجلس الثوري لفتح".

واضاف ابو زهري "فياض يغادر الحكومة بعد ان اغرق شعبنا بالديون، وحركة فتح تتحمل المسؤولية عن ذلك لانها هي التي فرضته على الجميع منذ البداية".

وبعد ان اكد ان حركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة منذ ست سنوات تقريبا "جاهزة لتنفيذ اتفاق المصالحة حينما تكون فتح جاهزة للالتزام بالكامل بالاتفاق"، اوضح ابو زهري ان "هذا التطور (استقالة فياض) غير مرتبط بملف المصالحة الفلسطينية".

ولم يعلق المسؤولون الاسرائيليون على استقالة فياض.

واتصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري مساء الجمعة بالرئيس الفلسطيني وطلب منه تطويق ازمة استقالة فياض من منصبه وحل الاشكال.

ومن ناحيته، قال وزير الخارجية الكندي جون بايرد "بشعور من الحزن والاحباط العميق تلقيت خبر استقالة رئيس الوزراء سلام فياض".

واضاف "كان فياض محاور ثقة وصديق لكندا".

في واشنطن، قالت المتحدثة باسم مجلس الامن القومي كايتلن هايدن "نشيد بالادوار المهمة التي لعبها ان الرئيس عباس وان رئيس الوزراء فياض ونثمن جهودهما في وقت نعمل فيه ودول اخرى من اجل دعم دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة".

واضافت "كان رئيس الوزراء فياض شريكا قويا للاسرة الدولية ورائدا في دعم النمو الاقتصادي وتكوين دولة وامن الشعب الفلسطيني. نعول على جميع القادة الفلسطينيين من اجل دعم هذه الجهود".

وثار الخلاف بين الرجلين حول استقالة وزير المالية نبيل قسيس في الثاني من مارس التي قبلها فياض لكن الرئيس عباس رفضها.

وجاء في بيان للمجلس الثوري لحركة فتح الجمعة الماضي "ان سياسات الحكومة الفلسطينية الحالية مرتجلة ومرتبكة في الكثير من القضايا المالية والاقتصادية".

وقبل تعيين قسيس في مايو 2012، كان فياض وزيرا للمالية الى جانب منصبه رئيسا للحكومة.

وقد تؤدي استقالة فياض المدعوم من المجموعة الدولية لاقامة مؤسسات قادرة على ادارة شؤون دولة، الى نسف الاتفاق الذي اعلنه كيري مع المسؤولين الاسرائيليين والفلسطينيين "لتشجيع التنمية الاقتصادية في الضفة الغربية".

ويقول عدد من الوزراء ان السلطة الفلسطينية التي تواجه صعوبات مزمنة على صعيد الميزانية، تشهد "اسوأ ازمة مالية" منذ قيامها في 1994.

واستنكر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الاحمد السبت التصريحات الاميركية الاخيرة حول استقالة فياض، معتبرا انها "تدخل سافر" في الشؤون الفلسطينية.

وقال الاحمد لوكالة فرانس برس "نستنكر تصريحات ممثل وزارة الخارجية الاميركية في لندن حول ما اثير من لغط بشان استقالة رئيس الوزراء سلام فياض".

وعبر الاحمد عن شعوره "بالمهانة والخجل جراء هذا التدخل السافر في الشؤون الداخلية الفلسطينية"، مشيرا الى ان "الولايات المتحدة تتدخل في الشؤون العامة لمختلف دول العالم ولكن ليس على هذا النحو الذي يبعث على المهانة".

وكان ممثل لوزارة الخارجية الاميركية قال الخميس في لندن ان فياض لن يستقيل من منصبه، وقال "انه باق (في منصبه) على حد علمي".

back to top