أوجلان يعلن وقفاً تاريخياً لإطلاق النار
• القائد الكردي دعا مقاتليه إلى الانسحاب إلى العراق• أردوغان: تطور إيجابي لكن المهم التنفيذ
في تطور تاريخي قد يكون مفصلياً في القضية الكردية، دعا أمس زعيم "حزب العمال الكردستاني" المسجون عبدالله أوجلان أنصاره إلى وقف إطلاق النار، من أجل إنهاء صراع دام حوالي ثلاثة عقود، والعمل على حلّ تلك القضية بالطرق السلمية.وجاءت هذه الدعوة في رسالة كتبها أوجلان، وتلاها نواب أكراد من حزب "السلام والديمقراطية" أمام حشد كبير في مدينة ديار بكر ذات الأغلبية الكردية جنوب شرقي تركيا، وذلك بمناسبة عيد النوروز.وطلب أوجلان من مقاتلي حزبه وقف إطلاق النار ضد الحكومة التركية والانسحاب إلى شمال العراق، مشيراً إلى أن "هذه المرحلة يجب أن تتراجع فيها البنادق وتتقدم فيها السياسة". ودعا إلى "إنشاء نموذج يتعايش فيه الجميع بأخوّة داخل تركيا، وإلى إرساء الحرية والديمقراطية"، مؤكداً أن "من يحاولون إراقة الدماء في المستقبل سيكونون مقصيين". وفي ما يتعلق بالجانب العسكري، أكد الزعيم التركي المسجون في جزيرة إيميرلي، أنه يريد "حل قضية الأسلحة بسرعة، كي لا تُزهق أرواح أخرى"، مشيراً إلى أنه سيدعو حزب "العمال" إلى "وقف العمل المسلح".ورحبت تركيا بدعوة أوجلان، حيث رأى فيها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان "تطوراً إيجابياً". وقال أردوغان للصحافيين، على هامش زيارته لهولندا أمس: "لكن المهم بالطبع هو تنفيذ هذه الدعوة".وكان الاحتفال بعيد النوروز محظوراً في تركياً، ولم تسمح السلطات به إلا عام 1991، وكثيراً ما كانت الاحتفالات تؤدي إلى اضطرابات وصدامات بين قوى الأمن والأكراد في تركيا، ولاسيما في المناطق الجنوبية من البلاد.وبدأت أجهزة الاستخبارات التركية التي يشرف عليها أردوغان في ديسمبر الماضي مفاوضات مع أوجلان من أجل وقف العمليات العسكرية والتوصل إلى تسوية سلمية للنزاع.وفي خطوة هيّأت لهذا التطور، أفرج "حزب العمال الكردستاني" قبل أسبوع عن ثمانية أتراك كان يعتقلهم منذ عامين، كما أفرجت أنقرة عن معتقلين كرد.وكان وفد من نواب حزب "السلام والديمقراطية" أعلن مطلع الأسبوع الجاري عقب زيارته أوجلان في سجنه، الذي يقبع فيه منذ 1999، أن الأخير سيوجه دعوة تاريخية لوقف إطلاق النار.(ديار بكر، أ ف ب، يو بي آي)