فجّرت تصريحات الفريق أول عبدالفتاح السيسي ردود فعل واسعة، لكونها تمثل انقلاباً في موقف الجيش المصري من الأحداث السياسية، في حين ساد الارتباك موقف جماعة «الإخوان المسلمين» ومؤسسة الرئاسة بسبب هذه التصريحات.

Ad

قلبت تصريحات وزير الدفاع الفريق أول عبدالفتاح السيسي، المشهد السياسي المصري أمس، بعدما دعا أمس الأول، جميع الأطراف السياسية لإيجاد صيغة تفاهم وتوافق ومصالحة حقيقية لحماية مصر وشعبها، قائلاً، خلال حفل لقادة القوات المسلحة: «لدينا من الوقت أسبوع يمكن أن يتحقق خلاله الكثير».

وبعد أربعة أيام من بدء اعتصام أمام مقر وزارة الدفاع، الذي يحظى بقبول واسع لدى قطاع عريض من المصريين، أشار إلى أن «هناك حالة من الانقسام داخل المجتمع، واستمرارها خطر على الدولة المصرية، ولابد من التوافق بين الجميع، ويخطئ من يعتقد أننا في معزل عن المخاطر التي تهدد الدولة المصرية، ولن نظل صامتين أمام انزلاق البلاد في صراع يصعب السيطرة عليه».

 وحاول الرئيس مرسي إخفاء انزعاجه، وأعلنت الرئاسة عقد اجتماع لمجلس الأمن القومي أمس لمناقشة المستجدات المتعلقة بقضايا الشأن الداخلي، وفي مقدمتها تظاهرات الأحد المقبل، بينما انخرطت قيادات حزب «الحرية والعدالة» في سلسلة من الاجتماعات المركزية بالحزب استمرت حتى فجر أمس، لدراسة تصريحات السيسي مع صدور تعليمات مُشددة من قيادات الجماعة لكوادرها بعدم التعقيب نهائياً على حديث وزير الدفاع.

 وأكدت مصادر أن الاجتماع تطرق إلى «عدة خطوات» تشكل مخرجاً من الأزمة، قد يكون من ضمنها تغيير النائب العام المستشار طلعت عبدالله ورئيس الحكومة هشام قنديل، وهو ما نفاه المتحدث الرسمي باسم الرئاسة السفير عمر عامر قائلاً: «لا نية لتغيير الحكومة».

وبينما حاول رئيس الحزب سعد الكتاتني استيعاب تصريحات السيسي عبر الإشادة بالمؤسسة العسكرية، اتفقت قيادات «جبهة الإنقاذ الوطني» على أن المصالحة الوطنية بين المعارضة والإخوان لن تتم إلا بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة في الوقت الذي لا تمانع فيه الجبهة قبول التحاور مع القوات المسلحة، وقال رئيس حزب «التحالف الشعبي الاشتراكي» عبدالغفار شكر: «لن تجلس الجبهة مع الإخوان والمصالحة الوطنية طريقها انتخابات رئاسية».

وكشف شكر عن اتصال هاتفي دار بين أحد القيادات البارزة بجماعة «الإخوان المسلمين»، وقيادي بجبهة «الإنقاذ» عقب تصريحات السيسي طالب الأول بإجراء جلسة نقاش قائلا: «نقعد ونتفاهم»، فقال القيادي في الجبهة: «لا جدوى منه».

وكشفت المصادر عن اتصال اللواء محمد العصار مساعد وزير الدفاع، بالقيادي في جبهة «الإنقاذ» سيد البدوي، خلال اجتماع الجبهة أمس الأول، لاستطلاع الأحوال داخل الجبهة والتساؤل عما إذا كان هذا الاجتماع يهدف إلى إخراج مبادرة سياسية جديدة بالساحة.

ووسط استعدادات حاشدة من قوى المعارضة والكتلة الثورية لتظاهرات 30 يوينو، من جانبه، نفى رئيس الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي محمد أبوالغار، ارتباط اجتماع جبهة «الإنقاذ الوطني» بالبيان الصادر عن الفريق عبدالفتاح السيسي، مؤكداً أن الاجتماع كان متفقا عليه من قبل، وقال أبوالغار: «الاجتماع هنا للتأكيد على أننا وحدة واحدة، وأننا يد واحدة، وشدد على تمسك الجبهة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، والنزول يوم 30 يونيو مع الشباب الذي يقود الاحتجاجات».

في السياق، دعت عدة قوى إسلامية، خلال مؤتمر في مقر نقابة «الصحافيين المصريين» أمس، إلى النزول يوم 30 يونيو، لمواجهة حكم جماعة «الإخوان المسلمين»، وصرح المتحدث الرسمي بالجبهة «الإسلامية الوطنية» يحيى عبدالشافي، أن الجبهة ترفض تقسيم المصريين إلى طوائف على أساس ديني أو عرقي، مؤكداً أن الرئيس مرسي فاقد الشرعية، ولا بديل عن رحيله ومحاكمته على جرائمه معلناً مشاركة الجبهة في تظاهرات 30 يونيو.

وفي شأن إسلامي متصل، انتقد مؤتمر «الأزاهرة» المنعقد في مركز إعداد القادة، سياسة وزارة الأوقاف المصرية في توجيه الدعاة إلى خدمة جماعة «الإخوان المسلمين»، الحاكمة في مصر، وكذا سياسة الرئيس التي تعمل على تهميش الدعاة.