إسلاميو تونس يدافعون عن «الشرعية»
تظاهرات ضد فرنسا وحرق مقار لـ «النهضة» في سيدي بوزيد
بعد ساعات قليلة من الهدوء، خيّم التوتر من جديد على تونس، إذ تظاهر أمس الآلاف من أنصار حركة «النهضة» الإسلامية الحاكمة، في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي وسط العاصمة تونس دفاعاً عن «شرعية الحكم» ولإدانة «التدخل الفرنسي» في الشؤون التونسية وللتنديد بالعنف إثر مقتل المعارض العلماني الشرس لحركة «النهضة» شكري بلعيد.ورفع المتظاهرون أعلام تونس وحركة «النهضة» وحزب «التحرير» الإسلامي، الذي يدعو إلى إقامة دولة الخلافة، وبعض أعلام تنظيم «القاعدة»، ورددوا شعارات من قبيل «الشعب يريد حماية الشرعية» و»الشعب يريد النهضة من جديد» و»فرنسا ارحلي» و»وحدة وطنية ضد الهجمة الخارجية».
كما رددوا شعارات معادية لحزب «نداء تونس» العلماني المعارض ولرئيسه الباجي قايد السبسي (86 عاماً) الذي دعا إلى حل المجلس التأسيسي اثر اغتيال بلعيد (49 عاماً)، الذي شهد جنازته أمس الأول جمع غفير تجاوز المليون تونسي. والخميس انتقد وزير الداخلية الفرنسي مانويل فالس «فاشية إسلامية تبرز في كل مكان تقريباً» بعد اغتيال بلعيد، مؤكداً أنه «مازال يعلق آمالاً على الاستحقاق الانتخابي حتى تفوز به القوى الديمقراطية والعلمانية وتلك التي تحمل قيم ثورة الياسمين». وعبر العديد من أنصار حزب «النهضة»، الذي يقود الائتلاف الحاكم، عن غضبهم من فرنسا ورفع البعض العلم الفرنسي وعليها كلمة «ديقاج» (ارحل).واستعادت العاصمة أمس حركتها العادية بعد الإضراب العام الذي دعا إليه الاتحاد العام التونسي للشغل الجمعة بالتوازي مع تشييع بلعيد، فيما انتشرت قوات الأمن في شارع بورقيبة والشوارع المحاذية تحسباً لاندلاع أعمال عنف أو نهب من قبل مندسين.وكان متظاهرون أحرقوا ليلة الجمعة مقر «النهضة» ومقر جمعية إسلامية محسوبة عليها وثلاثة مكاتب داخل مبنى المعتمدية (تمثيلية جهوية للولاية) في مدينة سوق الجديد من ولاية سيدي بوزيد (وسط غرب).(تونس- أ ف ب، د ب أ)