منظور آخر: لماذا نكتب؟

نشر في 03-02-2013
آخر تحديث 03-02-2013 | 00:01
No Image Caption
 أروى الوقيان نحن نكتب لنعبر، لنؤرخ، لنحكي، للقادمين ماذا حصل في حقبتنا، ولكن لماذا توجد فئة تسعى دوما إلى كسر عزيمتنا وإشعارنا بأن الكتابة لن تجدي نفعاً، لا بل أنا أصر على أنّ العالم ما زال يحتوي على عدد لا بأس به من القراء ولولاهم لانعدمت الجرائد والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.

بدأت الكتابة وأنا في سنوات الجامعة وللأمانة لم أكن أعرف لماذا كنت أكتب، تعلمت بعدها أنني أكتب لأني أريد أن أنجز لا أن أتذمر فقط، فللكتابة رونق آخر يجعل من "فشة الخلق" ناحية جمالية أو هكذا كنت أعتقد.

لو لم يكن هناك كتّاب لما أصبح هناك قراء، قرأت مرة أن هناك رجلاً وسيماً وأنيقاً وقف أمام سقراط، وأخذ يتبختر في مشيته ويتباهى بمنظره، فقال له سقراط: تكلم حتى أراك!

نحن كبشر ننخدع كثيراً بمظهر الآخر وأحيانا حتى كلامه، ومقولة سقراط منحوتة في ذاكرتي دوماً لا أنساها، فبالفعل هناك من يملك من الشكل أجمله والجاذبية أقصاها، ولكن حين يتحدث تكتشف مدى ضحالته، فالإنسان لولا كلامه لما استحق أن يعاشر.

نحن نكتب لأننا نود أن نعبر عن مكنونات أنفسنا وعنكم، نحن نكتب لأننا مازلنا نؤمن أن للقلم سلطة، نحن نكتب لأن الكتابة بوح، ولولاها لما قرأنا.

أتذكر أنني أول ما بدأت الكتابة, تحديداً قبل عقد من الزمان أو يزيد، وجدت تشجيعاً منقطع النظير، لكنني لن أنكر أن هناك من سألني لماذا تكتبين؟

كان جوابي ومازال "فشة خلق"، نعم الكتابة "فشة خلق" ومن يدعي عكس ذلك فهو مراوغ، نحن نكتب في كل مكان، حتى مواقع التواصل الاجتماعي تعتمد على الكلام أو الصوت، لمعرفتها بمدى أهمية الكلام.

نحن نتواصل عبر الحروف، ولولاها لما تناقلنا الآراء والثقافات والخبرات، نحن نكتب لنؤرخ هذه الحقبة من التاريخ كما فعل الفراعنة مع الحوائط وأوراق البردي، استخدم الفراعنة ورق البردي في الكتابة والرسم ليكون مرآة نقلت لنا ما كتب عليها من صور متكاملة عن حياتهم اليومية بكل مفرداتها ومشتملاتها، ولهذا نحن نكتب، ولكن اختلفت الطرق وطورت من ورق البردي إلى وسائل الاتصال الاجتماعي من ورق البردي إلى "تويتر" وغيره، الجواب للسؤال الذي يوجه إلينا دائما لماذا تكتبون؟

نحن نكتب لنعبر، لنؤرخ، لنحكي، للقادمين ماذا حصل في حقبتنا، ولكن لماذا توجد فئة تسعى دوما إلى كسر عزيمتنا وإشعارنا بأن الكتابة لن تجدي نفعاً، لا بل أنا أصر على أنّ العالم ما زال يحتوي على عدد لا بأس به من القراء ولولاهم لانعدمت الجرائد والمواقع الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي.

قفلة:

أدعو جميع المغردين والمهتمين إلى حضور ندوة "حرية التعبير وقضايا الأمن الوطني في عصر المعلومات ووسائل التواصل الاجتماعي" غدا في جامعة الكويت في قاعة المؤتمرات في تمام التاسعة والنصف صباحا، لنتعرف أكثر على حقوقنا وواجباتنا.

back to top