تشهد ليبيا موجة جديدة من أعمال العنف الدامية في ظل توتر بين ميليشيات مسلحة، في حين تحاول الحكومة، التي تجاوزتها الأحداث، استعادة نفوذها على أرض ملغمة.

Ad

واشتد التوتر في طرابلس أمس غداة مواجهات عنيفة بين مجموعات مسلحة في حي أبوسليم قرب وسط العاصمة. وقال وزير الصحة نور الدين دغمان، خلال مؤتمر صحفي بطرابلس أمس، إن حصيلة ضحايا الاشتباكات التي شهدتها منطقة بوسليم، أسفرت عن مقتل 10 أشخاص وجرح أكثر من 20 آخرين، مشيراً إلى أن مستشفيات العاصمة استقبلت 97 جريحاً بصورة عاجلة، تبيّن أن إصاباتهم طفيفة. وانفجرت ثلاث سيارات مفخخة أمس الأول بفارق نصف ساعة في مدينة سبها على مسافة 700 كلم جنوب طرابلس مخلفة قتيلين و17 جريحاً.

وفي بنغازي مهد الثورة الليبية سنة 2011، قتل ضابط في الجيش أمس الأول في انفجار عبوة وضعت في سيارته، في آخر حادث من سلسة اغتيالات وهجمات على قوات الأمن في هذه المدينة الواقعة شرق ليبيا، والتي شهدت في يونيو معارك ضارية ضمن صراع على النفوذ بين مليشيات وقوات الأمن.

لكن يبدو أن المعركة انتقلت إلى العاصمة حيث تنشط ميليشيات متعددة الأفكار والأهداف.

وهاجمت مجموعة مسلحة من الزنتان مكلفة حراسة حقل نفط جنوب البلاد، الثلاثاء مقر حرس المنشآت النفطية في طرابلس بعد أن استبدلوها بفريق من قبيلة محلية.

وتصدت لهم فرق أخرى من قدماء الثوار من اللجنة العليا للأمن في وزارة الداخلية بالقوة واعتقلت بعضهم وأسفرت المعركة عن سقوط خمسة قتلى على الأقل، حسب مصادر رسمية. وأمام تعقد الحسابات على الأرض، أعلن رئيس الوزراء علي زيدان، في مؤتمر صحافي أمس، إقالة وزير الدفاع بعد الاشتباكات التي شهدتها العاصمة طرابلس وسقط خلالها قتلى. وقال زيدان إن «وزير الدفاع محمد البرغثي كان قد قدم استقالته الشهر الماضي، لكنه طلب منه البقاء وبعد ما حدث أمس تقرر تنحيته عن منصبه»، موضحاً أنه سيتم تعيين وزير جديد للدفاع في أقرب فرصة ممكنة.

(طرابلس- أ ف ب، يو بي آي)