شاركت فاتن حمامة في فيلمين وهي ما زلت طفلة صغيرة، هما «يوم سعيد» عام 1940 و{رصاصة في القلب» عام 1944، وكلاهما إخراج محمد كريم. وعندما بلغت السادسة عشرة كانت ضمن فتيات الدفعة الأولى في معهد التمثيل الذي أنشأه الفنان زكي طليمات.
ومثلت على المسرح للمرة الأولى مع فريق المعهد مسرحية «البخيل» لموليير، ولم تقف على المسرح بعد ذلك إلا مرتين في إطار المسرح الجامعي.ممرضةاختارها الفنان يوسف وهبي لدور ممرضة في فيلم «ملاك الرحمة» وهو اللقب الذي يطلق على الممرضات، ثم اختارها المخرج إبراهيم عمارة لأداء الدور نفسه في «الملاك الأبيض» وحسن رمزي في دور مشابه في «نور من السماء»، ثم يوسف وهبي مجدداً في «القناع الأحمر».وكان فيلم «أبو زيد الهلالي» للمخرج عز الدين ذو الفقار نقطة التحول الأولى من أدوار الطفلة والمراهقة إلى أدوار الشابة والزوجة. كذلك كان أول فيلم تاريخي تمثله فاتن، حيث قامت بدور إحدى الأميرات. وأثناء تصوير الفيلم الذي أنتج وعرض عام 1947، تزوجت النجمة من عز الدين ذو الفقار. وكان أول فيلم لها بعد زواجها «كانت ملاكاً» مع المخرج عباس كامل عام 1948.خلودمثلت فاتن ثلاثة أفلام في النصف الأول من الأربعينيات و20 فيلماً في النصف الثاني منها، ولم تكن تختار أدوارها وإنما ساعدها على صقل موهبتها تنوع المخرجين الذين عملت معهم في الأربعينيات، ومن بينهم محمد كريم وعبد الفتاح حسن وبركات ويوسف وهبي وحسن الإمام وأحمد سالم وإبراهيم لاما وحسين صدقي.من الأفلام المهمة لها عام 1948 «خلود» لعز الدين ذو الفقار، حيث قامت بدورين في الفيلم وكان البطل أمامها زوجها عز، وهو العمل الوحيد الذي شارك فيه. ثم كان «اليتيمتان» مع المخرج حسن الإمام الذي حقق إقبالاً جماهيرياً كبيراً بين كل أفلامها في الأربعينيات. وفي عام 1949 مثلت دورها التاريخي الثاني في «كرسي الاعتراف» من إخراج يوسف وهبي.في الخمسينيات مثلت 50 فيلماً ووصلت إلى ذروة النضج الفني وأصبحت تختار أدوارها أو تكتب الأدوار خصيصاً لأجلها، وتعاملت في هذه الفترة مع 13 مخرجاً جديداً بالنسبة إليها.وكما كانت نجمة أول أفلام حسن الإمام «ملائكة في جهنم»، كانت نجمة أول أفلام يوسف شاهين «بابا أمين» وأول أفلام كمال الشيخ «المنزل رقم 13» وأول أفلام حلمي حليم «أيامنا الحلوة».الأستاذةشهدت السينما المصرية بعد ثورة 52 نمو التيار الواقعي، خصوصاً عند المخرج صلاح أبو سيف، كذلك نمو التيار السياسي وكان فيلم «الأستاذة فاطمة» للمخرج فطين عبد الوهاب أول أفلامها السياسية والذي تدافع فيه عن حقوق المرأة، تلاه «الله معنا» للمخرج أحمد بدرخان عن ثورة يوليو، ثم «أرض السلام» للمخرج كمال الشيخ عن بدايات المقاومة الشعبية المسلحة في فلسطين ضد الاحتلال الصهيوني.ومن أهم أدوار فاتن المركبة في الخمسينيات دورها في «لا أنام» حيث جسدت فتاة تحاول السيطرة على الشر في داخلها، ودورها في «الزوجة العذراء» للمخرج السيد بدير حيث جسدت فتاة تكتشف أن زوجها يعاني العجز الجنسي. واختتمت فاتن حمامة العقد الثاني من تاريخها السينمائي بثلاثة أفلام هي: «سيدة القصر» و{بين الأطلال» و{دعاء الكروان».خارج مصرفي الستينيات مثلت 13 فيلماً، من ضمنها أول أفلامها العربية خارج مصر اللبناني المغربي «رمال من ذهب» من إخراج يوسف شاهين، وأول أفلامها الأجنبية الأميركي البريطاني «القاهرة» من إخراج وولف ريلا.ولم يكن من بين الـ 11 فيلماً في الستينيات غير مخرج واحد جديد بالنسبة إليها هو سعد عرفة الذي مثلت معه «الاعتراف»، أحد فيلميها الوحيدين من إنتاج القطاع العام إلى جانب «الحرام» لبركات.ومن روائع فاتن في هذه الفترة «نهر الحب» لعز الدين ذو الفقار و{لن أعترف» و{الليلة الأخيرة» لكمال الشيخ و{لا تطفئ الشمس» و{لا وقت للحب» لصلاح أبو سيف.غابت فاتن عن مصر مدة خمس سنوات وعادت ليخرج لها بركات أفلامها الخمسة من بين أفلامها السبعة في السبعينيات وهي: «الحب الكبير، الخيط الرفيع، حبيبتي، أفواه وأرانب، لاعزاء للسيدات».وتطلعت فاتن إلى الأجيال الجديدة من المخرجين كعادتها فعملت مع حسين كمال «إمبراطورية ميم» ومع سعيد مرزوق «أريد حلاً»، وهو أهم أفلامها آنذاك وأكثرها نجاحاً في الوقت نفسه.وفي السبعينيات دخلت مجال التلفزيون وأنتجت سبعة أفلام قصيرة عن سبع مسرحيات لتوفيق الحكيم، من مسرحيات الفصل الواحد وهي: «أريد هذا الرجل، الساحرة، أغنية الموت، ضيف على العشاء، أريد أن أقتل، النائبة المحترمة، موقف مجنون».في الثمانينيات لم تقدم فاتن سوى الفيلمين «ليلة القبض على فاطمة» لبركات و{يوم حلو ويوم مر» لخيري بشارة.وفي التسعينيات قدمت أول مسلسل تلفزيوني بعنوان «ضمير أبلة حكمت» لإنعام محمد علي، وفيلم «أرض الأحلام» لداود عبد السيد.وعلى رغم أعمال فاتن حمامة كافة، فإن الرومانسية ستظل الميدان الذي قدمت فيه أروع أفلامها وأبرزها: «موعد مع الحياة، موعد غرام، لحن الخلود، موعد مع السعادة، صراع في الوادي، القلب له أحكام، لن أبكي أبداً، حتى نلتقي، الطريق المسدود».
توابل - سيما
فاتن حمامة... سيدة الإحساس
26-07-2013