رغم دخول الاحتجاجات والمواجهات العنيفة بين متظاهرين غاضبين وشرطة مكافحة الشغب في تركيا يومها السابع، لم تظهر في الأفق أي بوادر لحل يوقف أكبر حالة توتر تشهدها البلاد منذ وصول الحكومة الإسلامية إلى الحكم قبل 11 عاماً.

Ad

بينما صعّد المتظاهرون الأتراك موقفهم، في اليوم السابع من تحركهم ضد قرار إزالة متنزه ساحة «تقسيم» وسط إسطنبول، بالمطالبة بإقالة الحكومة، استبعد رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان أمس العدول عن تنفيذ مشروع تطوير المنتزه بإقامة مركزي تجاري وثكنة عسكرية من العصر العثماني.

وقال أردوغان، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره التونسي على العريض قبيل عودته من زيارة لشمال إفريقيا، إن «المشروع يحترم التاريخ والثقافة والبيئة، وما نقوم به هو حماية حقوق الأغلبية والمحافظة على جمال اسطنبول»، متهماً عناصر ضالعة في أعمال إرهابية ومن بينها الاعتداء على السفارة الأميركية بالتورط في إشعال الاحتجاجات في بلاده.

وأضاف رئيس الوزراء التركي أن «هناك متطرفين وجهات مغالية بينهم من تورط في الإرهاب شاركوا في أعمال العنف، وكما تعلمون وقع هجوم ضد السفارة الأميركية في تركيا، ومنتسبو تلك المنظمة الإرهابية (التي قامت بالهجوم) موجودون على الساحة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وقد تم الكشف عنهم، وكل شيء عنهم معلوم لدى المخابرات التركية».

وأوضح أردوغان أن أجهزة الأمن اعتقلت سبعة أجانب شاركوا في أعمال العنف، أحيل 6 منهم إلى النيابة العامة وواحد موقوف، وهناك بحث لمعرفة من هم ومن أين جاؤوا وماذا يريدون».

قتلى ومصابون

وعشية عودة أردوغان إلى تركيا، اشتبكت الشرطة مع متظاهرين في الليلة الساسة من أعمال ضارية خلفت ثلاثة قتلى وأكثر من 4000 مصاب في أكثر من عشر مدن.

وذكرت قنوات تلفزيون تركية أن شرطيا سقط من أعلى جسر في مدينة أضنة بجنوب البلاد أثناء مطاردته لمحتجين توفي متأثرا بجراحه، ليصبح ثالث قتيل في الاحتجاجات.

وقال شهود إن الشرطة أطلقت الغاز المسيل للدموع على مئات المتظاهرين الذين رشقوها بالحجارة ورددوا هتافات معادية لأردوغان في وسط العاصمة أنقرة مساء أمس الأول.

وحول متنزه كوجولو بأنقرة أخد الناس يرددون «أيها الدكتاتور استقل»، و»تقسيم في كل مكان. مقاومة في كل مكان»، واستمر التجمع طوال ليل أمس الأول، بينما قرع الناس في شرفات المنازل الأواني للتعبير عن دعمهم للمحتجين.

وطالب عشرات آلاف المتظاهرين، الذين تجمعوا في شوارع المدن الكبرى بدعوة من أقوى اتحاد نقابي يساري لاسيما في اسطنبول وأنقرة، باستقالة أردوغان وحكومته، متهمين إياه «بالدكتاتورية والتسلط على الشعب».

وانضم اتحاد ثان للنقابات يمثل مئات الآلاف من العمال إلى الاحتجاجات أمس الأول، وأخذ أعضاؤه يقرعون الطبول ويحملون لافتات ويرددون هتافات تطالب أردوغان بالاستقالة وهم يسيرون في ساحة تقسيم.

حواجز تونجلي

وفي إقليم تونجلي بشرق البلاد أقام مئات المحتجين حاجزا وألقوا حجارة على الشرطة التي ردت بإطلاق مدافع المياه، لكن اسطنبول التي شهدت بعضاً من أعنف الاشتباكات كانت هادئة في هذه الليلة.

وتحول ما بدأ كحملة ضد إعادة تطوير متنزه في إسطنبول إلى استعراض لم يسبق له مثيل لتحدي ما يوصف بأنه تسلط أردوغان وحزبه «العدالة والتنمية» ذي الجذور الإسلامية.

وأطلقت الشرطة التي تدعمها عربات مدرعة الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه على محتجين يقذفون الحجارة ليلة بعد الأخرى، بينما احتشد آلاف الأشخاص سلمياً في الأيام القليلة الماضية في ساحة تقسيم التي بدأت منها التظاهرات.

(إسطنبول- تونس- أ ف ب، يو بي آي، رويترز)