العاهل السعودي: الأمة العربية تواجه تحديات خطيرة
وسط تحذيرات من انتشار الفكر المنحرف، بدأ مجلس وزراء الداخلية العرب، الذي التأمت أعمال دورته الـ30 في الرياض أمس، في بلورة خطة جديدة لمواجهة الإرهاب، الذي اعتبره العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز، آفة العصر والخطر الذي تواجهه الأمة.
حذر العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز أمس، من التحديات الخطيرة التي تواجه الأمة العربية وفي مقدمتها الإرهاب، داعياً المسؤولين الأمنيين إلى ضرورة تصديهم «لمن يزرع الشكوك في أذهان الشعوب العربية تجاه وحدتهم وتضامنهم».وقال الملك عبدالله، في كلمته في افتتاح أعمال الدورة الثلاثين لمجلس وزراء الداخلية العرب التي بدأت في الرياض أمس وتنتهي اليوم: «كثيرة وخطيرة هي التحديات التي تواجه أمتنا العربية، وتهدد أمنها ومسيرتها التنموية والحضارية والإنسانية، إلا أننا كأمة عربية واثقون بوعي شعوبنا وإخلاص القائمين على أمن أوطاننا».
وأضاف العاهل السعودي، في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف: «سنحافظ على أمننا العربي، الذي يقوم على أساس متين من التعاطف بين أبناء الشعب الواحد، وشعورهم بالانتماء الوجداني والإنساني لأمتهم العربية وتعاونهم مع أجهزة الأمن، وتصديهم لمن يزرع الشكوك في أذهانهم تجاه مقومات أوطانهم ومرتكزات وحدتهم وتضامنهم».مواجهة بالحكمةوأوضح الملك عبدالله أن «مواجهة التحديات المحيطة بأمننا العربي تتطلب منا تشخيصا دقيقا لهذه التحديات وصولا إلى صياغة رؤية أمنية عربية شاملة في أفق مواجهة تتسم بالحكمة السياسية»، داعياً إلى «الالتزام بالقيم الدينية والأخلاقية والقدرة على درء المخاطر وإقرار النظام وتقوية التماسك الاجتماعي وتعزيز مسيرة التنمية ودعم قدرات أجهزة الأمن وتضافر الجهود وتطوير التنسيق الأمني وتفعيل دور مؤسساتنا الدينية والاجتماعية والتعليمية والتوجيهية».كما دعا إلى ضرورة «إدراك أجهزتنا الإعلامية العربية لخطورة بث روح الفرقة والانقسام في صفوفنا»، مؤكدا أن «الفتنة جريمة أشد من جريمة القتل»، لافتا الى أن بلاده «تبنت العديد من المبادرات وأقرت عددا من الاتفاقيات والاستراتيجيات الأمنية وأسهمت في تبادل المعلومات والخبرات الأمنية المتاحة وساندت كل جهد عربي أو إقليمي أو دولي يهدف إلى مكافحة الجريمة بأشكالها المتعددة وفي مقدمتها جريمة الإرهاب - آفة هذا العصر - وتحملت بكل عزيمة واقتدار مسؤوليتها في هذا الخصوص ودعمت كل ما يسهم في حفظ الأمن والسلم الدوليين».الكويت بدوره، اعتبر النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ أحمد الحمود أن «أهمية اجتماع وزراء الداخلية العرب تأتي من خلال ما تضمنه جدول أعماله من موضوعات وكذلك لما تمر به المنطقة من تحديات وصراعات سياسية وهو ما ينعكس بلا شك على أداء الأجهزة الأمنية فيها ويلقي عليها مسؤوليات جساما نحو الحفاظ على مقدرات ومكتسبات بلدانها وحماية امن مواطنيها». وأكد الحمود، في كلمته أمام الدورة الـ30، أن «العمل العربي المشترك حقق على الصعيد الأمني تحت مظلة مجلس وزراء الداخلية العرب نجاحات ملموسة في العديد من المجالات الأمنية وفي مواجهة الكثير من الظواهر الإجرامية كالإرهاب، إلا أن الأمر يتطلب في ذات الوقت بذل المزيد من الجهد والسعي نحو تكثيف التعاون بين الأجهزة الأمنية العربية ووضع الخطط والاستراتيجيات المشتركة وتبادل الخبرات في كل الأمور الأمنية بما يسهم بشكل فاعل في تحقيق التنمية لشعوبنا وأوطاننا».وقال الأمين العام للمجلس محمد كومان، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية، إن «انتشار الفكر المنحرف المتشدد والفتاوى الضالة بفعل الانفلات الإعلامي وازدهار وسائل الاتصال الجماهيري كانت لهما انعكاسات كبيرة على الإرهاب بحيث شهدنا زيادة ملحوظة في الأعمال الإرهابية والاغتيالات السياسية والنزاعات الطائفية»، مضيفا: «لكن بات من المستحيل فرض رقابة صارمة على شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، فلابد بالتالي من تركيز خطاب تصحيحي يفند الفكر الضال، فالفكر لا يواجه إلا بالفكر».البيان الختاميواعتمد المجلس في ختام دورته خطة مرحلية سابعة للاستراتيجية العربية لمكافحة الاستعمال غير المشروع للمخدرات والمؤثرات العقلية، كما اعتمد خطة مرحلية سادسة للاستراتيجية العربية لمكافحة الإرهاب.وشملت القرارات التي تضمنها البيان الختامي للدورة اعتماد خطة مرحلية ثالثة للإستراتيجية العربية للحماية المدنية (الدفاع المدني) وكذلك توصيات المؤتمرات والاجتماعات التي نظمتها الأمانة العامة للمجلس خلال عام 2012.كما اعتمد نتائج الاجتماعات المشتركة مع مجلس وزراء العدل العرب التي نظرت في جملة من المشاريع من بينها مشروع آلية تنفيذية لاتفاقية الرياض العربية للتعاون القضائي ومشروع القانون الاسترشادي لمكافحة جرائم الاتجار بالبشر ومشروع الاتفاقية العربية لتنظيم زراعة الأعضاء البشرية ومنع الاتجار فيها ومشروع الاتفاقية العربية لمنع الاستنساخ البشري.وجدد المجلس إدانته للإرهاب مهما كانت أشكاله أو مصادره وعزمه على مواصلة مكافحته ومعالجة أسبابه وحشد كل الجهود والإمكانيات لاستئصاله وتعزيز التعاون العربي في هذا المجال، وكذلك في مجال الجريمة المنظمة وندد بكافة أشكال دعم الإرهاب وتمويله ورفضه القاطع لعمليات الابتزاز والتهديد وطلب الفدية التي تمارسها الجماعات الارهابية لتمويل جرائمها.ودعا المجلس الجهات المعنية في الدول العربية إلى الاستفادة من مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب المنشأ في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين.(الرياض - أ ف ب، كونا، د ب أ)