وفد «كهربائي» قطري: تجربة الكويت لـ«الباور فاكتور» رائدة
«التجربة تعد الأولى من نوعها ونسعى الى نقل تطبيقها في بلادنا»
لدول الخليج قواسم مشتركة نظرا للبيئة والعوامل المحيطة، لذا تتزاور الوفود الخليجية في ما بينها لتبادل الخبرات والاطلاع على كل ما هو جديد في اي دول من هذه الدول، إذ كان من بينها زيارة الوفد القطري الى دولة الكويت للاطلاع على المشروع الجديد الذي طبقته الكويت مؤخرا، وهو الاول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط لتوفير وتقنين آلية استهلاك الطاقة وتخفيف الأحمال على المحطات، وينفذ بأيدي وطنية نسائية، وهو مشروع «الباور فاكتور».الوفد القطري الذي زار الكويت كان ممثلا بمدير ادارة تخطيط الشبكات الكهربائية بمؤسسة الكهرباء والماء القطرية المهندس يوسف الجيدة ومدير ادارة الترشيد وكفاءة الطاقة المهندس علي العلي، و«الجريدة» بدورها اقتنصت هذه الفرصة لاجراء حوار مع الضيفين، واليكم نص الحوار:• لماذا اخترتم الكويت في الزيارة؟- دولة الكويت تعتبر دائما سباقة في اكتشاف جميع ما يتعلق بالطاقة، وطرق التعامل معها ومعالجة جميع ما يطرأ عليها، وتعتبر الكويت من اوائل الشبكات المستخدمة للطاقة في بلادها، لذا نحن نتباحث دائما معهم في جميع ما يطرأ على الشبكات من تحديث، خصوصا بينما توصلت اليه مؤخرا من مشروع جديد وهو «الباور فاكتور»، لذا اخترنا الكويت للاطلاع على تجربتها في هذا المشروع ومدى قدرتنا على الاستفادة منه.نقل تطبيق• ما هو مشروع «الباور فاكتور»، وما هو انطباعكم عنه؟- «الباور فاكتور» هو مشروع كفاءة الطاقة، ويعمل على المحافظة وتحسين استهلاك الطاقة ويساهم في تقليل الاحمال على شبكات التوزيع في البلاد، كما يقنن آلية الاستهلاك.وبصراحة هو مشروع جيد، وقد استفدنا من الكويت في كيفية تطبيق المشروع من الفكرة الى ارض الواقع، ونحن بإذن الله سوف نستفيد من تطبيق هذا المشروع في بلادنا، بنفس المبدأ ولكن مع اختلاف بسيط حسب احتياجات محطاتنا لذلك، حيث يستخدم هذا المشروع في اكثر من موقع، سواء في الجهد المنخفض او المتوسط او العالي، ولاحظنا في الكويت استخدامه في الجهد المنخفض، ويمكن لنا تطبيقه في الجهد العالي، حيث الاختلاف البسيط من محطة لاخرى، ولكن المبدأ واحد وهو تطبيق هذا المشروع في الشبكات للمحافظة على الطاقة.• ما هي آخر التنسيقات المشتركة بين اعضاء مجلس التعاون الخليجي في مجال الطاقة؟ - التعاون مستمر ومتطور، وهذا التعاون يأتي بشكل عام بين اعضاء دول مجلس التعاون الخليجي لما لها من قواسم مشتركة، وهناك تعاون خاص بين الكويت وقطر، ونحن دائما على اتصال مع المسؤولين في القطاعين المائي والكهربائي، لبحث التنسيق والتعاون وتبادل الخبرات بين البلدين، وهذه الزيارة هي احدى تلك التباحثات.المتاجرة بالطاقة• كيف يكون تعاونكم في آلية الربط الخليجي؟- الشبكة القطرية لديها فائض جيد في ما يتعلق بالطاقة، والنسب التي تضيفها دولة قطر تأتي حسب الإمكانات الموجودة والفائض الذي لديها، ونحن ساهمنا بإمداد الشبكة الخليجية بالطاقة، كما ان جميع دول الخليج تساهم في الضخ الطاقة الى الربط الخليجي حسب القدرة الموجودة لديها، والتعاون موجود ونتائجه لامسناها على ارض الواقع، ويعتبر الربط الخليجي حلا أمثل لإنقاذ الدول المحتاجة للطاقة في حالات الطوارئ، كما نتمنى ان ننتقل الى المرحلة الثانية وهي مرحلة بيع وشراء الطاقة.• ذكرت إحدى الصحف المحلية القطرية مد قطر الكويت والبحرين بالكهرباء خلال الصيف الماضي، ما مدى دقة هذا الكلام؟- دولة قطر من الدول التي يعتبر لديها فائض في الطاقة، وهي على اتم استعداد لمد دول الخليج بذلك ان احتاجت تلك الدول، وذلك حسب مذكرات تفاهم بسيطة لبيع وشراء الطاقة، وكان فعلا هناك توجه من قبل الكويت والبحرين لشراء الطاقة من قطر، وتم التبادل الفعلي مع البحرين ولكن لا اعلم ان تم التبادل مع الكويت من عدمه.• ماذا بشأن مستقبل الطاقة في الخليج؟- دول الخليج دول نامية وتتطور بشكل سريع، وهذا التطور يحتاج للمزيد من الطاقة لذلك الطلب يتزايد بحجم كبير جدا، ويشكل هذا التطور هاجسا وهو التواكب مع هذا التطور، وعلى دول الخليج البحث الدائم عن وسائل جديدة لتقنين استهلاك الطاقة، وبعض الدول الخليجية بدأت تستشعر هذا الخطر فبدأت باستخدام بدائل متجددة لانتاج الطاقة سواء من الطاقة النظيفة او النووية او الرياح او الشمسية، ونحن في قطر نسير على هذا المنهج لاستخدام طاقات متجددة، وفي المستقبل ستشهد دول الخليج تطورا في استخدام البدائل الجديدة لانتاج الطاقة وترشيد استهلاكها.• كيف ترون المشروع من جانبكم؟- فوجئنا في الواقع في المشروع من ناحية عملية تركيب المعدات وطريقتها ومواصفاتها، فكانت مبهرة، واستفدنا من الاخوان في الكويت بشكل كبير، ونحن الان بصدد تركيب هذا المشروع في قطر، ونحاول معرفة ما يمكن تماشيه من مواصفات مع المواصفات التي لدينا في قطر، لاتخاذ نفس خطوات الكويت مع تغيير بعض الامور تماشيا مع محطاتنا.• من خلال تخصصكم في الترشيد، كيف ترون مستقبل الخليج من هذه الناحية؟- معلوم ان دول الخليج على طبق واحد، وجميع دول الخليج تحتاج لتنظيم الاستهلاك وعدم هدره والمحافظة عليه، وذلك من خلال حملات الترشيد، ورسم خارطة طريق مستقبلية مشتركة لتقنين الاستهلاك، ونحن لنا تنسيق مشترك مع الكويت من خلال جمعية المهندسين في تنظيم حملات ترشيد الطاقة، ونعمل جاهدين على رسم الخطط المشتركة في ما بيننا.• سمعنا عن نجاح حملتكم الترشيدية في قطر، ما هي الوسائل المتبعة من خلال حملتكم؟ - نحن لا نسعى من خلال حملاتنا على سن القوانين وفرض الارشادات، فنحن نعمل على بناء الاجيال المستقبلية، فالواقع يحتم عليك بناء قاعدة للاجيال، من خلال تثقيفهم في كيفية الاستهلاك، ليكون الانسان في المستقبل يعمل على توفير الطاقة من تلقاء نفسه، فيعرف متى يفتح الماء ويغلقه، ويعرف متى يشغل الانوار ومتى يطفئها، وهذا هو الهدف الرئيسي الذي ننشده.