النجوم يشكون... الوفاء في الوسط الفنّي في خبر «كان»

نشر في 13-02-2013 | 00:01
آخر تحديث 13-02-2013 | 00:01
قلة الوفاء صفة ملازمة لنواحي الحياة المختلفة بما فيها الفن، فقد كثرت في الفترة الأخيرة تصريحات لفنانين يبدون أسفهم من الحال التي وصلت إليها العلاقات الإنسانية، وسيطرة الأنانية والمصلحة عليها، فبات الوفاء عملة نادرة وحتى مفقودة. ملحم بركات آخر من تألم من قلة الوفاء وسبقه فنانون كثر من بينهم: سيمون أسمر، وليد توفيق، مادونا وغيرهم من فنانين عانوا تنكّر نجوم شباب لهم مع أنهم سبب تربع هؤلاء على عرش الأغنية العربية اليوم.
تحدث ملحم بركات منذ أيام قليلة بأسى عن الحال التي بلغتها الساحة الفنية، معتبراً أنها تفتقر إلى وجود عمالقة باستثنائه واصفاً نفسه بـ «آخر حبة في العنقود»، وأضاف أن الفن في القديم كان مبنياً على أساس الاحترام والحب، أما اليوم فتسيطر عليه «العصابات»، واصفاً فناني اليوم بالببغاء ومشبهاً أصواتهم «بزمور الإطفائية».

 أشار بركات إلى أن الوفاء معدوم في الحياة عموماً، فلطالما ضحى سنوات لخدمة أشخاص وفي النهاية تنكروا له، لافتاً إلى أنه إنسان صادق ولا مصلحة لديه مع أحد، يهتم بنجاح العمل وليس بالمادة، ذاكراً أنه قدم ألحاناً كثيرة من دون مقابل. من جهة أخرى، نفى، في مقابلة معه، أن يكون وصف الفنانة ماجدة الرومي بقلّة الوفاء إلا أنه شدد على عدم تكرار التعاون معها.

سيمون أسمر

سيمون أسمر أحد أهم مخرجي العالم العربي ولقّب بصانع النجوم بعدما تخرج على يديه فنانون كثر أصبحوا من نجوم الصف الأول اليوم على الساحة الفنية من بينهم: عاصي الحلاني، وائل كفوري، نوال الزغبي وغيرهم... مع ذلك واجه هجوماً وتصريحات مؤذية من بعض الذين صنع مجدهم على غرار فارس كرم الذي شن حرباً على أسمر معتبراً ألا فضل للأخير عليه.

رفض أسمر الدخول في تصريحات مضادة عبر صفحات المجلات مبررا ذلك بالقول إن الكبير يتحمل دائماً أخطاء الصغير، وأضاف: «أعتبر جميع الذين تخرجوا في برنامج «أستوديو الفن» أولادي، ولن أسال عن وفاء أي واحد منهم لأن الولد ليس وفياً لأهله، الناس هم الحكم. أنا تعبت وصنعت نجوماً موهوبين ولم أطالب بأي مقابل معنوي».

وأوضح أسمر أن علاقته ممتازة مع ماجدة الرومي ولم تنقطع يوماً، كذلك مع وليد توفيق وعاصي الحلاني وراغب علامة ونوال الزغبي، مؤكداً أنه لم يقل إن الجميع أنكر تعبه عليه، لكن نسبة كبيرة فعلت ذلك.

وليد توفيق

«قلة الوفاء موجودة في مجالات الحياة وليس في الفن فحسب»، أكد وليد توفيق في حديث له، معتبراً أن المجتمع الفني، على غرار أي مجتمع، فيه الجيّد وفيه السيّئ، فيه جواهر وفيه أيضاً «يا ساتر»، لافتاً إلى أن الوفاء أصبح نادراً بين الناس.

 أشار توفيق إلى أن ثمة نجوماً لم يكونوا أوفياء معه إلا أنه رفض الدخول في الأسماء وشدد على أنه لا ينتظر مقابلا عندما يقوم بأي مبادرة، وقال: «تعرضت لقلة الوفاء من أقرب الناس إليّ، فهي ليست حكراً على الفن بل يمكن أن تكون بين الأصدقاء والأقرباء».

أضاف أنه يتفهم معاناة النجوم الكبار من قلة الوفاء إلا أن «هذه هي الحياة وعلينا تقبلها كما هي»، وأن على أبناء جيله الذين يتحلون بخبرة ونضوج وعاصروا العمالقة وتعلموا منهم، تلقين جيل الشباب معنى الوفاء لا اعتماد أسلوب الشتم والإهانة.

مادونا

عانت مادونا من قلّة وفاء فنانين مدت لهم يدها في بداية مشوارهم الفني، إلا أن هذه التجارب لم تؤثر في طيبة قلبها  وأبوابها ما زالت مفتوحة أمام كل من يريد دعمها والاستفادة من نصائحها. وقالت في حديث سابق إلى «الجريدة: «لم أمدّ يدي إلى أحد لغاية معينة ولا أنتظر أن يُردّ لي الجميل. مكافأتي هي محبة الناس والنجاح الذي يحققه الفنان الذي أدعمه. أفرح حين أسمع عبارة «مبروك الأغنية، حلوة كتير»، والمهم بالنسبة إلي استمرار النجاح وتقديم مزيد من الدعم للمواهب الجديدة الحقيقية».

وعمّا إذا كانت تعتبر نفسها صانعة نجوم، أكدت مادونا هذا الأمر مبررة ذلك بأنها طيلة مسيرتها دعمت فنانين يتربعون اليوم على عرش الأغنية، وقالت: «لم أكتفِ بهؤلاء إنما ساندت المواهب أينما وجدت، لا سيما مصممي أزياء وخبراء تجميل وملحنين وشعراء... لست نادمة على ما فعلته، لأن أرشيفي الفني والحياتي بات أغنى وأكبر».

وحول الأشخاص الذين بادروها بقلة وفاء أوضحت: «أترك كل شخص لضميره، وأتمنى التوفيق للجميع، وأصلي لكل من عاملني بقلة وفاء كي يهديه الله ويسامحه، فالدنيا دولاب يوم معك ويوم عليك».

كشفت مادونا أنها لم تجد أحداً إلى جانبها عندما كانت في أمس الحاجة إلى من يأخذ بيدها باستثناء والدتها وإخوتها. وردت على من يزعمون أنهم ساندوها وانتشلوها من بعض أزماتها قائلة: «لا يهمّني ما يقوله الغير، ما داموا يتكلمون عني يعني أنا مهمّة وموجودة، فإذا أتتك مذمّتي من ناقص فهي الشهادة لي بأنّي كامل».

أسفت مادونا لانتشار قلة الوفاء بين الفنانين قائلة: «لو قدّر لهم أن يقتلوا بعضهم لن يتأخروا، وهنا أسألهم: على ماذا يتناحرون؟ على الشهرة والجاه والحفلات؟ صدقوني لا شيء يدوم تحت الشمس، والشهرة مجد باطل، وسرعان ما تنطفئ الأضواء عنهم لمجرد أن يبتعدوا تحت ضغط ظروف معينة ويطويهم النسيان».

طوني أبي كرم

أكد الشاعر طوني أبي كرم ألا وجود للوفاء في الوسط الفني بل مصلحة بين فريق العمل، لذلك لم يخب أمله لعدم وفاء من ساهم بإطلاقهم في عالم الغناء، لأن  الوفاء غير موجود أصلا في هذا المجال، وقال: «الفنان الذي يريد مساعدة موهبة شابة لا يجب أن يطلب مقابلاً لعطائه بل أن يفكر في العمل الجيد الذي يثير إعجاب الناس».

يشير الممثل السوري أيمن زيدان بدوره إلى أن الوسط الفني جزء من الحياة ولا مكان للوفاء فيه لأن الجحود يحتلّ المساحة الكبرى. 

back to top