سيطرة فرنسية - مالية على ديابالي وانكفاء المتمردين
• الولاء للمتمردين يقلق الجيش المالي • طلب 500 مليون دولار لتجهيز القوات
سجلت القوات الفرنسية والمالية تقدماً مهماً على الأرض صباح أمس، إذ تمكنت من دخول مدينة ديابالي غرب مالي التي كان المتمردون الإسلاميون يسيطرون عليها منذ أسبوع، في حين واصل الجيش الفرنسي مطاردته للمقاتلين المرتبطين بتنظيم "القاعدة" في هذا القسم من البلاد.وأعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان أمس، استعادة "السيطرة على مدينتي ديابالي ودونتزا" في وسط البلاد من قبل "القوات المسلحة في مالي".
وأوضحت وزارة الدفاع في بيان موقَّع من الوزير: "من أجل الوصول إلى ذلك، تلقى العسكريون الماليون الدعم من قبل القوات الفرنسية المتمركزة في نيونو وموبتي- سيفاريه".وأفاد مراسل وكالة "فرانس برس" الذي يرافق العسكريين، أن رتلاً من ثلاثين آلية مدرعة تقل حوالي 200 جندي مالي وفرنسي دخل مدينة ديابالي بدون مواجهة أي مقاومة. وأظهرت مشاهد بثها التلفزيون الفرنسي من ديابالي آليات وحافلات تركها الإسلاميون وراءهم.وروى أحد السكان أن المتمردين غادروا المدينة التي خلت من معظم سكانها، مشيراً إلى أن الباقين بحاجة إلى المواد الغذائية ومواد أولية أخرى.وعزّز الجنود الفرنسيون المشاركون في عملية "سيرفال" في مالي والبالغ عددهم حوالي ألفي عنصر، مواقعهم في نقطتين استراتيجيتين على بعد مئات الكيلومترات شمال شرق باماكو، وهما نيونو وسيفاريه. وتقع نيونو على بعد 60 كلم جنوب ديابالي، حيث قام الجيش المالي في الأيام الماضية بعدة مهمات استطلاع.من جهة أخرى، قال كولونيل في الجيش المالي إن "قسماً من سكان ديابالي أعلنوا التزامهم بعقيدة الجهاديين ويجب أن نتوخى الحذر في الساعات المقبلة. وأشارت عدة مصادر إلى انكفاء الإسلاميين المسلحين من وسط البلاد إلى كيدال في أقصى الشمال الشرقي (1500 كلم من باماكو). وكيدال كانت أولى المدن التي سيطرت عليها في مارس 2012 قوات المتمردين الطوارق والجماعات الإسلامية التي عادت وطردت حلفاءها الطوارق.من ناحية ثانية، استجابت عدة دول أمس الأول، لطلبات المساعدة المالية واللوجستية التي أطلقتها المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا من أجل نشر القوة الدولية لدعم مالي التي ستضم على المدى الطويل حوالي خمسة آلاف جندي إفريقي.ودعا رئيس مفوضية مجموعة دول غرب إفريقيا ديزيريه كادري ودراوغو المجموعة الدولية إلى حشد طاقاتها من أجل تمويل القوة في مالي. وقال إن "تقييماً أولياً" يحدد احتياجات القوة بحوالي 500 مليون دولار.وكان تمويل عمليات هذه القوة يقدَّر حتى الآن بما بين 150 و200 مليون يورو. وقرر الاتحاد الأوروبي المساهمة فيها بما يصل إلى 50 مليون يورو. ويُنتظر نشر حوالي ألفي عنصر من القوة الدولية مع حلول 26 يناير. لكن حوالي 150 جندياً فقط وصلوا إلى باماكو حتى الآن، بينهم نحو خمسين سنغالياً من أصل الـ500 التي وعدت دكار بإرسالهم.(باماكو - أ ف ب، رويترز،يو بي آي)