أعلنت الثورات المصرية عبر التاريخ، عن نفسها، باقتحام الحشود الغاضبة مقار الحكم، الذي تمثل دائماً في «القصر»، الذي يطل من شرفته حاكم مُستبد، لكن ثورة يونيو، التي أطلقها ملايين المصريين، ضد حكم جماعة «الإخوان المسلمين»، الأحد الماضي، أخذت مساراً مختلفاً، إلى حد ما.

Ad

وبينما توجهت حشود مليونية أمس، إلى «قصر القبة»، تحت اسم «ثلاثاء الإصرار»، للمطالبة برحيل الرئيس، كانت أعداد غفيرة من المتظاهرين حريصة على اقتحام ما يعتقدون أنه مقر حكم الرئيس الإخواني محمد مرسي، وهو مقر المركز العام للإخوان المسلمين الشهير باسم «مكتب الإرشاد»، الكائن في ضاحية المقطم.

وعلى الرغم من أن الجماعة حاولت تحصين مقر الإرشاد، إلا أن تحصيناتها لم تصمد أمام غارات الثوار ليلة الأحد الماضي، حيث تم اقتحام المقر وحرق محتوياته، رغم لجوء أعضاء الجماعة لاستخدام الرصاص الحي والخرطوش وزجاجات المولوتوف الحارقة لحماية المقر، إلى جانب الأسوار الخرسانية الجديدة والبوابات الإلكترونية، ما أدى إلى استشهاد ثمانية من المتظاهرين، سقطوا جميعاً بالرصاص الحي.

المتظاهرون من جانبهم اعتبروا اقتحام مقر «مكتب الإرشاد»، نذيراً لقرب سقوط الجماعة، وهو المؤشر الذي سبق أن دلل على نجاح «ثورة يناير» بعدما احترق مقر الحزب الوطني «المنحل» بميدان التحرير، قبل أيام من تنحِّي الرئيس السابق حسني مبارك. المثير أن غياب جهاز الشرطة عن تأمين المقر، دفع الجماعة إلى الاعتماد على مئات المتطوعين، من أعضاء الجماعة لحمايته، من دون أن يتواجد أي من قيادات الجماعة في المكتب وقت اقتحامه، خصوصاً أن أحداً لا يعلم، أين هم أعضاء «مكتب الإرشاد»، بما فيهم المرشد العام للجماعة محمد بديع، الذي تعذر الوصول إليه عبر الهاتف، بينما قالت مصادر غير مؤكدة إنه ربما يكون لجأ إلى الإقامة في مدينة ساحلية، بعيداً عن القاهرة.

المحتجون الغاضبون، الذي نهبوا ممتلكات مقر الحزب «الوطني» وأحرقوه قبل عامين، كرروا المشهد نفسه مع الإرشاد، حيث أخرجوا محتوياته إلى الشارع وقاموا بإحراقها.