بينما نجحت قوات الأمن، أمس في القبض على زعيم تنظيم القاعدة في سيناء، جدد رموز "تحالف دعم الشرعية"، دعوتهم إلى التظاهر والعصيان المدني، وسط حديث عن اتصالات مع الجيش، في مناورة جديدة، لرموز جماعة "الإخوان"، التي باتت محاصرة سياسياً وشعبياً وقانونياً.
في محاولة للتوصل إلى تسوية للأزمة السياسية، التي تدخل اليوم شهرها الثالث، حاولت جماعة "الإخوان" وحلفاؤها، استخدام سلاح المناورة، فبينما جددت عبر "تحالف دعم الشرعية"، أمس، الدعوة إلى التظاهرات والحشد، قالت مصادر إن قيادات إسلامية فتحت قنوات اتصال مع أعضاء بالمجلس العسكري، لتقريب وجهات النظر. وعلمت "الجريدة" من مصادر سياسية مطلعة، أن قيادات الدعوة السلفية وحزب "النور"، التقت قيادات بالمجلس العسكري، منذ بضعة أيام لمناقشة وضع "التحالف الوطني لدعم الشرعية" وجماعة "الإخوان" في الفترة المقبلة، بما لا يخالف "خريطة الطريق"، التي تم إعلانها في 3 يوليو الماضي، والذي رتبه قيادي بجبهة الإنقاذ الوطني. من جانبه، قال مجدي قرقر، الأمين العام لحزب "العمل" الجديد، والقيادي بالتحالف إنه تمت اتصالات غير مباشرة مع قيادات بالمجلس العسكري للتوصل إلى حلول، مشدداً على أن القيادي الإخواني محمد علي بشر، لعب دور الوسيط بين الطرفين، وأضاف: "مطلبنا هو الإفراج عن المعتقلين عقب أحداث 30 يونيو، دون أي استثناء، مقابل التهدئة من جانب التحالف". في المقابل، واصلت الجماعات المسلحة استهداف قوات الجيش والشرطة، وأطلق 6 مجهولين ملثمين الرصاص بشكل عشوائي على عناصر الشرطة المكلفة بحراسة كنيسة أبو سيفين في حي الزهور بمحافظة بورسعيد، وأعلنت وزارة الداخلية إصابة 4 من عناصرها، وهو الحادث الثاني، بعد 24 ساعة، حيث سبقه إطلاق مجهولين الرصاص على 4 جنود تابعين لجهاز الخدمة الوطنية بالقوات المسلحة ولقي أحدهم مصرعه في بورسعيد. وفي حين أبطلت قوات الأمن مفعول قنبلة يدوية الصنع، عثر عليها في محطة القطار الرئيسية بمدينة الإسكندرية الساحلية، صرَّح منسق "التحالف الوطني لدعم الشرعية" مجدي سالم، أن التحالف بدأ فعلياً أمس حملة للتوعية من أجل بدء "العصيان المدني"، بدعوة المصريين إلى عدم تسديد فواتير تموِّل خزانة الحكومة، لافتاً إلى أنهم سيبدأون اليوم الحشد لمليونية الجمعة المقبلة تحت شعار "مكملين ثورتنا ضد الانقلاب". كانت النيابة العامة أمرت بتجديد حبس المرشد العام السابق لـ"الإخوان" محمد مهدي عاكف، والقيادي سعد الكتاتني مدة 15 يوماً احتياطياً، في حين استمرت التحقيقات مع المرشد الحالي محمد بديع والقيادي محمد البلتاجي، حتى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول، وينتظر أن تصدر قرارات بحقهما تتضمن حبسهما احتياطيا على ذمة التحقيقات. «حبارة» في غضون ذلك، حققت قوات الأمن، نجاحاً بالقبض على أحد مخططي مجزرة رفح الأولى 2012، وأحد منفذي مجرزة رفح الثانية 19 أغسطس الماضي، وقال مصدر أمني مسؤول لـ"الجريدة" إن قوات الأمن ألقت القبض على زعيم ما يسمى بتنظيم القاعدة في سيناء، عادل محمد إبراهيم الشهير بـ"حبارة"، لافتاً إلى أنه هو من قاد عملية قتل جنود الأمن المركزي الأخيرة في رفح. وألقت الأجهزة الأمنية القبض على "حبارة"، برفقة اثنين آخرين من مساعديه، داخل مخبأ جنوب العريش أمس الأول، بعد نحو عشرة أيام من تنفيذ المجزرة التي كان ضحاياها 26 جندياً من قطاع الأمن المركزي. وإثر العملية الناجحة لقوات الشرطة، بدأت أجهزة الأمن التواصل مع الأجهزة المعنية في القاهرة، بناء على التحقيقات التي تتم مع "حبارة"، لمواصلة مداهمة المناطق والبؤر المتوقع أن يعترف بها المتهم، بينما شهدت منطقة جنوب العريش تحركات مكثفة لقوات الجيش والشرطة بمصاحبة مروحية من طراز أباتشي وقاموا بعمليات تمشيط قرب مطار العريش. في المقابل، توقعت مصادر أمنية سيادية، قيام المجموعات المسلحة بهجمات كبيرة، خلال الأيام المقبلة، لإثبات قدرتها على الرد، بتكرار هجمات بسيارات مفخخة أو هجمات متعددة المراحل، على غرار عمليات تنظيم القاعدة في العراق، لافتاً، إلى أن أجهزة الأمن تأخذ في اعتبارها، هذه التهديدات بجدية وتقوم بعمليات مستمرة لمنع تحركات العناصر المسلحة والتضييق على تحركاتهم. مشاورات في الأثناء، واصل المستشار الإعلامي لرئيس الجمهورية أحمد المسلماني، مشاوراته السياسية، مع رموز حزب "التجمع" اليساري، وصرح المتحدث الرسمي باسم الحزب، نبيل زكي، بأن لقاء المسلماني ورئيس حزب "التجمع" سيد عبدالعال، تناول رؤية الحزب لمشروع الدستور ولجنة الخمسين والأولويات التي يجب أن تكون مطروحة لمواجهة مشكلة خلاف الأحزاب حول الدستور، في ظل العمليات الإرهابية المتصاعدة في البلاد، والعلاقات الخارجية وتداول السلطة ومشكلة الانتخابات الرئاسية أولاً أم البرلمان.
دوليات
«الإخوان» تناور بالعصيان... و«حبارة» في قبضة الأمن
02-09-2013