لاتزال منطقة الغوطة المنكوبة، التي تعرضت أمس الأول لـ"هجوم كيماوي" من قبل قوات نظام الرئيس بشار الأسد، تلملم ضحاياها تحت هول الصدمة، بعد العثور على العديد من الجثث أمس وسط استمرار القصف الصاروخي والجوي لها. 

Ad

جاء ذلك، بعد فشل مجلس الأمن الدولي خلال اجتماع طارئ له في وقت متأخر من مساء أمس الأول، في إصدار إعلان رسمي عن المجزرة، بسبب معارضة روسيا والصين، حيث اكتفى أعضاء المجلس بإبداء عزمهم على "كشف الحقيقة" بشأن الهجوم الذي أسفر عن مقتل أكثر من 1300 شخص بينهم العديد من الأطفال.

وفي السياق، طلب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس رسمياً من الحكومة السورية السماح للجنة مفتشي المنظمة الدولية التي يرأسها آكي سيلستروم بالتحقيق في الحادث وإتاحة الفرصة لها لدخول الموقع.

وقال المكتب الصحافي لـ بان كي مون، في بيان، إن الأخير "يتوقع تلقي رد إيجابي من دون تأخير".

في المقابل، شددت موسكو على ضرورة أن تحصل لجنة سيلستروم على موافقة الحكومة الموالية للنظام لزيارة موقع الهجوم الكيماوي في الغوطة، وضرورة وقف إطلاق النار هناك، قبل البدء في التحقيق، مشيرة إلى أن المعارضة هي التي تسيطر على المنطقة التي وقعت فيها المجزرة.

ولوحت فرنسا، على لسان وزير خارجيتها لوران فابيوس أمس، بـ"رد فعل باستخدام القوة" إذا ثبت استخدام "الكيماوي"، ولكنها شددت على استحالة إرسال أي قوات على الأرض.

من ناحيتها، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية أنها دعت، إلى جانب 36 دولة أخرى، الأمين العام للأمم المتحدة لإحالة هذا الحادث إلى الأمم المتحدة، ومنح لجنة سيلستروم حرية التحرك.

أما وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف فاعتبر أنه "إذا صحت المعلومات حول استخدام أسلحة كيماوية، فإن مستخدميها هم بالتأكيد المجموعات الإرهابية والتكفيرية التي أثبتت أنها لا تتراجع عن ارتكاب أي جريمة". 

في سياق آخر، أفادت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) بأن الأسد أصدر مرسوماً يقضي بتعديل حكومة وائل الحلقي، في حين أفرجت السلطات السورية أمس عن الفنان التشكيلي المعارض يوسف عبدلكي بعد أسابيع من توقيفه. 

(دمشق، باريس، موسكو  ــ أ ف ب، رويترز، د ب أ، يو بي آي)