الكويت لا تختلف عن غيرها!
من يستقرئ المشهد اليوم بشكل حكيم، لا يمكن له أن يتجاوز بحال من الأحوال احتمالية قيام العصيان المدني وصولاً إلى اشتعال الثورة... فالكويت على حافة مرحلة مفصلية في تاريخها، وبعد هذا المفصل سيتغير شكل الأمور التي عرفناها على مدى عقود طويلة.
![د. ساجد العبدلي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1461946551445173900/1461946567000/1280x960.jpg)
تزايد شدة القمع والبطش والعبث السلطوي ما كان ليطفئ رغبة الناس بالتغيير، وما كان أبداً ليثبط حماسهم للمعارضة والمواجهة، بل كان الأمر، وسيكون دوماً، على العكس من ذلك، ففي كل مرة أقدمت فيها السلطة على تصرف أرعن جديد، كان الأمر حطباً ووقوداً جديداً يزيد النار اشتعالاً ويعيد إلى ما انطفأ منها جذوة اللهب. وقد صرنا نشاهد ونتابع بشكل متواصل ارتفاع سقف الخطاب المعارض بشكل يتجاوز كل مألوف، وذلك منذ ذلك اليوم الذي أشعل فيه مسلم البراك الفتيل، فصرنا نرى كيف تقاطر النواب من بعده على إشعال الفتائل بلا تردد، وصرنا نتابع كذلك ظهور ناشطين ومغردين لا يخافون ولا يتورعون عن الانتقاد والمعارضة بعبارات بلغت من القسوة والحدة مبلغاً بعيداً، هذا بالرغم من استمرار يد السلطة في ضبط وإحضار واعتقال وسجن النواب السابقين والناشطين والمغردين بشكل أثار استغراب الجميع بما فيهم الهيئات الحقوقية العالمية. وهذه الأمور في المجموع، وغيرها من الأمور الأخرى بطبيعة الحال، ستساهم سريعاً إن لم تكن قد ساهمت فعلاً في جمع شتات أطياف الحراك المعارض وضمهم في إطار واحد يتفق على المشترك الأهم الذي يتلخص في لزوم التصدي للسلطة، ومن يستقرئ المشهد اليوم بشكل حكيم لا يمكن له أن يتجاوز بحال من الأحوال احتمالية قيام العصيان المدني وصولاً إلى اشتعال الثورة.الكويت على حافة مرحلة مفصلية في تاريخها. وبعد هذا المفصل سيتغير شكل الأمور التي عرفناها على مدى عقود طويلة، وباب الاحتمالات مفتوح على مصراعيه لشكل وحجم التغيرات التي ستكون، ومن لا يزال يظن أن الكويت تختلف عن غيرها، فإن عليه أن يعيد التفكير.