للمرة الثالثة على التوالي يؤجل عمرو دياب إطلاق ألبومه الغنائي بسبب الأوضاع السياسية المتوترة، بعدما كان مقرراً طرحه في بداية العام الحالي، واستعاض عنه بإطلاق أغنية منفردة.

Ad

بدورها أجلت سميرة سعيد طرح ألبومها الجديد الذي كان مقرراً هذا الشهر إلى نهاية العام الجاري أو عندما تتحسن الأحوال في مصر، على أن تكتفي بطرح أغنية منفردة مع مطلع الصيف.

أجل غير مسمى

تعزو مصادر مقربة من يارا تأخر إصدار ألبومها الجديد إلى الظروف الأمنية والسياسية في الوطن العربي، مشيرة إلى أنها  ستجهز أغنية منفردة. يذكر أن ألبوم يارا كان يفترض أن يرى النور مطلع 2013. كذلك قررت شركة {كلمة›› تأجيل ألبوم محمد عدوية الذي كان مقررا طرحه في بداية  2013 إلى أجل غير مسمى.

بعد تحديد فبراير كموعد لطرحه ألبومه الجديد، اضطر رامي صبري إلى تأجيله بفعل التوترات السياسية على الساحة المصرية، مؤكداً أنه يستحيل طرح الألبوم في ظل الظروف المأساوية والأجواء المشحونة بالغضب التي تشعره بحزن شديد.

يضيف: «لا قدرة لأي مواطن في مصر على الاستماع إلى أغنية أو شراء ألبوم نظراً إلى تردّي الأحوال المادية والسياسية وسقوط ضحايا وشهداء يومياً».

 لأنها غير متمسكة بفكرة طرح ألبوم بل بجودة الأغنيات، تطرح مي سليم أغاني منفردة، واصفة إياها  بأنها بمثابة سفيرة عنها.

تضيف: تستمر الأغنية المميزة فترة زمنية طويلة مع الجمهور بغض النظر عن كونها واردة في ألبوم أم لا، خصوصاً أن المنافسة محتدمة ما يجعل المطرب يدقق في الاختيار انطلاقاً من الكلمات، مروراً بالألحان، وصولاً إلى التوزيع وتصوير الكليب ما ينعكس على جودة الأغنية».

خسائر فادحة

يرى الموسيقار هاني شنودة أن عصر الأغنية والألبومات والطرب انتهى لأسباب أهمها الإنترنت، إذ يتم تحميل الألبومات مجاناً ما يؤدي إلى تكبد شركات الإنتاج خسائر فادحة كونها تأخذ على كاهلها هذه المهمة، بعدما تخلت الدولة، ممثلة باتحاد الإذاعة والتلفزيون ووزارة الثقافة، عن مهمتها الأساسية، وتركت المنتجين يواجهون مصيرهم بمفردهم وفريسة للقرصنة الإلكترونية.

يستهجن شنودة عدم تحقيق المنتجين مكاسب مادية خصوصاً أنهم يصرفون مبالغ طائلة على إنتاج ألبوم غنائي، نظراً إلى انتشار مافيا سرقة الألبومات على شبكة الإنترنت، لافتاً إلى أن المطربين الذين يحققون نجاحاً يلجأون بدورهم إلى الأغاني المنفردة،  وأن الحالة الأمنية  تحدّ من الحفلات التي كانت تدرّ على هؤلاء أرباحاً ضخمة.

بدوره يوضح الناقد الموسيقي محمد العسيري أن صناعة الموسيقى في مصر تواجه معوقات تتلخص في الأزمة المالية التي تفرض على الناس توفير ثمن الألبوم لشراء مستلزمات الحياة الأساسية، بالإضافة إلى الاستسهال الذي يعتمده البعض في إنتاج الألبوم ما يؤدي إلى عدم تحقيقه مردوداً مادياً أو حتى معنوياً، لذا  يتم الاكتفاء بإصدار أغنية منفردة وتصوير كليب لها.

يضيف العسيري: «كان إحياء  الحفلات  يعوّض المطربين والمنتجين عن الخسارة التي يتكبدونها على مستوى الألبومات، لأنهم كانوا يحصدون الملايين من خلالها، لكن الحرب الشرسة التي تخوضها التيارات الإسلامية المتشددة  شلّت هذا القطاع، بالإضافة إلى المزاج السيئ المسيطر على الجمهور المصري وقلة السياح العرب الذين كانوا أحد أبرز رواد الحفلات».

يحذّر العسيري من هجرة جماعية للمطربين والفنانين تشبه ما حدث في السبعينيات، عندما هاجروا إلى بيروت وراحوا يحيون حفلات فيها وينتجون  أفلام مقاولات مؤكداً أن الفن المصري في خطر شديد.