في الوقت الذي يتمسك فيه الاخوان بشرعيتهم الانتخابية، تجددت الاشتباكات بين مؤيدي ومعارضي الرئيس مرسي بمدينة دسوق، ما أدى إلى ارتفاع عدد المصابين إلى 35 بينهم 12 بالخرطوش، وتم نقل أربعة منهم إلى مستشفى الإسكندرية، وثلاثة إلى مستشفى طنطا الجامعي، لخطورة حالتهم، وتم نقل باقي الحالات إلى مستشفى دسوق العام والمركزي لإسعافهم.

Ad

وكانت الاشتباكات اندلعت بين مؤيدي ومعارضي مرسي بالحجارة والشوم، أثناء انعقاد مؤتمر جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة مساء اليوم، بميدان إبراهيم الدسوقي بمدينة دسوق بكفر الشيخ، وبين أعضاء حملة تمرد وبعض القوى السياسية بكفر الشيخ.

مع تزايد التوتر في مصر مع اقتراب ذكرى مرور عام على تولي مرسي السلطة يوم 30 يونيو حزيران الجاري وهو اليوم الذي تحشد قوى معارضة لخروج مظاهرات فيه للضغط من اجل اجراء انتخابات رئاسية مبكرة.

قال مصدر طبي وشهود عيان إن محتجين طعنوا أربعة أعضاء قياديين في جماعة الإخوان المسلمين في مدينة المنصورة المصرية عاصمة محافظة الدقهلية في دلتا النيل احتجاجا على تعيين محافظ جديد من أعضاء الجماعة التي ينتمي إليها الرئيس محمد مرسي.

في غضون ذلك يواصل ناشطون حصارهم لمبنى المحافظة مرددين هتافات مناوئة لجماعة الإخوان خلال الهجوم.

بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين.. يمثل حكم مصر عبور حقل الغام، ومع اقتراب الرئيس مرسي من إكمال عامه الأول في منصبه تعكف الجماعة التي ينتمي اليها على إقامة تحصينات لحماية مركزها العام بالمقطم في جنوب القاهرة وكأن حربا وشيكة تلوح في الأفق.

وخلف الجدران العالية والباب الحديدي الضخم الذي يبلغ سمكه نحو 13 سنتيمترا يحمل مبنى المركز العام للجماعة آثار عام من الانقسام فجر احتجاجات كثيرة شهد بعضها اشتباكات وإراقة دماء، ويبدو ان هناك مزيدا من الاحتجاجات في الطريق بعد ان دعا معارضو مرسي لمظاهرات حاشدة نهاية يونيو لحمله على الاستقالة.

وقال مصطفى الغنيمي عضو مكتب الإرشاد بجماعة الاخوان المسلمين لرويترز في مقابلة بالمركز العام للجماعة الذي هوجم في وقت سابق العام الحالي "لازم نبدأ نحصن نفسنا شوية."

وبينما تضيف الجماعة استحكامات لجدران مركزها العام و تدعم نفسها بطرق أخرى من بينها المشاركة في مظاهرة حاشدة يوم الجمعة مع حلفائها في المعسكر الإسلامي.

وقال الغنيمي وهو طبيب أمراض نساء سجن 20 مرة خلال 35 عاما هي عضويته في جماعة الإخوان المسلمين "إذا كان هناك آخرون يقولون إن معارضي الرئيس كثيرون نقول لهم إن مؤيدي الرئيس أعداد كبيرة جدا جدا."

وفي تعليق يعكس ما يعتبره البعض تجاهلا من جانب جماعة الإخوان المسلمين لرأي المعارضة والأقليات قال الغنيمي إن الأوزان النسبية للأطراف يجب أن تبقى في صورتها الحقيقية. وأضاف أن الداعين لاحتجاجات 30 يونيو حزيران يقولون إن ملايين تقف خلفهم. وتابع أنه يخالف هذا الرأي.

وبعد دعوة مؤيديها للتظاهر لا تظهر الجماعة أي استعداد للنزول على رغبة معارضيها من الليبراليين واليساريين الذين هزمتهم في مختلف الانتخابات التي أجريت بعد الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك عام 2011.

ويصف الغنيمي أحدث مطلب للمعارضين بشأن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة بأنه سخيف ويدخل بمصر في نفق مظلم. وقال "كل شهرين تلاتة عايزين يغيروا الرئيس."

ويبدو أن جماعة الإخوان المسلمين عازمة على مواصلة الحكم دون اعتبار للمنتقدين. ومن بين هؤلاء المنتقدين الآن إسلاميون كانوا حلفاء لجماعة الإخوان يضمهم حزب النور الذي زاد انتقاداته للجماعة هذا العام.

قال الغنيمي إنهم سيرون "حجم الإنجازات" قريبا. لكنه اعترف بأن هناك أزمات. وأضاف "الناس تعاني... إحنا بنقول بعد الثورات في كل أنحاء الدنيا فيه فترة من فترات المعاناة."

وتابع "مجرد ما يهدأ الشارع ولو قليلا أعتقد أن عملية الإنتاج هتنطلق." وقال إن العمل الحكومي يشبه طريقا زرع عليه مخربون ألغاما خاصة أولئك الذين حققوا ثروات في عهد مبارك.

ونظرا لغموضها بالنسبة لكثير من المصريين يصف المعارضون جماعة الإخوان المسلمين بأنها جمعية سرية نهجها استبدادي. وهناك اعتقاد واسع أن مكتب الإرشاد هو الذي يوجه مرسي من وراء ستار.

وقال الغنيمي إن مكتب الإرشاد يقدم النصح للرئاسة مثلما تفعل أحزاب أخرى. وأضاف "منقدرش ننفصل عن الرئاسة." وتابع "في النهاية الرئيس يأخذ به أو لا يأخذ به وكثيرا ما لا يأخذ به. وفي الغالب لا يأخذ به." ومضى موضحا "في الغالب نرسلها عبر الحزب.. الحرية والعدالة.. في بعض القضايا.. إنما ليس في كل القضايا."

ويقول المعارضون إن مرسي يعمل على "أخونة" الدولة دون أن ينجح في وقف ما تمر به البلاد من اضطراب سياسي وتدهور اقتصادي وانفلات أمني منذ الإطاحة بسلفه حسني مبارك في انتفاضة شعبية عام 2011.