قدم الفريق الأول لكرة القدم بنادي القادسية واحدة من أجمل عروضه الكروية هذا الموسم أمام العربي، في نهائي بطولة كأس سمو ولي العهد، ليستحق وعن جدارة اللقب الغالي الذي أعاد لقلعة القادسية بهجتها وثقتها بالفريق الأصفر.

Ad

استعاد الفريق الأول لكرة القدم بنادي القادسية ذاكرة البطولات بفوز غال على العربي في نهائي بطولة كأس سمو ولي العهد، للمرة السابعة في تاريخ القلعة الصفراء، التي تربعت على العرش وبفارق بطولة واحدة عن العربي.

ونجح القادسية، إلى جانب حصده اللقب الغالي، في العودة إلى كرته الجميلة، التي غابت منذ فترة طويلة رغم حصده أغلب بطولات المواسم السابقة، لتعود مدرسة الفن والهندسة من جديد مع جنرال القادسية المدرب الوطني محمد إبراهيم الذي كان عند حسن الظن، ونجح خلال المباراة في تلقين المخضرم البرتغالي خوسيه روماو درسا في فنون إدارة مباريات كرة القدم.

وعمد ابراهيم الى مفاجأة تكتيكية من الدرجة الأولى، عندما استعان بخطة روماو التي طالما اعتمد عليها، وحقق بها الفوز في العديد من المباريات منذ بداية هذا الموسم، حيث ارتكز على ثلاثة محاور في وسط الملعب، هم كيتا وسلطان العنزي وطلال العامر، ومن أمامهم سيف الحشان، ليدعم خط الهجوم المكون من بدر المطوع والبرازيلي سمبيليسيو، الأمر الذي سبب ربكة كبيرة في صفوف العربي، في ظل ابتعاد أغلب اللاعبين عن مستواهم المعهود.

فرصة الناشئين تحسب لإبراهيم

ويحسب لمدرب القادسية محمد إبراهيم إعطاء الفرصة لسلطان العنزي وسيف الحشان، فكلاهما أثبت أنه مستقبل الكرة الكويتية في السنوات المقبلة، كما كان لتألق مهاجم القادسية بدر المطوع دور كبير في ظهور القادسية بشكل ممتاز، حيث تحرك المطوع كثيرا، وشكل مع المجتهد سمبيليسيو، ومن بعده البديل الناجح حمد أمان خطورة بالغة على العربي.

ويكفى المطوع في هذه المباراة الهدف الثالث الذي أخمد ثورة العربي، التي كانت تبحث عن هدف التعادل في الدقائق الأخيرة، كما لا يمكن إغفال دور العائد بقوة مساعد ندا، الذي سجل هدف السبق برأسية متقنة لا تصد ولا ترد.

وتلألأت نجوم القادسية جميعها في المواجهة النهائية، وكان وراءهم دائما اللاعب رقم واحد وهو الجمهور القدساوي الذي ساند الأصفر منذ بداية المباراة حتى نهايتها، قبل أن ينطلق في شوارع كيفان حتى منطقة حولي معقل القادسية في مظاهرة فرح كبيرة.

العربي مضطهد

من جانبه، دخل العربي اللقاء وفي يقينه ان اتحاد الكرة يتربص به لصالح القادسية، ومن أجل ذلك قام بإسناد مهمة المباراة لسعد الفضلي، هذا التصور الى جانب خطة روماو، وابتعاد أبرز اللاعبين في العربي عن مستواهم، إضافة إلى الإرهاق، كانت أسبابا كفيلة بظهور العربي بهذا المستوى غير المتوقع في المباريات النهائية التي دائما ما يقدم فيها أفضل ما لديه رغم كل الظروف.

وبالحديث عن الجانب الفني نجد أن مدرب العربي روماو لم يكن موفقاً لا في التشكيلة التي دخل بها المباراة، ولا الخطة التي اعتمد عليها، فجلوس عبدالقادر فال، وهو ابرز مفاتيح العربي أمر غير مبرر، والاستغناء عن المدافع سيد عدنان من خط الدفاع.

وإشراك فال منذ البداية كان أولى بكثير بدلاً من خسارة ذلك في تغيير بين الشوطين، لاسيما أن دخول فال للمباراة من البداية كان سيفرض خطة لعب تعتمد على ثلاثة محاور، من أمامهم المهاجمان فهد الرشيدي وأحمد هايل، وهي خطة أتت بثمارها كثيرا مع العربي منذ بداية هذا الموسم، لكن هذا لم يحدث إلا مع بداية الشوط الثاني الذي تحسن فيه أداء العربي كثيرا رغم سقطة روماو بتبديل فهد الرشيدي.

شماعة الحكم

وكان ابتعاد أغلب اللاعبين عن مستواهم سببا مباشرا في خسارة العربي، فعلي مقصيد لم يقم بواجباته الهجومية بالشكل المطلوب، ومحمد فريح أحد مفاتيح لعب العربي كان متفرغا في كثير من الأوقات للاعتراض على حكم المباراة سعد الفضلي، وهو ما ينطبق على أغلب اللاعبين في الفريق الأخضر باستثناء أحمد هايل، الذي حاول كثيراً لكنه لم ينجح إلا مرة واحدة بهدف ولا أروع من ضربة رأسية خلفية تستحق التدريس.

وفي النهاية، نقول للقائمين وجماهير النادي العربي أن الحكم سعد الفضلي ليس السبب الرئيسي في خسارة الفريق الأخضر، الذي يجب على الجميع الالتفاف حوله، فالخسارة ليست نهاية المطاف، لاسيما ان الفريق مقبل على مواجهة كبيرة في إياب ربع نهائي كأس الاتحاد العربي أمام النصر السعودي، أحد أفضل الفرق الآسيوية في الوقت الحالي.